(1)
محمد قايد سيف..مهندس سبتمبر الحقيقي
ما أسخف الذاكرة السبتمبرية حين لاتستحضر دور اللواء محمد قايد سيف مكتفية بذكر أدوار لاسماء مكرسة بينما تعمد تجاوز استحضار الأيقونة محمد قايد سيف.
مهما حاول البعض طمس دوره، يبقى اللواء محمد قايد سيف رمزاً خالداً للنضال اليمني، وشخصية لا يمكن تجاهلها عند الحديث عن الثورة.
اللواء محمد قائد سيف القباطي هو شخصية لا يمكن تجاوزها عند الحديث عن ثورة 26 سبتمبر 1962م وتاريخ اليمن الحديث. دوره في هذه الثورة لم يكن عادياً أو هامشياً، بل كان أساسياً ومحورياً في مختلف مراحل الإعداد والتخطيط والتنفيذ. ومع ذلك، ظل هذا الرجل يتعرض لتهميش واضح ومتعمّد لأسباب مناطقية، وكأن التاريخ اليمني لا يعترف إلا بمن يُرضي مصالح معينة.
اللواء محمد قائد سيف القباطي يُعتبر أحد الأعمدة الرئيسية في ثورة 26 سبتمبر 1962م. وُلد اللواء سيف في 10 أكتوبر 1933 في قرية الحنجرة بمديرية القبيطة. بدأ رحلته النضالية منذ شبابه عندما التحق بالكلية الحربية بالقاهرة وتخرج عام 1954، وهو أحد أوائل اليمنيين الذين درسوا هناك. بعد عودته إلى اليمن، كان له دور محوري في تأسيس كلية الشرطة في تعز، ما أسهم في بناء البنية التحتية العسكرية التي كانت حيوية للثورة.
عندما شارك في ثورة أحمد الثلايا عام 1955 ( وكان هو المخطط الفعلي لها حسب ما أورده المناضل عبد الغني مطهر العريقي في كتابه مذكراته:يوم ولد اليمن مجده)، التي انتهت بالفشل وإعدام الثلايا، أُجبر على الهرب إلى عدن. ومع ذلك، لم يتراجع عن نضاله، بل استمر في دعم الحركة الثورية من الخارج. ومن أبرز أدواره قبل الثورة، كان مساهمته في إدخال الأسلحة من مصر لدعم الثوار اليمنيين، بالتعاون مع زملائه مثل محمد مهيوب ثابت وعبد القوي حاميم وعبد الرحيم عبد الله. وعقب نجاح الثورة، تم تعيينه في مجلس قيادة الثورة، ثم في أول تشكيل لمجلس الرئاسة بقيادة المشير السلال.
كان اللواء سيف صاحب رؤية تنظيمية، إذ شغل عدة مناصب عليا خلال السنوات الأولى للجمهورية، منها وزير الاقتصاد والإعلام، ثم وزير الدفاع، ونائب القائد العام للقوات المسلحة. كما شغل منصب وزير لشؤون رئاسة الجمهورية في عهد حكومة حمود الجائفي، حيث كان له دور استراتيجي في توجيه شؤون الدولة.
رغم هذه الإسهامات العظيمة، تم تهميش دوره في تاريخ الثورة لأسباب مناطقية، خاصة أن اسمه لا يظهر بالقدر المستحق مقارنة بمن كانوا أقل منه في الخبرة والقدرات. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن اللواء سيف كان مهندساً حقيقياً للثورة، ولم يكن مجرد متابع للأحداث، بل كان من صناع القرارات الكبرى.
اختتم مسيرته المهنية كسفير لليمن في إيطاليا بين عامي 1964 و1968، واستمر في تقديم خدماته لوطنه حتى وفاته في بيروت عام 2007. وبذلك، يظل اللواء سيف واحداً من الأبطال الحقيقيين الذين أسهموا في تشكيل اليمن الحديث رغم التحديات التي واجهها من التهميش والإقصاء.
