كتاباتكتب

عما يراه الشاعر فتحي أبو النصر.. في لعن صاحبنا الوفي الشرس ذي الندبة الحمراء

 

قد تبدو الكتابة عن فتحي أبو النصر ضرباً من المقامرة، فهو الذي قال كل شيء، إذ سبق لجلجامش أن رأى كل شيء. أمام تجربة فتحي أبو النصر، الخاضّة للشعر نقداً وكتابة، يقف أحدنا معزولاً من قدرته على الكلام. لا يترك فتحي فراغاً إلا ويملأه، وما أن تبتعد قريباً عن المكان، حتى يغيب المكان، وكأن الشاعر كان يرمم ثقوب الفراغ. لا شيء سوى الخراب… الخراب الجميل، الذي يهوي بداخلك، فتسكر من لذة الكلمات، ثم تكتشف أنك لم تتذوق الخمرة، وهو القائل:
مهمتنا في الحياة أن «نسد الفراغات» لنكتشف لاحقاً أن الحياة
«فراغات مسدودة» أصلاً
لم أندهش يوماً أمام تجربة كهذه. شاعر مثقف، إنساني، عميق، مخرّب لكل الشعر، شعره وشعر غيره، يحيا دون أي يقين، لا يملك سوى الحب ليحتمل جحيمه الأخضر كما يصفه، الحب والشعر.
بين قراءة شعر أبو النصر، وقراءة شهاداته الشعرية، يشعر أحدنا وكأنه أمام شخص من طابقين، طابق أرضي، تحتاني، ربما هو اللاشعور أيضاً بطريقة ما، حيث يكمن الشعر، الجنون، العبث، اللامعنى، الموت، الاحتراق، الخراب، الحب… وطابق أعلى، رصين، منطقي، متماسك، متوازن، حيث الشاعر المثقف، السياسي، الواعي، وهو اليساري العلماني … كما ينبغي لمن يقترف الكتابة عنه، أن يستعين بعلم النفس أكثر من اللغة وبنيوياتها، أو ربما بعلوم الروح والعرافات، للاستمتاع بقصائد يخرج العفن منها، أو تكون طازجة كالموت، وهو الذي يرى القصيدة كرائحة للجثة.
في اللامعنى، سأستشهد بقصيدة لعبة:

لعبة

الفراغ جسد الدائرة
الدائرة ملبس الفراغ
الفراغ لا يضيع إلا في الدائرة
الدائرة لا توجد إلا في الفراغ
الفراغ ثرثرة الدائرة للدائرة
الدائرة إصغاء الفراغ للفراغ
الفراغ يعرف أنه لا شيء
الدائرة لا تعرف أنها شيء
الدائرة ترتيب الفراغ
الفراغ بعثرة الدائرة
الفراغ كثيراً لا يفترض
الدائرة قليلاً تؤكد
الفراغ كمن تنال
الدائرة كمن يبحث

أما في المعنى، فهو ينحاز بشراسة إلى قصيدة النثر. في مجموعته الأخيرة «موسيقى طعنتني من الخلف« الصادرة في صنعاء سنة 2008، وصدرت طبعتها الثانية في الكويت في العام الحالي 2010:
«البلاد التي في نشرة الأخبار ليست البلاد التي تعيش بوجبة واحدة فقط وهؤلاء العشاق الذين لا يرفعون أصواتهم بالأغاني يشبهون الشعراء الذين لم يكتبوا قصيدة النثر بعد
كلاهما من الأسباب الرئيسية لمعاقبتنا بصور الزعيم المنتشرة في كل مكان«.
لا يكفيه الانحياز لقصيدة النثر، بل وفوق ذلك، يعرّف الشعر في إحدى الحوارات التي أجريت معه بأنه: أشبه بالعطر الذي يكلل الجثة.
في الحوار ذاته، مع محمد الشلفي في جريدة النداء، يتحدث بشراسة عن قصيدة النثر: إن قصيدة النثر تلعن الأبوة كما البنوة، وقد انتزعت بجمالياتها اللامحدودة جسارة الوجود بتفوق، في حين أن ما تحتاجه وما تولده في آن هو تلك الحساسية الشعرية الفائقة، ذات القيمة الشعرية التي يصعب على الضحالة اختراقها.
شاعر مواقف، كما نراه، وما لا يحبه هو التقسيمات والتقييمات، بسبب ميله الأبدي إلى تخريب جميع المنظومات الذهنية الثابتة، لا يحب الفذلكة والشعارات، ليس له حالة ثابتة أو واحدة من الأشياء، لكنه شاعر مواقف، شاعر مثقف، كما نراه، شاعر لا ينخرط في مجموعات، ولا يدخل ضمن أطر وتحديدات… لو أن فتحي أبو النصر، كان يدعى جورج أو ميشيل أو فيليب، كان قد ولد في باريس أو برلين أو زوريخ، لما كان مصير كتابته، هذا المرور العابر، ولكنت أنا وغيري، سمعنا بتجربته ما أن تخرج مجموعته من بيت النشر. ولأنه فتحي العربي، اليمني، سليل رامبو اليمني في بعضه، عليه أن ينتظر، وهو لا يبالي ربما، هانئاً في جهنمه الخضراء، معتاداً على هناءة الألم، ماقتاً ألم الرفاهية، مخرباً كل الأذواق والمعاني والكلمات… لأنه فتحي العربي، فيجب أن تُقتطع كتاباته، وتحذف الرقابة منها ما تريد، إذ حذفت الرقابة هذا المقطع، الوارد في الصفحة الأخيرة من المجموعة ذاتها، والذي لن يُنشر إلا عبر الفيسبوك:

