كتابات

أيها العرب لا للفرس.. ولا.. لا.. لإسرائيل

حسن نصر الله في خطاب عقب إعلان الحزب مهاجمة إسرائيل (لقطة شاشة فيديو)
منصة انزياحات

الحمد لله والشكر لله غار حسن . خائن العرب .. من أراد تسليم الأمة العربية إلى الأمة الفارسية.. هكذا افهم الصراع .. أما إسرائيل فقضيتنا معها كعرب وجودية طبعاً .

***

أولا: منذ وعد بلفور عام 1917، والعالم العربي يعيش في صراع دائم مع المشروع الصهيوني الرامي إلى إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين. هذا الصراع لم يكن صراعا حدوديا فقط، بل هو صراع وجودي، حيث يتعرض العرب لتهديد مباشر على هويتهم وأرضهم وكرامتهم. إسرائيل تمثل عدوا رئيسيا للعرب، فهي دولة احتلال تقوم على تهجير الشعب الفلسطيني وتفكيك بنيته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية.

نعم إن الصراع العربي مع إسرائيل هو صراع وجودي لا يجب التخلي عنه، لكن في الوقت ذاته، يجب الحذر من استغلال هذه القضية من قبل إيران أو غيرها. على العرب أن يتبنوا سياسة مستقلة تحافظ على حقوقهم وتحقق مصالحهم بعيدا عن التحالفات التي قد تؤدي إلى فقدان سيادتهم أو استقلالهم.

والثابت ان المنطقة العربية شهدت تحولات كبيرة منذ منتصف القرن العشرين، حيث برزت قضايا كبرى تشكل محور الصراع العربي، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية كقضية وجودية ضد الاحتلال الإسرائيلي. في الوقت ذاته، ظهرت أطراف تسعى إلى استغلال هذه القضية لتحقيق مصالحها، ومن بينها إيران عبر ذراعها في لبنان المتمثل في حزب الله بقيادة حسن نصر الله.

ومع كل ذلك، فإن التضامن مع الشعب الفلسطيني هو واجب عربي وقومي، ويجب أن يستمر دون انحراف إلى أجندات أخرى. القضية الفلسطينية هي قضية عدالة وحرية، ولا يمكن السماح لأي طرف باستغلالها لخدمة مصالح ضيقة أو خارجية.

ثانيا: في العقدين الأخيرين، ظهر النفوذ الإيراني بشكل لافت في المنطقة العربية، وذلك عبر تدخلاتها في العراق، سوريا، لبنان، واليمن. إيران تسعى لتحقيق مشروع توسعي يهدف إلى فرض هيمنتها على المنطقة، مستغلة في ذلك القضية الفلسطينية كغطاء لتوسيع نفوذها وتعزيز مكانتها الإقليمية.

حسن نصر الله، الذي يقدم نفسه كزعيم مقاوم ضد إسرائيل، يقود مشروعا يخدم في النهاية مصالح إيران أكثر من المصالح العربية. دعم حزب الله في لبنان هو جزء من استراتيجية إيران لتأمين ممرات نفوذها عبر سوريا إلى لبنان ومن ثم البحر المتوسط حتى وصلت إلى دعم نفوذها في البحر الاحمر عبر الوكيل اليمني اللايمني عبدو حو تي .

في الحقيقة، مواقف حسن نصر الله تصب في مصلحة النظام الإيراني وليس في مصلحة القضية الفلسطينية أو الشعوب العربية.

ثالثا: الموقف العربي ينبغي أن يقوم على رؤية واضحة ومستقلة. إسرائيل هي عدو تاريخي ووجودي للأمة العربية، ولكن هذا لا يعني أن نتحالف مع إيران التي تسعى للهيمنة على المنطقة. العرب يجب أن يكونوا حذرين من الوقوع في فخ التحالفات التي تعزز من نفوذ الفرس.

رابعا: على الأمة العربية أن تتبنى سياسة مستقلة، تقوم على تعزيز الوحدة العربية والدفاع عن قضاياها دون أن تصبح أداة في يد مشاريع خارجية. القضية الفلسطينية يجب أن تبقى قضية عدالة وحق لا يمكن المساومة عليها، لكن يجب أيضا أن نتجنب تحويل هذه القضية إلى أداة يستخدمها الفرس.