خلفية نضالية طويلة
لم يكن جندياً عادياً ،محمد قائد سيف ، بشهادة مجايليه، بل كان أحد المهندسين الرئيسيين للثورة. ولتتصوروا: في صباحٍ مظلم من عام 1955، عندما كانت حركة الثلايا تختمر في الخفاء، كان اللواء محمد قائد سيف في طليعة العقول المفكرة التي وضعت الخطة بمهارة لا مثيل لها. لم يكن فقط مشاركاً في الحركة، بل كان المخطط الاستراتيجي لها، يعكف ليالٍ طوال على تنظيم التحركات، يجتمع سراً مع الضباط المخلصين، يضع خططاً دقيقة للإطاحة بالظلم الذي خنق الشعب اليمني لعقود. كان صوته هادئاً وحازماً في الوقت ذاته، يزرع في قلوب رفاقه الشجاعة والثقة في أن اليمن على أعتاب فجر جديد.
رجل الثورة خلف الكواليس
في كل اجتماع سري، كان محمد قايد سيف هو الرجل الذي يضع الخطة ويتحدث بثقة ووضوح. ومع كل نقاش حول كيفية دعم الثورة، كان يقدم رؤية تتجاوز اللحظة الراهنة، رؤية ترسم ملامح يمن جديد، خالٍ من الاستبداد. عندما بدأت شحنات الأسلحة تصل من مصر، كان يدرك أن كل طلقة سلاح، كل خطوة نحو التحرير، هي جزء من مخططه الأكبر الذي كان يرسمه منذ سنوات.
وعندما اندلعت ثورة 26 سبتمبر 1962، لم يكن سيف مجرد مشارك في الأحداث، بل كان العقل المدبر، المهندس الذي وضع اللبنات الأساسية للثورة. لم يكن يبحث عن المجد الشخصي، بل كان يبحث عن مستقبل أفضل لليمنيين جميعاً. كان يعلم أن الحرية ليست مجانية، وأنه لا بد من التضحيات، وكان مستعداً لدفع الثمن.
في قلب الثورة
تصوروا :محمد قايد سيف وهو واقف أمام مجلس قيادة الثورة بعد 26 سبتمبر، بعيون تملؤها الحكمة والخبرة. بينما كان الآخرون يناقشون الخطط ويتجادلون حول المناصب، كان سيف يركز على الهدف الأسمى: بناء دولة يمنية حديثة.. كان يعمل خلف الكواليس لتنظيم الجيش الوطني وضمان استقرار الدولة الوليدة في وجه التحديات التي واجهتها.
كان يجتمع مع كبار الضباط ليضع خطط الدفاع عن الثورة، يعلم أن الخطر لم ينتهِ بعد سقوط النظام الإمامي. كان يدرك أن المعركة الحقيقية قد بدأت، معركة البناء وحماية الثورة من القوى المعادية الداخلية والخارجية. وكان دائماً في طليعة تلك المعركة، ليس بسلاحه فقط، بل بعقله الفذ ورؤيته الثاقبة.
التهميش الظالم
رغم كل تلك الإنجازات، تعرض اللواء محمد قايد سيف للتهميش المتعمد بعد الثورة. تم تهميشه لأسباب مناطقية ،حيث جاءت القوى التي سيطرت على الساحة بعد الثورة لتهميش كل من لم يكن جزءاً من دائرتها الضيقة. ورغم ذلك، لم يتوقف اللواء سيف عن خدمة وطنه، بل استمر في العطاء حتى آخر أيامه. كان يعلم أن التاريخ قد يتجاهله، لكن الأهم بالنسبة له كان أن يعيش بروح الثائر الحقيقي الذي لا يتراجع عن مبادئه.
تخيلوا: مشهداً له في سنواته الأخيرة، وهو يتأمل الأحداث من بعيد، لا يبحث عن الاعتراف، بل يبتسم بهدوء، مدركاً أن دوره في الثورة سيبقى محفوراً في ذاكرة الأجيال، حتى لو حاول البعض طمسه.
الإرث الذي لا يُمحى
اللواء محمد قايد سيف لم يكن مجرد ضابط في الجيش أو دبلوماسي في الخارج. كان رجل دولة، رجل مبادئ، ورجل ثورة حقيقي. أسهم في صياغة تاريخ اليمن الحديث، وبنى جسوراً للمستقبل وسط تحديات لم تكن سهلة..يبقى إرثه حياً في قلوب من يعرفون الحقيقة. هو المهندس الحقيقي لثورة 26 سبتمبر، والرجل الذي وقف شامخاً أمام كل العواصف، ورسم بيده ملامح اليمن الجديد.