أعوي
ليست الأشياء كما تبدو
[وأهمسُ:
الرب
لا يريد
أن
يفهم

الطرفة والتطرف في شعر أبو النصر

الجرأة وكسر المتوقع، والذهاب إلى اللامألوف، عبر ممارسة حثيثة لكتابة نزقة، مباغتة، مدهشة، إن كان في جزئيتها، أو في هامشيتها، حيث ينقل التفاصيل التي يُعتقد بأنها تافهة، إلى واجهة الكتابة. ففي قصيدة إلى علبة سجائري نكتشف المتعة والتهكم واللؤم والتسلية… قصيدة تعج بالأسماء، كأنها سوق شعبي مزور… ما بين بضاعة أجنبية وأخرى عربية… قصيدة تحمل ملامح بروتون في عبارته الخالدة «طاولة تشريح جانب مقص خياطة»، إذ يخلط فتحي، كعطار مهووس، كل الأسماء الصالحة أو الطالحة، فيأتينا بـ: زوربا، نيتشه، رامبو، بيكيت، غودو، جاكلين سلام، رياض الصالح، جدته مسك، علي مقبل، عماد فؤاد، البابطين، عبد العزيز المقالح….. خليط يبعث على الضحك أحياناً، أو حسب مصطلحه الخاص به، على «العواء»، كتابة فريدة، طريفة أحياناً، ومتطرفة غالباً.

[الشكل والتقسيم

حملت المجموعة، أربعة أقسام، هي: قصائد لا تأبه ـ الممرات (نص مغلوق) ـ موسيقى طعنتني من الخلف ـ بغريزة ذئب وحيد في غابة ضائعة (نص شفاهي).
في قصائد لا تأبه، وردت كتابته على شكل قصائد صغيرة، حملت عنوان الكلمة الأولى من القصيدة كما بعض الأمثلة:

يا

يا كلاب الصيد
يا كلاب الحراسة
نحن الكلاب الضالة
حصتنا
حصتنا من شغف البدايات
هي حصتنا من شغف النهايات كذلك

البيرة

البيرة أنثى سائلة..
ماذا
يعني
أن
تشرب
أنثى
سائلة؟

اليقين

اليقين أن نقطع الشك بالشك

الشاعر

الشاعر يبتسم بعكازين
يعود الشاعر بعد مجموعة من هذه اللقطات، إلى القصائد الطويلة، حيث يتوقف عن عنونة النصوص، ثم يعود مجدداً، إلى طريقته السابقة، أي نصوص قصيرة معنونة المقطع بالكلمة الأولى من القصيدة.
سأنحاز
سأنحاز لقضم وريد عنقكِ بكامل الحنو
حين أصفع مؤخرتكِ وأهديك ورداً متفتحاً
وأراقصك
للقصيدة
للقصيدة مصير أنثى حائرة أمام مراياها
[قولوا معي
قولوا معي
أيها الماء اغتسل مرتين
تحتشد مجموعة أبو النصر بالإهداءات والأسماء، بدءاً من المقدمة، حيث يسوق الشاعر مجموعة كبيرة من أسماء الأصدقاء. وكذلك حملت الكثير من القصائد إهداءات إلى أصدقائه، كما يرد ذكر كم كبير من الشخصيات الفنية والثقافية، العربية والعالمية في قصائده، كفيروز وسركون بولص ومحمود ياسين.
حتى أنه يهدي قصيدة « تقابل» إلى نفسه:

تقابل
إلى فتحي أبو النصر
وقت أرمي يدي إلى الأمام
تكون أنت خلفي
ومع ذلك تتلقفها يدك!
أما العناوين الطويلة، فمن الممتع والمهم ذكر بعضها:
كم كنا ضيوفاً ثقيلين على الحيرة غير القابلة للتأويل
هذا ما حدث أيتها الأغنية الجماعية
بهدوء نتلاشى في لون المخمل
أنا واثق بأنني قد مِتُّ أيتها الظهيرة
كنت قد جلبت لك الوشم لتنطق لكنك لم تنتظر
أنا سركون وأرجوكم ممنوع الإزعاج الآن
من الزاوية يمكنك الإحساس بما لم تشعر به من قبل
اثنان من تآمرا ضدي.. أنا وأنا
ولأنني جغرافيا الطيش وديالكتيك الضجر
وأما في القسم الثاني من المجموعة، الممرات «نص مغلوق» كما وردت قصائد المجموعة الثانية في الكتاب ذاته، فقد لجأ الشاعر إلى ترقيم القصائد من دون عنونة.
وفي القسم الثالث، «موسيقى طعنتني من الخلف» والتي أخذها الشاعر كعنوان المجموعة برمتها، فقد قام أيضاً بترقيم القصائد من دون عنونة، وجاءت في مقاطع طويلة، وبعضها قصير:
الحائط في المسمار
القتيل يثير خوفي والقاتل حميم
أو
بعد موتي.. اتركوا تدابير جنازتي لي!
أو
ارتطم بي فيتهشم الآخر!
في القسم الأخير من المجموعة «بغريزة ذئب وحيد في غابة ضائعة» «نص شفاهي»، فقد قام الشاعر بتقطيع المجموعة إلى كاسيتات، ضمت أحد عشر كاسيتاً.
تجدر الإشارة إلى أن الشاعر فتحي أبو النصر، هو سعيد قائد العريقي، صحافي وناشط في حقوق الإنسان والمجتمع المدني، رئيس تحرير مطبوعة «انزياحات» التي تعنى بإبداعات وقضايا الأدب والفكر والفن، والتي تستحق وقفة خاصة بها، فهي المجلة التي تصدر بطباعة أنيقة، وكتابات طوعية، بتمويل شخصي. هو من مواليد اليمن تعز 1976م. له «نسيانات.. أقل قسوة« إصدارات سلسلة المكتبة الشعرية- اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين مركز عبادي للنشر – صنعاء 2004م
[موسيقى.. طعنتني من الخلف: قصائد ونصوص.
فتحي أبو النصر.
صنعاء – أبريل 2008م.
عن: المستقبل – الاحد 9 كانون الثاني 2011 – العدد 3877 – نوافذ – صفحة 15

