كان موقفاً ساذجاً قبول الحوثيين داخل جسد الثورة الشعبية في طورها السلمي
كل الذين يأتون من خارج فكر الجمهورية وإرثها العملي لن يكونوا مناضلين جيدين من اجل المجتمع وان بدى لنا انهم ضد صالح ، سيعملون على توجيه الفعل المقاوم نحو نتيجة لا تختلف عن النتيجة التي أراد صالح ان يقودنا إليها، فالذين لا يؤمنون بالجمهورية لا يترددون في صناعة مركز سيادي جديد ينفي السيادة الشعبية ويحل محلها، ويحتكر السلطة وإن جاء الأمر في سياق ثورة ضد نظام كان يمارس كل تلك الموبقات، من الخطير عقد التحالفات مع اطراف مازالت ترفض الشعب ومركزه السياسي اكثر من رفضهم صالح والحوثي نفسيهما.
كان موقفاً ساذجاً قبول الحوثيين داخل جسد الثورة الشعبية في طورها السلمي دون الوضوح المطلوب في هذا الامر وهو خطأ يتكرر الان في طورها المقاومة باستيعاب من لا يسلم ان الشعب هو صاحب القول الفصل في الشان السياسي داخل البلد .
لست ضد اي مكون ولا مثقل بمواقف مسبقة ضد إي كان ولا اعتقد ان ارث الجمهورية خاص بتيارات وانما أطالب ان يتأسس الفعل النضالي على قاعدة التسليم بالجمهورية وتحترم مكتسباتها مثلما كنّا نطالب السلطة التزام ذلك .
الجمهورية ليست فكرة رومانسية نستمزجها، لقد تحولت فوق ارضنا الى حدث تاريخي اعلن فيه اليمنيون اسقاط التمييز العنصري والاحتكار للسلطة ونقل السيادة السياسية لعموم المجتمع بعد طول احتكار لها داخل دائرة ضيفة من الأسياد والسادة وهذا يعني ان فيها تتوفر الضمانات اللازمة للسلام ولجعل هذه الحرب اخر الحروب .
لولا الجمهورية والإعلان الذي رافقها ما استطعنا التكتل ضد سلطة صالح والخروج بثورة وبدونها لن نستطيع ان نجد الدولة التي تساوي بيننا في المكانة وتوقف التركيز الظالم للثروة والسلطة داخل جغرافيا صغيرة او اقلية فئوية.
ننتظر من القوى السياسية وهو المؤمل فيها مساعدة القوى التي ظهرت اثناء المقاومة على الالتزام بشروط لا اقول النشاط السياسي بل النضال الوطني فأي دولة سنحصل عليها في حال امتلأ المشهد بقوى ليست ملتزمة للشعب باي التزام ؟والمطلوب ليس مصادرة حق أي كان في النضال بل في السعي لجعل تلك النضالات تتسق والدولة التي نريدها .
مهمة تثبيت الجمهورية كأساس للتحالفات لا تقل أهمية عن هزيمة الانقلاب، فقد نتمكن من هزيمة الانقلاب ونحن بلا قدرة على إقامة الدولة التي تستحقها التضحيات اذا ما أهملنا الجمهورية كمرجعية تاريخية عليا.
من حساب الكاتب على فيسبوك