اللواء العظيم محمد قايد سيف
( اأنهى خدمته العامة سفيراً للجمهورية العربية اليمنية في روما خلال الفترة 1964 – 1968م.. رحل في بيروت عام ٢٠٠٧ م.. مكان الدفن كريتر عدن
رحمة واسعة)
***
(2)
حاميم المتسمك بوجه الحق واستماتته في الدفاع عنه
الشيخ عبد القوي إبراهيم حاميم (1929م – 1965م) من مواليد عام 1348 هـ بقرية “بيت حاميم’، مديرية خدير – محافظة تعز. عضو مجلس قيادة الثورة في الجمهورية العربية اليمنية، وأحد أبرز من ساهم في التخطيط والتحضير والمشاركة في قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، عام 196
الوفاة
1965 (35–36 سنة)
سبب الوفاة
اغتيال
مسلم، شافعي
الحياة العملية ” ويكيبيديا
…
تلقى العلوم الأساسية في صغره على طريق التعليم التقليدي في كُتاب أو (معلامة) قريته، ثم أرسله والده إلى مدينة زبيد لتلقي العلوم الدينية. وقد قضى معظم طفولته كرهينة لدى الإمام يحيى حميد الدين بقلعة القاهرة، حيث كان أحد تلامذة الأستاذ المناضل قاسم غالب (وزير المعارف في وقت لاحق). والده هو الشيخ إبراهيم حاميم، أحد أكبر مشائخ لواء تعز في الربع الأول من القرن العشرين، والذي كان مسؤولاً عن تهريب وتدبير سفر الأحرار الفارين من بطش الإمام إلى عدن، من أمثال الشيخ مطيع بن عبد الله دماج والأستاذ قاسم غالب والشيخ عبد الله بن حسن أبو راس والأستاذ عقيل عثمان والقاضي محمد محمود الزبيري والأستاذ أحمد محمد نعمان والأستاذ زيد الموشكي والأستاذ أحمد الشامي وغيرهم، بحكم سيطرته على الحدود الشرقية للواء تعز. زُج به في السجن خلال منتصف خمسينيات القرن العشرين بسبب آرائه المعارضة لحكم الإمام أحمد حميد الدين، حيث قضى عدد من الأعوام سجين في قلعة القاهرة، قبل أن يتم الإفراج عنه بعد تحكيم والده الشيخ إبراهيم للإمام أحمد. ثم عمل في التجارة، فأنشأ محطة للمشتقات النفطية عند منطقة ‘كرش”، قبل أن يتوسع في تجارة المواد الغذائية التي كان يجلبها من عدن. وقد ساهم في إنشاء عدد من الشركات المساهمية قبل قيام ثورة 1962م. ففي عام 1960م، ساهم في تأسيس “شركة المحروقات اليمانية” (شركة النفط اليمنية في يومنا هذا)، وشغل منصب أول مدير عام لها. كما ساهم في تأسيس أول شركة طيران وطنية وهي ‘شركة الخطوط الجوية اليمانية'(الخطوط الجوية اليمنية في يومنا هذا). بالإضافة إلى عدد من المشاريع الأخرى، كشركة كهرباء تعز وغيرها. كما صدر في عام 1961م مرسوم إمامي قضى بأن يقوم الشيخ عبد القوي حاميم والأستاذ أحمد هائل سعيد والأستاذ عبد الله مطهر عبده بتأسيس الغرفة التجارية الصناعية في تعز.
في عام 1958م، أختير عضواً في الخلية الرئيسية للأحرار في تعز. ومن أهم إسهاماته للتحضير للثورة، تولي مسؤولية تهريب وإدخال الأسلحة والذخائر عبر الحدود، والتي كانت مصر ترسلها لدعم الثوار في اليمن عبر مدينة عدن بالتنسيق مع المناضلين محمد قائد سيف ومحمد مهيوب ثابت وعلي محمد سعيد وعبد الرحيم عبد الله. وكان الشيخ عبد القوي يحتفظ بتلك الأسلحة في قريته، ثم يقوم بمهمة إرسالها إلى مختلف مجاميع الأحرار داخل اليمن على أظهر الحمير والإبل. كما انه سخر منزله في مدينة تعز لتخزين كمية من سلاح الثورة، ليتم توزيعها عند قيام الثورة على أعضاء تنظيم الأحرار. وفي مطلع أغسطس من عام 1962م، أجمع الثوار على اختيار الشيخ عبد القوي حاميم للسفر إلى القاهرة لشرح أسباب تأجيل تفجير الثورة المتفق عليه مسبقاً مع القاهرة. فسافر إلى الاتحاد السوفيتي وتشيكوسلوفاكيا للتمويه أولاً، بحكم منصبه كمدير لشركة المحروقات في حينها، ثم مر بالقاهرة حيث التقى بشكل سري مع رئيس مجلس الأمة المصري محمد أنور السادات لشرح موقف الثوار.
