كتابات

بشأن عبد الملك الحوتي.. حسن نصر الله الصغير: عودة إلى العروبة أم الانسياق خلف الفرس؟

حان الوقت لأن تعود إلى رشدك، وأن تعترف بأنك مواطن قبل كل شيء

حسن نصر الله وعبدالملك الحوثي (العربية)
حسن نصر الله وعبدالملك الحوثي (العربية)

منذ عقود طويلة، والشعب العربي يكافح من أجل الحفاظ على هويته واستقلاله في وجه التحديات الكبيرة التي واجهته، سواء من المشروع الصهيوني التوسعي في فلسطين أو من القوى الإقليمية التي تسعى لتوسيع نفوذها على حساب الأمة العربية. ولعلنا اليوم، ونحن في خضم هذه الصراعات، نجد من أبناء الأمة من خانوا عروبتهم وانصاعوا لمشاريع الفرس التي تتعارض مع مصلحة أوطانهم وأمتهم. عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة الحوتتي في اليمن، هو أحد هؤلاء.

عبدالملك .. يسير على خطى حسن نصر الله، الذي لطالما قدم نفسه كرمز للمقاومة ضد إسرائيل، لكنه في الحقيقة أداة في يد النظام الإيراني لتحقيق مصالح توسعية لا تخدم سوى طموحات الفرس في المنطقة. الحوتتي، مثل نصر الله، لا يمثل أي قضية عربية حقيقية، بل يسعى فقط لتنفيذ أجندة إيران التي تسعى للهيمنة على العالم العربي عبر زرع الفوضى وإضعاف الدول العربية من الداخل.

ندعو عبد الملك الحوتتي أن يعيد النظر في مساره، وأن يتعظ بما حدث لحسن نصر الله الذي أصبح زعيماً في خدمة مشروع الفرس لا العروبة. اليمن ليست ساحة لتصفية حسابات إقليمية أو ساحة لنفوذ الخارج، بل هي وطن للعرب الأحرار الذين يعتزون بتاريخهم وانتمائهم. الشعب اليمني الذي قاوم الإمامة في الماضي، لن يقبل أبداً بأن يُحكم اليوم من قبل سلالة تدعي القرشية وتخدم أهدافاً خارجية.

 

من أعمال الكاريكاتوري اليمني هلال المرقب
من أعمال الكاريكاتوري اليمني هلال المرقب

يا عبد الملك الحوتتي، لقد آن الأوان أن تعود إلى عروبتك، وأن تضع مصلحة اليمن فوق كل اعتبار، بدلاً من أن تكون أداة لإيران. ما تفعله اليوم لا يخدم إلا المشروع الفارسي، وليس اليمنيين الذين يعانون يومياً بسبب الحرب التي أشعلتها بأوامر خارجية.

القضية الفلسطينية هي قضية عدالة وحرية لكل العرب، لكن لا يجب أن تُستغل لتمرير مشاريع تخدم إيران أو غيرها. كما أن الهوية اليمنية لا يجب أن تُختزل في سلالة أو انتماء ضيق، بل هي هوية عريقة تتجذر في التاريخ العربي.
كفاك خيانة للعروبة وكفى استغلالاً للسلالة القرشية لتبرير أفعالك. إن اليمنيين لن ينسوا من خانهم، ولا من جلب لهم الدمار من أجل خدمة مشروع أجنبي.
ثم انك تستحق النقد لانعدام احترامك للمواطنة المتساوية، وكيف أن تمسكك بالقدسية المزيفة والمفاهيم السلالية يعزلك عن جوهر الانتماء الوطني.
أنت يا عبد الملك الحوتتي، قائد جماعة تدعي القدسية وتستغل مفاهيم سلالية بالية، لا ترى في نفسك مواطناً يمنياً كغيره من أبناء الشعب.. وهذه هي معضلتنا معك. بدلاً من أن تقف على قدم المساواة مع شعبك وتدافع عن حقوقهم وعدالتهم، اخترت أن تعلو عليهم بوهم أنك مقدس، وأنك تمتلك امتيازات تمنحك الحق في التحكم بمصير اليمنيين.

لقد أضعت قيم المواطنة الحقيقية التي تقوم على المساواة والعدل. فأنت لا تحترم حق الشعب اليمني في تقرير مصيره، بل تسعى لترسيخ مفاهيم تسلطيّة تعود بنا إلى عصور التخلف والطغيان. أنك الشخص الذي يعتقد أن انتماءه السلالي يمنحه التفوق على غيره، لم يدرك أن العالم يتقدم نحو العدالة والمساواة، وأن شعوب اليوم ترفض القمع بأي شكل كان، سواء كان بقوة السلاح أو بمفاهيم التقديس الموروثة.

من أعمال الكاريكاتوري اليمني الكبير رشاد السامعي
من أعمال الكاريكاتوري اليمني الكبير رشاد السامعي

عجيبٌ أمرك يا عبد الملك الحوتتي، تظن أن المواطنة المتساوية تنتقص منك، في حين أن المساواة هي التي تبني الأوطان وتضمن كرامة الجميع. تمسكك بالسلالة القرشية لم يجلب لليمن إلا الفوضى والدمار، وجعلت من نفسك أداة لخدمة مشاريع خارجية لا تمت لمصلحة اليمن بصلة.

يا عبد الملك الحوتتي، إن قدسيتك المزعومة لا تمنحك الحق في استعباد شعبك، ولا في اختزال هويتهم اليمنية تحت عباءة انتماء ضيق. إن الشعب اليمني لن يقبل بأن يكون خاضعاً لحكم سلالة أو عائلة ترى في نفسها ما يعلو على الآخرين. اليمن أكبر من كل السلالات، وأعظم من أن يُحكم بمفاهيم متخلفة عفا عليها الزمن.

إن كنت ترى في نفسك شيئاً مقدساً، فاعلم أن كرامة الإنسان اليمني أقدس من كل السلالات. حان الوقت لأن تعود إلى رشدك، وأن تعترف بأنك مواطن قبل كل شيء، وأن هذه الأرض هي لأبنائها كافة، لا لأولئك الذين يدّعون القدسية. اليمن لن تنهض إلا بالعدالة والمساواة، وليس بوهم التفوق السلالي الذي لم يجلب سوى الخراب.