 

****

من مجموعة ” موسيقى طعنتني من الخلف”
الممرات
( نص مغلوق)

فتحي أبو النصر
مامن شئ له المجد حتى الشيطان
كان الحيوان أستاذي ولم انزعج
وسط الجمع الراكد سأظل أزمنة ..
قالها حجري ونسيت أن اسمعه
حين تسعل صلوات جاري..
تبادر غرفتي بالحديث معي عن تفاهة السماء وأحوال الطيبين
أنا لا اصدق أن الطقس ملعون إلى هذا الحد في داخلي..
فلماذا تقولون لي في الحلم “لماذا”؟
الأبدية ضيقة والريح تمسك بذراعي اليسرى
هيا ياجيتار كافح معي في اللحظة
لاشيء في طور الولادة الآن ولافي طور الموت أيضا
في الصعود إلى الكينونة..
على الخطوات أن لا تقطب أنفاسها السخيفة
إنني احب الحياة اللامحددة..
الحياة المأخوذة بالبعيد
ذلك أن الصرامة ثقيلة على روحي وعندما اسمع إيقاعا ولا ارقص يتملكني الخجل
يخطئ من يعتقد أن الغد مجهول الهوية
فالفرائح والآلام ..الخطايا والفضائل بوابات عبرناها
كلما تذكرت حبيبتي ..يداهمني رذاذ خفيف فتتسع رؤياي للذات وللعالم
تبا للنشوة ..
إن اللهاث المكافح يمتلك القا غامضا
فيما الخلاص يدوخ في راس من يضرجه الرجاء الحزين
هكذا فقط ..
اليقين قطاف الشك وبذرته
ليستهتر الكائن بعقله كيفما يشاء
فليس هنالك من شئ يحكم العاطفة أصلا
مع مرور الزمن يعانق الكائن ضجره
ومع مرور الضجر يتصالح وتعاطفه مع الندم
هل لهذا لا تتناسق السلالم مع جحوظات المرتقي ؟
إن ابتسامة الحظ ماكرة دائما ولذا أتجنب أن اعيرها أي اهتمام
أيتها السذاجة قفي عند حدك ..فالعتمة تستيقظ
في العتمة تتدلل الكتابة وبغنج تفتح أزرارها
هذه الشمعة تنهيدة للقصيدة المسافرة
أيتها المأساة إننا ننهار
نرفرف فوق هاوية الأمل
العزلة صراخ يحترق وبشرة النداء نهمة وقاسية
حقيقة لا أثق بالرؤى الغنائية
وعلى الكائن أن يتجنب التفكير العمودي لينجو بما تبقى من كينونته
كنت وحدي عندما قطفتني تكات ساعاتهم ولم يكونوا معي والدمعة الوحيدة ترتديني
أمام تنور جدتي مازلت أرى روحي وهي تخرج مملوحة ومشاعة
خفيف هو العبء ..
حين لانغني يثقل
من فراشة وزهرة تتكون الأعماق
بحركة سريعة ومباغتة يحدث أن تصيبنا الغواية في “محيا”
الجنون كمال العارف
الروح جسد
يا الجسد الروح
إلى مصيبتنا الهائجة لنسرع بالوصول ..
فالوقت المناسب لن يأتي أبدا
يا لضحكة الوليد ناصعة وبيضاء.. كما ضحكة الكهل تماما
منذ ما قبل العالم وفي أحشائي فكرة مذعورة
لم استطع أن أجد لي مخرجا منها
فيما تريد أن تأكل وتشرب باستمرار فادح
..في الندى لها انسياق سحري وفي الأرصفة لديها كرامة عظيمة
قلبي خماسي الارياش ..
بنيرانه التعبى لازال ينطلق- ملونا- إلى صفوته الخرساء
كلما بكى الكائن يرتعد صوتي ..
يصير ورديا ,داكنا ويذوب
مهما كان الطريق الذي سأسلكه ..كل شئ يظل مترددا إلا أنا والطريق
هل تسمعونه ؟
أنا اسمعه بأصابعي كلها ..انه البرق يهدر فلا تقعوا فرائس هباتكم
للأسف
الشعر عزلة في وجه الصرخة
للأسف
تغمض الكائنات عيونها لتتذكر أو لتنسى
تغمضها لتدافع عن شتلات أرواحها فتميل
على حجر جرانيتي..
وحدها الشهوة ضوء مشمس
الكراهية عصفور جريح والمحبة مياه تتسلق
كل كائن ..
بهائم أسئلته مشحونة بالميتافيزيقا
غير أنني أتشبث بمؤخرة الضحك عمدا
تحت أقدام القصيدة يهتز الضباب ويغامر
الآذان تشد على يدي وهي تتتالى في فم العواء
من حولي أتطلع ويعتريني حمق أشيب ..
لماذا أنا قرن الجهات ؟
قلت لهم إن الفوضى تتألم وهي تستلقي على سرير التوازن فصفعوني
أمي بكت على حليبها الذي تشقق
يا أصدقائي..
ليست هذه أنوفنا
متى ستستوعبون ؟
حاضر الذهن أتوتر أنا عند اللقاءات والوداعات
عند البحر تميل لحية المخيلة قليلا فأطلب مزيدا من الكؤوس الغامضة
أجفان المطر لا تغمض بمحاذاة شرودي
المزيد من الأزرق الفسيح يقترب من علبة سجائري ومنضدة الأرق حين تتوتر لامبالاتي
