يخوض الحوثي حروبه الدموية على اليمنيين ويحقق أهدافه تحت عناوين ولافتات وشعارات مخادعة ومختلفة، وتعني غالباً قضايا مطلبية وشعبوية ووطنية يستخدمها زوراً في كل وقت وحين، رغم انها في الأساس لا تمت بأية صله للهدف المراد تحقيقة في أجنداته الخفيه سوى مصادفة هذه القضايا والعناوين والشعارات زمنياً مع تحركاته، أو العكس.
كثيرة هي القضايا والملفات العامة التي يمتطيها الحوثي ويزايد بها ويركب موجتها كحق يراد به الباطل مستخدماً بجاحتة وانتهازيته المعهودة في استغلالها وتوظيفها لصالحه والكذب على الناس لحشدهم أو إسكاتهم، بحكم ارتباطها بمصالحهم وهمومهم ومزاجهم الانفعالي، ويعمل على تصديرها رأس قائمة أجندات حربه، فيما الهدف الحقيقي يكون مخفياً وخاصاً به وجماعتة ومن يخدمهم خارجياً من أشكاله وأرباب عنصريته كأداة وذيل في الإقليم والعالم.
لقد استغل الحوثي وعصابتة عديد قضايا وتزعمها لم تربطه بها علاقة ولا تعنيه جوهرياً سوى أنها أسهمت في تمكينه من التسلط على رقاب الناس بالقوة والزيف.. والشواهد كثيرة وملموسة، ولعل المتابع يعرف ماذا وكيف تمكن الحوثي من إسقاط المحافظات اليمنية شمالاً، وما هي القضايا والعناوين والشعارات التي استخدمها لتحقيق أهدافه.
لعلكم تتذكرونها جيداً ومنها ما عرف بالجرعة ومخرجات الحوار وغيرها من الشعارات والعناوين التي سوقها سابقا قبل الإنقلاب وأثناء التوسع والسيطرة على عمران، وقبلها صعده ومن بعدهما العاصمة صنعاء وحتى الجنوب وكل اليمن،
وعلى سبيل المثال منها دغدغة عواطف القوى المتصارعة ومزاعمه في الانتقام لهذه أو تلك من الأخرى، ومن الشواهد ما تم تسويقه ببراعة مع حزب المؤتمر وصالح في موضوع إزاحة الإصلاح وقوى الثورة واستهداف بيت الأحمر، وكذلك مع القوى المدنية في موضوع القبيلة، وحتى وصل إلى استخدام أوراق متناقضة في فترات لاحقة مع حلفائه في المؤتمر حين قرر الحرب معهم واستهدافهم متزعماً أحقاد وخصومات نتائج الأزمة التي رافقت ثورة فبراير مع النظام السابق وما إلى ذلك من قضايا وصراعات سياسية واجتماعية كحرب 94 وحساسيات جغرافية وثقافية بين المجتمع اليمني.
وكل ذلك العبث الذي لاقى انسجاماً ورواجاً وسذج لتصديقه والخوض فيه معه أو غض الطرف عنه استخدمه مع الجميع وبالجميع ومارس الخداع تباعا حتى تمكن من مراميه وأسقط الجمهورية والشرعية والوطن والدولة ومؤسساتها واستكمل الانقلاب على كل اليمن، وفي نهاية المطاف تبخرت تلك الشعارات والعناوين وأضحت الحقيقة غير ذلك وأفاق الناس على إعادة حقبة الظلام والكهنوت والعنصرية وأحلام الحق الألهي في الحكم والسلطة لمجموعة يتسيدون زعماً واستغلالا على الشعب ويحاولون استرقاق أقياله ومواطنية بقوة السلاح وفتاوى دينية كاذبة.
ولم يكتفي بذلك وحسب بل واصل الخداع والادعاء وتوظيف الأحداث والمواقف تكرارا واستمر حتى بعد أن أمسك زمام الأمور وشل الجمل بما حمل وأضحت تلك الشعارات واللافتات والمطالب والأهداف التي صعد الحوثي عليها سراباً، بل إنه ما إن تحكم بمصائر الناس كلياً، راكم الحوثي وعصابته الإنقلابية الإرهابية تلك المعاناة وضاعفها ووسع من أمثالها وأشنع وألحق باليمنيين العذاب والجوع والمهانة والقتل والخراب والتجهيل والاستعباد.
وكلما واجهته الحقيقة بعد حين وبدأ الصحو لدى أفراد المجتمع ليطرحوا واقعهم وخديعتهم قضية وملفاً واضحاً للمواجهة مع من ثبت متورطاً ومسؤولاً عنه وهو الحوثي وعصابته، وحال ما يحتشد الناس ضدياً، بأي شكل من الأشكال وإن كان خفيفاً، وحان ميعاد مكاشفة الحوثي و مواجهتة بها وانتزاعها، يعمل الحوثي وعصابته العنصرية على مواجهة القضايا والمأزق التي وقع فيها مستخدماً ذات الانتهازية والدجل ويستحضر ما بدا له من حواجز صد ليغادر المأزق ويذهب بالناس بعيداً عن قضاياهم وأوجاعهم وحقوقهم التي لم تعد تحتمل وبكل استخفاف وانتهازية. بل يدفع بهم تباعاً إلى مآزق ومأسي لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
ولمواجهة من هذا القبيل يعمل الحوثي وعصابته إلى جانب حشد الأكاذيب والمعاذير والخداع والترهيب والتسويف على استحضار واستغلال أية دوشة أو حدث مستجد وإن كان بعيداً وفي اطراف الدنيا ويلتقط ما يمكن أن يساعده على إدواش المجتمع به وخداعه وإلهائهم عن قضيتهم وموضوعهم الذي كان وضع الحوثي وعصابته في مرمى السخط والاستهداف وقد حشره وجنايته الإجرامية في أضيق زاوية مقابل السواد الأعظم من الشعب وأحراره، واستغل ذلك ليلتحف زوراً خلفية وعنوان ذلك الحدث ويتخفى هارباً من مواجهة الشعب، بل يصل به الحال إلى الزوملة والزج بالناس معه في كل حين وله أساليبه ووسائله وديدنه في ذلك طويلاً.
و سواء اقتحم الحوثي ذلك المشهد البعيد بأي طريقة وشكل ومستوى على ذات الشاكلة التي يجيدها طوال السنين والمراحل والمتغيرات كذبا و انتهازية وزيف لينفك الضغط عليه ويقفز بنفسه وحالتة والمجتمع إلى مربع مختلف وبعيد، أو حتى في حين آخر يقحم الشعب معه أو بطريقة أخرى يحشر المواطنين ويدفعهم دون غيرهم للتيه والانشغال والتعاطي باهتمام هنا أو هناك ليخلوا له الجو والمجال متحررا من أي إشكالات أو التزامات كانت تواجهه، وفي كلا الحالتين يكون حقق هدفه وتخارج من مأزق و تاه بالناس حيث البعيد.
أخر الطفرات الحوثية التي امتطاها أحداث غزة هروباً من استحقاقات المرتبات التي ينهبها على اليمنيين سنوات بحجة الحرب رغم توقفها وتوقف ما كان يسميه عدوان ويجبي اموال اليمنيين بذريعته، وها هو وعن عمد وحماقة يجلب الدمار لليمن مجدداً ويستدعي الخارج للسيطرة على الممرات الملاحية لليمن ولمزيد من شن حروبه الداخلية وإفقار الناس واستغلالهم وتبقى القضايا عناوين معاركه فيما تكون الأهداف في منحى أخر تخص عصابته.
( من حساب الكاتب في الفيسبوك)