كتابات

عن تأثير ضرب منظومة اتصالات حزب الله وتواصلهم مع الميلشيات الحوثية 

منصة انزياحات

 

داخل الجيش اليمني الشرعي ان هناك ثلاثة فيالق عسكرية من قوات ميلشيات حزب الله تقاتل في اليمن”

 

لطالما كانت منظومة اتصالات حزب الله اللبناني، إحدى الأدوات الرئيسية التي تستخدمها الميلشيات الحوثية لتعزيز نفوذها وتنسيق عملياتها على الصعيدين الداخلي والخارجي. هذه المنظومة كانت تشكل جزءا لا يتجزأ من شبكة الدعم اللوجستي والتنسيقي التي تساهم في توجيه العمليات العسكرية والسياسية. مع الأحداث الأخيرة التي شهدت تفجير أجهزة الاتصال الخاصة بحزب الله، يصبح من المهم تسليط الضوء على تداعيات هذا الانهيار التقني وتأثيره على التواصل مع حلفاء إيران في المنطقة، وعلى رأسهم الحوثيون في اليمن.

قبل الانقلاب الحوثي على الدولة اليمنية، كان الأمن القومي اليمني قادرا على رصد اتصالات بين الحوثيين وحزب الله عبر الأقمار الصناعية الإيرانية. ذلك ماتؤكده معلوماتنا ومصادرنا .

كان الأمن القومي اليمني أيام ماقبل الانقلاب الحوثي كشف اتصالات مباشرة بين حزب الله والحوثيين تتم عبر الأقمار الصناعية العاملة في المجال الإيراني، ولاحقاً بعد الانقلاب سيطروا الحوثيين على الأمن القومي اليمني وكانت اتصالاتهم على مدى السنوات الأخيرة تتم بالراحة وبدون رقيب.

لاحقا بعد سيطرة الحوثيين على جهاز الأمن القومي اليمني بعد الانقلاب صار هناك تحول استراتيجي كبير في قدرات الميليشيا على إدارة اتصالاتها بشكل غير مراقب، مما يعزز نفوذهم داخليا وإقليمياً.

 

 

شبكة الاتصالات السرية بين حزب الله والحوثيين:

 

منذ بداية الحرب في اليمن، تلقت مليشيا الحوثي دعما كبيرا من إيران عبر حزب الله، حيث عمل الأخير كوسيط رئيسي لتقديم التدريب العسكري والمعلومات الاستخباراتية والتقنية. شبكة الاتصالات السرية التي يديرها حزب الله كانت تُستخدم بشكل أساسي لتسهيل هذا التنسيق، مما سمح للحوثيين بتعزيز قدرتهم على المناورة والقتال ضد الجيش الوطني اليمني والتحالف العربي.

 

لذا مع انهيار شبكة الاتصالات هذه، والتي تمثل الخيط الرفيع الذي يربط بين الحوثيين وقياداتهم الداعمة في لبنان وطهران، من المرجح أن يواجه الحوثيون صعوبات متزايدة في التواصل مع حلفائهم. كانت هذه الشبكة، بحسب العديد من التقارير، تقوم على أجهزة اتصال متطورة جرى تهريبها إلى اليمن عبر قنوات غير قانونية، واستفاد منها الحوثيون في تنسيق عملياتهم العسكرية في مختلف الجبهات.

 

تأثير الهجوم على شبكة الاتصالات:

 

الهجوم الأخير الذي استهدف أجهزة الاتصال المحمولة بحوزة عناصر حزب الله في لبنان يمثل ضربة نوعية بالتأكيد للنظام الاتصالي الذي طالما اعتمد عليه الحزب. ومع الإشارة إلى تورط إسرائيل في هذه العملية، والتي يبدو أنها جاءت بعد تخطيط دقيق واستخدام تقنيات متقدمة لاختراق المنظومة، يتوقع أن تظل تأثيرات هذا الاختراق قائمة لفترة طويلة.

 

إحدى النتائج المباشرة لهذا الانهيار ستكون صعوبة التواصل السلس بين حزب الله وحلفائه في اليمن، خصوصا أن الحوثيين اعتمدوا بشكل كبير على هذا النوع من الاتصالات المشفرة للتنسيق في شؤونهم العسكرية. وإذا ما ثبت أن الاختراق الذي تعرضت له شبكة اتصالات حزب الله قد شمل تفكيك النظام بالكامل، فإن التواصل مع الحوثيين سيصبح أكثر تعقيداً، وربما سيضطر الطرفان للبحث عن بدائل أقل أمانا وأقل كفاءة.

 

التداعيات المحتملة على منظومة الاتصالات الحوثية:

 

أما إذا كانت منظومة الاتصالات الخاصة بالحوثيين مرتبطة بشكل مباشر بالبنية التحتية التي يديرها حزب الله في لبنان، فقد يؤثر استهداف أجهزة اتصالات حزب الله بشكل سلبي على قدرة الحوثيين على الاتصال الآمن والتنسيق مع إيران أو أي جهة إقليمية أخرى. على الرغم من أن الحوثيين قد يكونون قد طوروا شبكة اتصالات مستقلة داخل اليمن، إلا أن أي خلل في هذه الروابط يمكن أن يعيق تدفق المعلومات والخبرات، مما يقلل من فاعليتهم العسكرية والاستخباراتية.