لقد وقعنا في الفخ يا أصدقاء ونحن ننصت بحرية للقطيع العابر
مزعجة هي الأجراس حين تصر على التألق بنهم
بغتة يندفع الوحل في القلوب الصغيرة ..
لا يغلق فمه أو ينام
وأنا افقس مطارداتي ..
على شباكي النحيل نمت الاثام الخجولة
من رائحة الشواء صار القلق يتدلى بأناقة
للحقيقة أفواه جافة
أيها العراء متى ستكون قناعنا
في ذلك المساء صادفتني وحيدا و بلاخاطر ..
مع عرقي تدحرجت امرأة من عدم
نعم..
انه المستحيل كبرياء الخرافة
المجنون لا يعرف لماذا جن بالضبط
وسادتي كعادتها تستغرق في التفكير بدلا عني
انظروا معي إلى الجدار النابه ..
إنها الشروخ تتزاوج
مهما كانت الولادة مخيفة
تظل للموت فتنته
*
قادم من ارتباك الانتظار افضح خيانتي فيك
الموسيقى غيوم غريبة
أيها الصديق العائم في نشرة الأخبار ..
كيف لاتسمع يتمك ؟
على قامتي وهم شهي ..
يحدق في الأعضاء المحنطة طرف السرير
أول الصحو انكسار ملتاع
دوائر التلاويح تلوك خذلاناتنا العصماء
ليتنا اتسقنا مع خلاصة الأشجار وركلنا الوجودية جانبا
الفاصلة تتربع بلا رغبة في الرغبة
كل صندوق وأنا لونه الكثيف
قامة الصورة خشنة والبرواز هو المعنى الوحيد للتجاوز
ثمة كادحين يرصفون الليل بنكاتهم
للضمير لا شعور يمشي جنوبا باتجاه الشمال
يتوضأ القمر من صمت الحكاية الثمينة
الضجر بعوضة مخمورة
عندما توقظني أمي تنام في خيالي السهول
التاريخ يؤوله الجوع
اللغة انبثاق يغري الظن
قبل قليل وقع هيدجر على كتفي ومات
في طفشي منحدر يتأمل
الماهية جذر في الخواء
اليقين هوس مغامر
قلت لماركس لا تستأذن في الخروج فبصق على مؤخرتي بعشق
دقائق وننثني في النشوة يا الله
الضرورات تتبعثر في ابتسامة منتهية
أعيش على مقترح كسيح كامل الدسم
لم يعد الهواء لوحده يساعدني على التنفس
الفقدان جموح مفترض
هكذا سأدعك دمي بحبك دون تفاسير
أن تؤكد شيئا ما يعني انك تدوس على هامتك
يا للبرد بالغ الحكمة
العطش رعب الأساطير
في الوحشة ..
عارية سوداء وحصان خشبي
ماذا تقول المرايا لهجسها ؟
عندما امسك بغيابي يجف العزف
المسافة ذريعة للأقدام المترامية
لكل جلبته في إكتهال السلالة
راس الضحكة مدبب كوصول
شايك المرتجف فاض على قصيدتي بوجع
وأنت تقاسمينني مفاصل البعيد تتأوه الزريبة
جفوني مثقلة بنبات “الكاذي”
من أين تنبعث الاهتزازات ؟
حتما من بهجتك..
*
عندما أنام ..يستيقظ نبي اخرس ويحرس براميل القمامة
تحت سريري تقهقه مسودات قصائدي كما جلادين
في زوايا غرفتي تعشش هذيانات قصوى
إن معرفتنا بأصابعنا تفتقر إلى الإحساس عادة
يحكى أن صيفا مجنونا يلتهب تحت جفوني الآن
قبالتي أتلامس وحد خنجر مخضب بالطمأنينة
هل كان الماء ميتا إلى هذه الدرجة وأنا استحم تحته بلا ذاكرة ؟
جنية راعفة لطالما قاسمتني قهوة الصباح وهاهي تغمز لي
الشمس تداوم على الجلوس في حضني وتسرح لي وداعة ممسوسة
الخوف يتطاير كاليمامات وسط الساحة وأنا بلا مسدس يكفي
لغة محطمة ترمقني من بعيد ولا تنوي الرحيل إلا و أنا معها
لن أفكر كثيرا بما ستعرضه السينما اليوم فأفيشات الفيلم الجديد تشير نحوي
اينك يا أمي.. الظهيرة ناشفة ريقها ؟
ليس من كبريت يحن على سيجارتي ونحن ننحدر جميعا مع الغيمة
ترى ما الذي سوف نكونه غير رماد دائخ أو ظل ممطور
يا غصن الصبوة المنفلتة في الريح هلا انتظرتني قليلا ؟
في العهد القادم سيكتبون التالي: كان الإنسان لا يحتاج إلى أديان أبدا
يا للذة ..حبيبتي تنهض من نومها مشتعلة فلا اضمحل في الأغنية
اصمتي يا خطواتي إنها الممرات مجروحة ..
في الماضي كنت حوتا ..من صاحبة الضحكة البحرية عرفت ذلك
أيتها النتوءات الغامضة جائع أنا على الدوام
لي عطر وتعويذة وقلب أجش يا حبيبتي
قصيدتي الأخيرة تصغي لظلام سري
