رساله بخط قائد ثورة 26 سبتمبر الميداني البطل الشهيد علي بن محمد بن حسين بن احمد بن يحي بن علي بن محمد عبدالمغني توضح جزء من شخصيته العظيمه و تبين انشغاله بالوطن حتی في رسائله الشخصيه.
القياده و الزعامه و الفخامه اختزلت بتلك الشخصيه الفذه التي ندر ان تتكرر. ” القائد علي عبد المغني”
يبدوا أن مشيئة الله اختارت قبض روحه العزيزه الشامخه ليعيش حياة الطهر و النقاء في عليين.
و لحكمه منه سبحانه اختاره ليظل اسمه نبراسا لكل حر .”
المحرر
هذا العظيم علي عبد المغني،علي عبد المغني لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان أيضا أحد المفكرين السياسيين الذين أسسوا “تنظيم الضباط الأحرار”، وهو تنظيم سري ضم مجموعة من الضباط الوطنيين من مختلف الاتجاهات السياسية في الكلية الحربية. هذا التنظيم كان هدفه التخلص من الحكم الإمامي واستعادة كرامة الشعب اليمني.
علي عبد المغني كان أحد أبرز قادة ثورة 26 سبتمبر 1962 في اليمن، وُلد في مديرية السدة بمحافظة إب، وبرز دوره في مقاومة نظام الإمامة البائد. قاد عبد المغني الثورة كقائد ميداني ضد حكم الإمام البدر وقادها بدقة واحترافية، حيث كان المسؤول عن التخطيط للثورة والاشراف على كتابة أهدافها الستة. كذلك، كان أول من استشهد في معارك الدفاع عن الثورة، مما جعله رمزا للشجاعة والتضحية.
تعلّم في مدرسة الأيتام بصنعاء وتفوق دراسيا، حيث تم إلحاقه مباشرة بالصف الرابع متجاوزا ثلاثة فصول بسبب نبوغه. وفي شبابه، قاد مظاهرات سياسية ضد الإمامة، ومنها مظاهرة تضامن مع مصر في عام 1956 ضد العدوان الثلاثي، مما أدى إلى اعتقاله آنذاك.
بجانب إنجازاته العسكرية والسياسية، كانت شخصية عبد المغني مشبعة بالقيم الوطنية والإنسانية. رسائله الشخصية، مثل رسالته لابن عمه الشيخ محمد بن سعد عبد المغني، تعكس انشغاله الدائم بقضايا الوطن حتى في حياته الخاصة. استشهاده في بداية الثورة لم ينهي تأثيره، بل خلّد اسمه كرمز لكل من يناضل من أجل الحرية والكرامة. اختار القدر أن يرفع روحه النقية لتبقى نبراساً يضيء درب كل يمني حر.
بتضحياته ودوره الريادي، يبقى علي عبد المغني شخصية تاريخية عظيمة لا تتكرر كثيراً في تاريخ اليمن، ورمزاً من رموز التحرر والاستقلال.
*((الرساله كتبها الشهيد لابن عمه الشيخ محمد بن سعد عبدالمغني))