 

التأثير على الحوثيين: انهيار الدعم اللوجستي

 

الاعتماد الكبير الذي وضعه الحوثيون على دعم حزب الله يجعلهم عرضة للضغوط في ظل تعطل أو تقليص دور الشبكة الاتصالية. فلطالما وفر حزب الله للحوثيين الخبرات العسكرية والتكتيكات التي تُمكنهم من تنفيذ عملياتهم بفاعلية. وعلى سبيل المثال، كشفت الحكومة اليمنية سابقاً عن وجود مقاتلين من حزب الله في الأراضي اليمنية، وهو ما يؤكد مستوى الانخراط المباشر الذي يمارسه الحزب في الصراع اليمني.فبدون شبكة اتصالات فعالة، سيتعطل هذا الدعم المباشر الذي كان يُقدم عبر نقل المعلومات الاستخباراتية والتنظيمية عبر قنوات مشفرة. كما سيُضعف ذلك من قدرة الحوثيين على التنسيق مع بقية الأطراف الإقليمية الداعمة لهم، بما في ذلك إيران، التي تعتمد هي الأخرى على هذه الشبكة للتواصل مع عملائها في المنطقة.

 

الأثر الإقليمي: هل يتراجع النفوذ الإيراني؟

 

إذا ما استمر تعطل شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله، فإنه سيكون لذلك تأثيرات أوسع تتجاوز حدود اليمن. إيران تعتمد على حزب الله كوكيل إقليمي في لبنان كما الميلشيات الحوثية كوكيل لها في اليمن ما يُسهم في تنفيذ سياساتها وتوجيه عملياتها في مختلف مناطق النزاع في الشرق الأوسط، بما في ذلك سوريا والعراق واليمن. لذا، فإن تراجع قدرة حزب الله على إدارة التواصل مع هذه الأطراف سيحد من قدرة إيران على فرض أجندتها بشكل مباشر وفعال.

 

بالنسبة للحوثيين، فإن فقدان هذا الدعم سيُضعف من موقفهم التفاوضي في الصراع اليمني، وربما يجعلهم أكثر انفتاحاً على القبول بالحلول السياسية التي قد تُطرح من قبل التحالف العربي أو المجتمع الدولي. علاوة على ذلك، فإن تعطل هذه الشبكة قد يُعزز من فرص القوات الحكومية في تحقيق مكاسب ميدانية، لا سيما في ظل تضاؤل الدعم اللوجستي والعسكري الذي كان يقدمه حزب الله.

 

المستقبل المحتمل لشبكة اتصالات حزب الله :

 

بالرغم من أن حزب الله أعلن عن بدء تحقيقات واسعة لمعرفة أسباب الانفجارات المتزامنة التي طالت أجهزة الاتصال، فمن غير المتوقع أن يكون الحزب قادرا على إعادة بناء شبكة اتصالاته بسرعة. التقنية المتطورة التي استُخدمت لاختراق الأجهزة قد تكون جزءا من استراتيجية إسرائيلية أوسع تستهدف تقويض قدرة حزب الله على التحرك بشكل حرّ.

 

إعادة بناء منظومة الاتصالات قد يتطلب وقتا طويلا وجهودا مكلفة، وقد لا تكون بنفس المستوى من الأمان والسرية التي كانت تتمتع بها المنظومة السابقة. وبالمحصلة، فإن الحزب قد يُصبح أكثر حذرا في استخدام مثل هذه الأجهزة في المستقبل، وهو ما سيحد من قدرته على التنسيق مع حلفائه في إيران والعراق وسوريا، بما في ذلك الحوثيون.

 

انعكاسات استراتيجية: فرصة للشرعية اليمنية

 

الجيش الوطني اليمني الموالي للشرعية كان قد أعلن في السابق عن كشفه لمقاتلين وخبراء من حزب الله يقاتلون في الأراضي اليمنية. هذا الكشف يؤكد عمق التعاون بين الحوثيين وحزب الله، وهو ما يجعل تعطل شبكة اتصالات الحزب بمثابة فرصة ذهبية للشرعية اليمنية وحلفائها لتضييق الخناق على الحوثيين.

تقول المعلومات لدى مصدرنا الموثوق داخل المنظومة الإتصالاتية في الجيش اليمني الشرعي ان هناك ثلاثة فيالق عسكرية من قوات ميلشيات حزب الله تقاتل في اليمن.

وفي ظل انهيار هذه الشبكة، ستُواجه الميليشيا الحوثية تحديات كبيرة في الحفاظ على زخم عملياتها الميدانية، مما يُتيح للجيش اليمني والتحالف فرصة لتعزيز مواقعهما وتحقيق تقدم أكبر على الأرض. هذا التقدم قد يُغير من معادلة الصراع في اليمن، خاصة إذا ما تمكنت القوات اليمنية من استغلال هذا الضعف في التواصل الحوثي لتحقيق انتصارات ميدانية مهمة.