الإشارة زرقاء في أزقة الهروب
امنحني طراوتك أيها الصديق الغائر في كهف الخبز
أضواء راكدة تلاحق غضبنا المشترك يا دهشتي
هكذا.. يبدو أن روحي ستفرط في تمزيق الفواتير من ألان وصاعدا
لآلاف المرات لفظنا أنفاسنا ومازلنا نلفظ
هنا بالقرب من المفقودات سأخبئني قليلا
غدا سوف يتسع الأمس
دائما أعود مطمورا من نظراتي في المارة
ليس فقط لأنني احتاج حبيبتي البعيدة بكيت بل لان الدبور قد تمكن من النحلة
وحده مجنون منهمك في تقشير حفيفه ربت على انخفاضي
القمر يتحول.. شرارتي تلين
ثابتا يجر السكون عرباته في رئتي
الرغبة سر مثقوب
على الماسينجر تعلق شهقاتها ملامحي
في أعماق الفأس صوت كمنجة يتقد
أيها الزمن فكر قليلا بأحداقك
عند عتبة الذهول ..متذبذبا اسكبني وأتوحد بالرغوة
الغبار لزج ويحتاج إلى تنظيف حتى أمر إلى صيغتي الجديدة
فعلا ..لم افهم الجدوى من وجودي السحيق هذا ..فعلا
*
يشحب العالم من محبة خريف تسقط
حينما بدأت الغبطة تأفل . . تصاعد بخار من قصيدتي
تلك هي آثارنا. . رقصات متشردة
يجب أن تبقى اللعنة مهبط الوحي الأصعب
ما أمتع المعجزة خارج حدود العين
للنظرات الجريئة حيز واسع في الخوف
كانت حبيبتي قد ظهرت عندما طار ظمئي فجأة في الأعشاب
عاداتنا القديمة هي التي عرفناها للتو
الأسلاف يلعبون البينج بونج
يمكن للتلقائية أن تصنع هرما
سأسند رأسي إلى الأمام ريثما ترتقي النار إلى مصافي
الجوهر حديقة تتجرد
الطريق إلى العقل تبدأ من الشفائف يا بوذا
لا قدرة لي على اختيار ظلي أيها الغياب
انه لشيء مذهل أن احتملني كل هذا الوقت
مسكينة رائحة انكسار الغريب تتدلى كراس منبتر
يحدث الوطن في السماحة المصقولة على مصراعيها
للأضداد أنوثة تعرفها هيئة الخيام اللامجففة
يا نصفي الآخر كن ناقصا في الريح
لقد وهبت عمري كله لحصى الشاطئ
جبين الرحلة مبقع بالانسجامات المغلقة
كقيثارة راع فقدت منه لحظة استرخاء هو حظ المعنى في المعنى
في داخلي يمرض الوقت بلا أسباب
هذا الغطاس الأسمر يتصارع وأفكاري في الماء
هنا حيث لا وجود لك مطلقا يمكنني أن أعشقك أكثر يا حبيبتي
القيمة هي تباين الرائي في رؤياه فقط
أيها الصارخون كحموضة حواسي.. متى ستقايضني الجثة ؟
تحت شجرة العائلة يقول إصغائي كلاما عن الصمت المفكك
الأطفال العائدون من البئر القديمة لا يسيئون الظن عادة
غناء جدتي يتجمع في جيوبي
الكوابيس ترهف النظر إلي شرايين الرؤيا
خيالي مملوء بالفراغ المحموم
أخبرتني الأماكن أنها سئمت من :خذيني إلى حيث شئت
نعم ما أوحش أن تلتبس في مديح الأصدقاء أيها الكائن
لقد صار الوداع بلا أحشاء تذكر
وهو يوجه أطرافه للصحن الفارغ كان ذلك الشحاذ يبتهج بإجلال
في السقوط كل شئ يقف يا دمعتي
يتبعني السراب فلاتتضح الصورة
القادمون يشربون المحاق ثقيلا
*
الزكام دليلي إلى المعرفة
الأنفاس الذاهلة تخربش الهراء
من وجوم ساهم تتكسر الحرية متحجرة في عيوني
العبور هو الشكل الطبيعي للأبدية
التطور أناني أيها السمو
الكأس الفارغة نهاية السهرة :ظن نحيب تموه في ميراث المصبات
في أعالي وحشتي تتنطط كلمات صغيرة بلا أمزجة أو رؤوس
المرايا توأمة الأخطاء
اصل الأبجدية رهان يقتل
التمائم لا تغتسل من مهابة الزاد في الشظايا
مولع أنا بنداءات العناصر التي لا تصفق
في هذا الكفن تنتسب الاتزانات إلى جغرافيتها
المآذن تنم عن خرائب مسيوفة
التراجيديا كثيرة تحت وهج الكوميديا
من الوجد المائل شربت دما واضحا كــ سري
الخطوات لا تطول ولا تبطئ كلما خرجت عن دخول المألوف
المجهول يصرخ في الهمس :فضة تحاول أن تورق
الكسل حلو الرائحة
أنا القابع كوحش في كهف الأسفار أكور الزمن واقذفه على أول عابر لا يلتفت
السكوت جريمة يا جرحي الضوئي
من رفوف الانتظار يدحرج الحضيض إنحداباته إلى اعتذاراتي