من مقولاته: “إن قوة الرجال لا تقاس بمدى قدرتهم على التخريب، ذلك عمل يستطيع أن يقوم به حتى قطاع الطرق وإنما بمدى ثباتهم على المبادئ وتمسكهم بوجه الحق واستماتتهم في الدفاع عنه”.
- أهم المناصب التي تولاها
مدير شركة المحروقات اليمانية (قبل قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر)
• قائد الحدود الجنوبية ومسؤولاً عن الراهدة والشريجة (1962م)
• عضو مجلس قيادة الثورة (1962م)
• وزير الشؤون البلدية والقروية (1962م)
• عضو مجلس الرئاسة (1963م)
عضو المكتب السياسي – وهي هيئة قيادية تتولى توجيه العمل السياسي وجهاز تشريعي أعلى في البلاد، وتكونت من تسعة أعضاء برئاسة رئيس الجمهورية المشير عبد الله السلال وعضوية كل من اللواء حسن العمري، القاضي عبدالرحمن الأرياني، القاضي محمد محمود الزبيري، الشيخ محمد علي عثمان، الأستاذ محمد أحمد نعمان، الشيخ عبد القوي حاميم، القاضي عبد السلام صبره، الأستاذ محمد مطهر (1964م)
• نائب رئيس الوزراء لشؤون الأشغال والمواصلات والجنوب اليمني المحتل (1964م)
• وزير الدولة في مجلس التنسيق المشترك بين الجمهورية العربية اليمنية والجمهورية العربية المتحدة (1964)
• وزير الخارجية (1965م)
• مستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية (1965م)
وفاته تم اغتيال الشيخ عبد القوي حاميم في 23 أغسطس 1965م على حدود مدينة الراهدة، بعد إتمامه لصلح قبلي. ثم دُفن في مقبرة الإجينات بمدينة تعز. وقد توفي عن أربعة أولاد هم: نجيب وحاميم وفؤاد وجمال، وابنتان.. ويكيبيديا
لهذا كله فإن الشيخ عبد القوي إبراهيم حاميم يُعدّ من أبرز الشخصيات التي ساهمت في ثورة 26 سبتمبر 1962 ضد نظام الإمامة في اليمن. إلا أن تهميشه لعدة أسباب مناطقية وظروف أخرى أدى إلى طمس اسمه من الذاكرة الشعبية، رغم أنه أحد أهم القادة الوطنيين في تلك الحقبة.
جعل من منزله في تعز مستودعا للأسلحة والمعدات، مما يعكس عمق انخراطه في النضال الوطني ضد الإمامة.
ورغم ذلك، ظل عبد القوي يعمل تحت الظل ولم ينل التقدير الكامل الذي يستحقه بسبب الظروف السياسية والمناطقية التي كانت سائدة حينها، حيث كانت بعض القوى السياسية تسعى إلى تهميش أدوار القادة من المناطق الجنوبية والغربية لليمن.
ساهم حاميم في توجيه السياسة العامة للبلاد، وكان من أبرز المسؤولين عن إدارة الحدود الجنوبية، مما أكسبه نفوذا كبيرا، لا سيما في التعامل مع القضايا الحدودية مع جنوب اليمن المحتل آنذاك.
تهميشه واغتياله:
تم تهميش عبد القوي حاميم لأسباب مناطقية، حيث كان يعاني من الذين يتحيزون لأسباب مناطقية طغت حينها على المشهد السياسي في اليمن بعد الثورة. وقد كانت تلك المناطقية أحد العوامل التي أدت إلى اغتياله في 23 أغسطس 1965، حيث تم اغتياله على الحدود بالقرب من الراهدة عقب إتمامه لصلح قبلي. تعرض للاغتيال في ظروف غامضة، ولم يتم تقديم المتورطين للعدالة، مما أثار تساؤلات حول دور القوى السياسية في تصفية بعض القادة الذين قد يكونون منافسين لهم أو يحملون أفكارا غير متوافقة مع بعض القيادات.
