الوعي الجمهوري المتنامي ثمن المأساة!
لعل المشروع الجمهوري في اليمن يعيش الزمن الذهبي وفق تقديري فيما يتعلق باتساع الوعي بالجمهورية واقترابها من ان تصبح عقيدة وطنية جوهرها كرامة الانسان اليمني وقدسية الأرض والدولة الجمهورية كاجماع وطني
لعل اتساع التعليم في اليمن وخروج جيل واسع من المثقفين الشباب الذي نضجت وعيهم وسائل التواصل الاجتماعي والنقاشات التفاعلية وامتلاكهم الرأي الخاص في وقت مبكر من خلال التعبير اليومي الشخصي في صفحاتهم بفيسبوك و تويتر سبب رئيس..
من حيث لاتدرك الإمامة الحوثية كان التجريف الذي قامت به للنظام الجمهوري والفكر الوطني السياسي والهوية اليمنية صدمة وجودية لليمنيين بالمعنى السياسي وحتى الروحي وتحت التهديد بتصفية الكيان الاعتباري لهم لذلك تولدت المقاومة بكافة أشكالها لكن الذي تنمو وتتراكم هي المقاومة الفكرية والفهم الجمهوري على وجه الخصوص وهو الأثمن لانه متصل ويدوم .
العاطفة الجمهورية مهمة وأساسية وبدون العاطفة لاتستقيم الأفكار ولا الدعوات لكنها وحدها لاتكفي مالم يصاحبها فهم.. لذا نحن بحاجة لفهم جمهوري حقيقي يضع التساؤلات في حكمة تتفهم زمن كل تساؤل وخصوصا اعادة طرح سؤال المعنى الكامل للجمهورية الذي لايقبل التجزئة من الشعار الى المشروع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للجمهورية وفق نهج دستوري تراكمي يدرك مسألة الزمن المتعلق بالجيل الحالي والأجيال القادمة .
في اليمن وفق تقديري الزمن الجمهوري هو الجواد الجريح اذ أن التباطؤ في في تحقيق الرؤية الجمهورية وتقديم مغانم السلطة على اولويات بناء دولة كان السهم الذي غرس في عنق الجواد العزيز وأعاق عربة التاريخ اليمني الذي كان يقودها.
بينما كان ينزف كان قطاع الطرق ينتظرون في الأدغال بلذة عين شريرة تقتات نزيفة قطرة قطرة وحينما كان عنقه يلتوي ويسقط الى الأرض انقضت عليه في ليل صنعاء المظلم ..كما فعلوا بالشهيد الزبيري تماما انتظروه في الأدغال ثم اطلقوا عليه النار وتركوه ينزف حتى مات ولاذوا بالفرار وقد اصبح ميت.
هذه الوعي الجمهوري المتنامي في كل ذكرى لسبتمبر هو ثمن المأساة لكن سيكون أثمن اذا تم بناء فهم جمهوري حقيقي خارج ذهنية ثنائيات المثالية والتبريرية ..المثالية التي تريد جمهورية افلاطونية في ليلة ويوم وتنسف كل التجربة التي مضت وتبريرية تبرر كل الأخطاء وتعتقد ان صوت التغيير هو الذي اسقط الجمهوري وليست الممارسات والنهج .