الثغرة في الجدار: – الوهم إذ يتسلل بحقيقة
سأنزع ضرس العقل في قصيدتي وستتلقفه الشمس
علبة الألوان في يد الطفل الأعمى جعلتني مشوش الرؤية تجاه الجمال
وارمة هي عين الكآبة
اللهفة تنضج باللهفة
نظرة سريعة عديمة النباهة سيلقيها الفراغ على الكائن وهو يحتضر
شاهدة القبر فضفاضة اللايقين
الورقة البيضاء قطعة فولاذ حلمية
المتحول علكة الثابت
كانت الوردة اشد حمرة في دفتر العاشقة .. دون أهمية لم يتبرر الذبول
الــ هنا مصابة بسوء هضم الـ هناك
في تأملاتي يمر صوفي عميق.. وراء خطواته الودودة يتركني مقوسا
*
يغمض العاشق تنهيدته في القصيدة ..
في منافض الدروب تنطلق عواءاته
الحلمة مركز الكون
الأزميل نسيان الحجر
أسفل قدحي ينتصب الحرس الوطني
قدري يحب النميمة علي
الكبش الذي نحروه أمام عيني صغيرا مازال صوته المشروغ في مناماتي يفز
كأنني يدك أيها الامتلاء . . كأنك طعنتي الأخيرة
هذا الذهاب ليس آخر ضحايا الإياب.. عموما
يا امرؤ القيس لا تدخن نعاسي
أنا لا أحرض أحدا . . أنا فقط ابكيني متجاسرا على عظامي اليتيمة
أنوثة حبيبتي تخلع من اللحظة كل معسكراتها
سيدي الماء كم من الحرائق أشعلت
أخيرا سأنجو بكائناتي التي لا تحتاج إلى التفسير
الذين ضاعوا في الفكرة العابرة.. عريت لهم روحي
قولك إنني بلا إرادة يا حبيبتي قد جعلني حرا ..فهل تعرفين؟
الشجرة التي تغيرت أوراقها فجأة .. كانت الرائي الوحيد من حولي
الطريقة المثلى لبلوغ الأعالي تكمن في استنشاقنا لتلك المهابط
السعي لاينته إلا في السعي
من لا يبكي بين يدي حبيبته لا يستحقها
أيتها الأرض الوعرة استيقظي ولا تعاندي رجائي
أنا القبو الوسيع للعمى طوال سجالا ته الحتمية مع الخفقان
ينبغي أن أشير بخجل إلى انتهائي الابتدائي في قلوبكم جميعا
كحمى لاسعة أنا المأسور بخفوتك النوراني أيتها الهوية
النفس خصوبة الوقاحة الضرورية لمواجهة النفس
يابابلو نيرودا وشاحك الأحمر يخلف في روحي حطاما من صمم
السواد يوسوس تهتكه في البياض وأنا أغنيهما في خطواتي
التائه غير المثبت هو من ينشد أبعادي و أما ذلك المصنف المجزأ فوحده المسلوخ عني
ميتا ..لن أعود إلى قريتي منتشيا كجبالها بل سأكتفي بقطف الأقحوانة في كامل الهدأة
غيوم زرقاء تلف قلبي وهو يتأمل العالم من هذا السرير الخالي
للفراغ اسم يميل إلى الرغبة
أسفل رأسي .. هنالك خواء يتعرى باصقا على تبجح الرماد
ثمة حناجر تعبث بأشيائي الصغيرة يا أمي
من انتظاراتي ينبثق سعاة ملثمون
كلا لا تغافلني ألان أيها الارتجاج
جمجمة الإيقاع بحاجة إلى فلق أكيد
أيها الخمار التعس صب لي حياة أخرى
لي رغبة في امتطاء السطوح يا شهوتي ..
الزوجات المريضات تأففن من أزواجهن المريضين وأنا قد أدرت ظهري للجميع
*
لنعترف الآن.. الأطراف الراكضة قد انصهرت في دم النص
الخديعة تدلك الإدراك دون أن يعرف
في عيوني يتنزه صمت جاحظ
الوجع يشرخ الهواء
منهوشة جثة الأمل
عطر البنت المتوتر خلف حياة فائضة في شفاه المجنون الممطوطة
للعبث بنطلون من الجينز محزونة تواريخه وأمكنته
لقد لوثتنا بجمهوريتك يا أفلاطون
الطفل ذو الضحكة الزائغة كان دعامتي المتينة للممكن
محبوسون نحن في الأكياس والعلب البلاستيكية أيتها العولمة
همسات أخرى وتنكشف الريح المخبولة تحت الموائد
الحياة أضيق من كحة
سنقف بين الإشارات كلها ولن ندع الشوارع تمر
من بوابة في راس نجار ميت سند خلنا عراة
الغراب الأخير لن يصففنا بنعيقه
الفراغ يتخابث من اجل جحيم بريء
اللافتات قد ابيض شعرها ولم تندم
في التلاويح امحاءات تدرب أرواحنا على لعق مشيئة الريح كسحرة أحيانا وأحيانا كغزاة
كمن ينحني ليلتقط المفتاح الساقط من جيبه أجيء مغتسلا
الأقبية الفزعة ذات تعثر في المشي عبرتني
يا بائع العوازل الطبية إياك من غضبي المتهالك