في الحقيقة، رغم أن ثورة سبتمبر كانت نقطة تحول كبيرة في تاريخ اليمن، لم تكن خالية من التوترات والانقسامات بين القيادات الثورية.
أسباب اغتياله
بعد قيام الثورة، شهدت الساحة السياسية تنافسا حادا بين مختلف الفصائل الثورية، والتي انقسمت بشكل رئيسي على أسس مناطقية وسياسية. يُعتقد أن حاميم، رغم دوره الكبير في الثورة، لم يكن مقبولا من بعض القيادات التي رأت فيه تهديدا لنفوذها. بعض المصادر تشير إلى أن نفوذه وتأثيره في الحدود الجنوبية لليمن، وكونه شخصية مرموقة من تعز، قد جعلته عرضة للتصفية الجسدية للتخلص من تأثيره السياسي.
2. إصلاحاته وسياساته: شغل حاميم مناصب هامة بعد الثورة، بما في ذلك وزير الشؤون البلدية والقروية ووزير الخارجية. هذه المناصب مكنته من لعب دور بارز في تشكيل السياسات العامة لليمن. ومع ذلك، كان يتعرض لضغوط بسبب مواقفه المستقلة وإرادته في توجيه البلاد نحو التطوير والإصلاح، وهو ما جعل بعض القوى ترى فيه تحديا لأهدافها أو مصالحها الشخصية.
3. تصفية حسابات مناطقية: المنطقة التي جاء منها حاميم (تعز) كانت تشهد نوعا من التهميش والمنافسة مع مناطق أخرى كانت تسعى للهيمنة على السلطة بعد الثورة. تم تهميش دور شخصيات من مناطق مثل تعز وإب بسبب الانقسامات المناطقية العميقة، مما أدى إلى إقصائهم عن المناصب العليا سريعاً وإخفاء إسهاماتهم الوطنية.
ولقد ساهم عدم توثيق دور عبد القوي حاميم بالشكل اللائق في تهميشه من الذاكرة الشعبية، إذ كان من الممكن أن يسجل التاريخ دوره بشكل أكبر، لكن تحيّز بعض المؤرخين والمصادر الرسمية أدى إلى تركيز الضوء على شخصيات أخرى وتجاهل أدوار قيادات هامة مثله.
والشاهد أن اغتيال عبد القوي حاميم يمثل خسارة كبيرة للثورة اليمنية السبتمبرية ،حيث كان واحدا من أبرز المهندسين لتحرير البلاد من الإمامة. لكن تهميشه واغتياله يعكسان التعقيدات التي تلت الثورة، من حيث الصراعات المناطقية وتصفية الحسابات السياسية.
رحمة واسعة
******
استدراك:
الأخ عادل الأحمدي..
قرأت مقالتك الأخيرة في انزياحات امس المتعلقة بثورة 26 سبتمبر، وأقدر اهتمامك بذكر تفاصيل مهمة عن أبطال تلك الفترة، ومنهم الشهيد علي عبد المغني، أحد أبرز رموز الثورة اليمنية السبتمبرية .ومع ذلك، لفتني ذكرك لتواصل مباشر بينه وبين الرئيس المصري جمال عبد الناصر، والإشارة إلى “شهادات مدوّنة”. أتفهم رغبتك في إظهار الدور المصري في دعم الثورة، لكن الحقيقة هي أن علي عبد المغني لم يزر مصر في حياته، ولم يلتقِ عبد الناصر مباشرة. لذا، من المهم التأكد من صحة هذه المعلومة، خاصة أن التاريخ يجب أن يُسجَّل بدقة دون مبالغات قد تضر بمصداقية السرد.
إذا كان لديك وثائق أو شهادات مدونة تؤكد هذا الاتصال، فأرجو منك الإشارة إليها بوضوح. أؤمن بأنك ككاتب مرموق تعرف أهمية تقديم الوقائع بعيدا عن العاطفة أو الاستناد إلى معلومات غير دقيقة.
مع خالص التقدير.. معاذ الصوفي