الشقاوة تشد خسائري إلى الحيلة السابعة
ليكن اللاشئ سند إصغائنا إلى الشيء
وحده الصفر جنرال الزمن
أيتها الاسانسيرات المهذبة .. شكرا لأنك تستقبلين شوا ردنا ولا تفكرين بالحياد التام
مثل اكسسورات الراقصة أمل القروي في المدن السريعة
لا اثر للنعناع في صوت الار بي جي أيها الغباء
يا بنات الكواليس مازال هنالك شاعر يتنهد
كل فرح هو نصف فرح فقط
توقف أيها القادم ولا تفتح النافذة
على جفونها تبدو مقلوبة غايتي حد الوسيلة
كأنها الفراشة تلك المرتبة على بسمة حبيبتي السهرانة
تتوله الأرجوحة بالذي تيسر من ثبات المجهول
كيف نسينا أن نلقن الجبين بقايا الفضيحة ..كيف ؟
آه لو أصعد معي..آه لو أصعد بي .. آه لو أصعدني
*
يهبط الكلام من غيمة مفككة ولا يلتئم
في العادة الفضية تنتصب أجنحة الليل
بكتيريا القيمة لا تعود إلى التراب
درجة أخرى وتلهث القسوة
على ملامح اللحظة أن توقظني من هذا الصخب الأصفر
أنا القوس المكسر على صخرتك الهائلة يا عقلي
لأنني لم اتعب خانني الحطام
هاهي قمة الجبل تتقرفص على جبيني السري
التواضع هو الانزلاق الشاق في الكبرياء
ترى أين سأستطيع أن المس جلجامش ياعشبة الخلود؟
سيدة الكواكب البعيدة تغزر بظمأى المبلل
ملجوما بالأحلام..أذناي تؤلمانني
لم أكد انهي اقترابي حتى ارتخت البداية في البعد
الأمنيات على الريش متضمخة بالخجل
المصباح يتعرى ..ثمرتي تسيل
كنت احمل متعتي كصليب ومازلت
الدوائر لا تستطيع مقاومة جرحي الحيواني
سيطردونني من الجنة و سيطردونني من الجحيم
من الواضح أن هنالك غطرسة في ميتتي
امنحيني بركتك أيتها الشرارة
أشعث هو الرعب إذ يتوغل في الجذور
منعطفات خشنة كثيفة الجوع تتوالى في جدبي
حين اخرج مني.. ادخل إلي مباشرة
مع صوت الانكسار.. عادة قلبي أن يتلاشى
إن الديناميكية فحم المسترخي يا نيتشه
الرموز مليئة بالكشف المقدس الذي لعنته مرارا
صدر الذرائع نافر وممتلئ وأنا لا اعلق نظرتي الأخيرة عليه
يا وصاياهم انخفضي قليلا حتى أمر
انه الله يحك رأسه في شيطاني
المخالب ستزهر بالخلاص
لن أجد ما سأقوله للشفقة بعد ألان
مورقة ستندمل وحدتي في وحدتي
انف الفكرة يرتعش
بالطريقة نفسها ستهرب الحرية من عبء المخيلة
أنا لا تلائمني اهتزازات الرؤيا
الرقصة المنجرفة تنفع للتفاحة الحمراء فعل لذلك قطفت قبل أن تسقط من تلقاء نفسها؟
كم هو رهيب هذا الارتقاء اليائس ..كم هو حنون
*
ولكن ..لماذا؟
لو حدث إن تشقق الماء سيكون له شكل انتظاري لك
أنا لا أثقل برملك المسحور وقد تذكرت جسدك أثناء المظاهرة
هل الحب هو الحب ؟
ربما سأرشني بعطرك حتى لا اصل إلى الخاتمة
لا اعرف رفرفة من دون إنصاتك لي
نبعا نبعا تفتحين قفلي وعليك تغلقينني فانهر غفلة كؤوسي
أريد أن اسقط في بحتك من اجل أن ارتويني جيدا
أنا احبك والعدم يرفس وجوده في غنائي اليتيم
رائحة الحب مياه مبللة باليباس يا وقت العاصفة
في الشارع كنت تزيحين العربات من خيبتي لأمشي في عروقك ولم انتبه
الباعة المتجولون غاموا حين تحسسوا رغوتي بزعيقهم الذي لا يتحرك
أنت نقية بما يكفي ليبتسم دخانك الأبيض في صداعي الناعم
أظافرك بدلا من النيران سأسميها جهاتي
افهم الموت قطة زاهية على فخذك المشع
يرقص الإسفلت في خلاياي حين انطق باسمك ضالا في اللغة
لحظات مختفية تتهجاني ببطء حين تطلين مني
عيناي شاحنتان تجلبان زخم الفضاء من خجلك في السؤال
من دمعتك خلعت قيامة ومن ضحكتك مديت كونا في أصابعي
لا أمكنة لنباتك وهو يتسلقني ولا أزمنة لدمي الغريب في يقظتك النعسانة
شجاراتنا الصغيرة لم تكن غير بحيرتان عصبيتان ما اكتشفناه بعد خلودنا في القصيدة وقد توحدت في أحشائنا الطرقات المتفرقة
وأنا في هامشك أكون في المتن.. وأنا في متنك أكون في المستحيل
كم أنا حزين على الموتى لأنهم لم يرتقوا سلالمك
يا وجع الأحصنة أنا على وشك العبور إلى أزمتي البرية
بائع قناني الغاز يصرخ ولا يعرف أنني ما يبيعه
حيث يكون حبك يكون الهواء الملون
يا امرأة من زحام دعي نهدك في صخبي ولا تأخذي مدينة ستظل تهذي وتنير للعابرين المتاهات
شق الأفاعي في قريتي حين بحت له بسرك اعتشب
كلما فركت حنيني إليك تتسربين في نظراتي خيال طفولة مكثفة
أول الصدق اجتياحك ..آخر السفر ظلك وهو يغلي في أشيائي
في هذه اللحظة أشتاق لمقصلتي في قلادتك ..في هذه اللحظة لا اجن
*
وهكذا ..سيمر خوفي بجرأة
خصر المرارة يهتز
المضطهدون يختبئون في مقبرة الرغيف
أنا أجاهد لإدراكي بين ركبتي الحياة
بضوء الخرائب تتجفف النبوءات
من هذه الزاوية المنسية اطل على ذكرياتي
العين المثبتة على الغريزة ..المحدقة في الزاوية لاتراني
كأن في أعماق السذاجة وحدها تكمن المواءمة الصعبة
في درفة الباب المغلق ثمة حكمة مفتوحة الأصابع
في البدء كان الموت
سأجلب البرق من صدري للطائر المهتاج حتى ينعم
أحفادي يجلسون برجل واحدة على وحدتي
العمال يهطلون بأخطائهم من رأسي المائلة على “رأس المال”
لن تتقدم البشرية مادام هنالك بشرا
هذه الأرواح المرصوفة ستتمسك بالدوران
كل نجمة ستنشطر إلى قبلتين رغم ما يحصل
الآه وعاء الكائن
مصير النهر مجراه
أعضاء الرحلة مبعثرين
حالما أتزهد سيملئني السعار الحلو
يحدث أن لا يعلم الشاعر أن ما تحتاجه القصيدة في أسوأ الظروف سيجارة رديئة وكأس من الشاي
المتعة حتمية والانهيار رقصتها
صرت افتقدني كثيرا والغيمة تظللني
للطريدة انسياق سار في المصائد
جدي يزم شفتيه حين ابطش به في دماغي
تتثاقل قصيدتي في العبور
سنرى من منا الأشهى يا شمعتي
صوت من يمشي على منحدر مائل اطل من وجومي
بات الانتظار يكتفني جيدا
قلبي يضطرم بالكتابة ولن نصبح أصدقاء يا أيها الأفق المتوتر
ببلاهة كهذه ستمضي الكلمة إلى ضوء حتفها
كيف أستطيع تجنب الفعل والحمى تهيمن على حذائي ؟
دمي لا يجري..دمي يصرخ
نكاية بالإشارات سأوخز الأوراق واكف عن تأمل وجهي
هنالك خطوات مقدسة تتناقض و الله
الانسجام ترنيمة لا تنضج
ضحكتان واسعتان مرتا على فرشاة الأسنان وخلفتا مراث عتيقة
لقد حلقت مع الفراغ وسكنت في عشه عشرة اشهر من المجازفة
الزمن طاعن أعمى يتشهى بلعق جذام الطرقات
في الخارج يتساقط المطر وأنا أتساقط داخلي
مترهلة يد الجوع
كل جنون على ما يرام
لطالما رضعت المخالب في زفيري وأنا اشهق
أحاول أن أتوقف ويظل حدسي يندفع
*
هذا الصباح دعكني اللاوعي بالوعي وتداعيت بحرية
لحظة موتي سأكتشف أشياء كثيرة كانت ضائعة عني
الذي كان يضحك قام من كرسيه فجأة وراح يبكي ..هل هذه هي الكيمياء ؟
ما أقسى شاعر يدحرج حجرة كانت مهملة في الطريق
مع السلامة يا حضني ..ستجبر بخاطري المكيدة
جميل أن لايحيا الكائن في مداره فقط
تبدأ معظم الأشكال من فوضى تتفصد بالعرق
لا يا أمي لا تسلقين البطاطا بوجع هكذا ..إنها قلبي
أولئك الذين لم أسمع بهم أبدا أشعر إنني أحبهم
متألقة هي روح البيرة في إكتئابي ورشيقة وخفيفة
يا امرؤ القيس ..لو كنت قد عرفت الامستيل في ذلك الزمان المجعد لكنت قد كتبت قصيدة النثر
حين أرتدي المطر تظطرب أسلاكي بمحبة
اغتيال وشيك سينفذه عراة لا يعرفون الخيبة ضد صحوي الرصين
عيناه تتأوهان وعضلات وجهه غامضة.. إنه أنا الذي لا اعرفه
هذه الفكرة الوردية لم تنجز في ضحكتي سوى العرج الخفيف
بمجرد أن نفرغ الهجس من ليل وحشتنا حتى نعوي
رغوة الصابونة تنزلق بأيامي إلى هناك
السر المحشود يأوي فقدانا مريضا
زوالي عميق وهبوب الرياح يؤلمني
رغم عراكنا الدائم مازال هذا الجدار يحس بي
أحيانا اكتب وعيوني مغمضة يابلزاك
رميا بالرصاص نهض البريء في غصتي
اعذريني ياجنيفير لوبيز لن استمني عليك هذه الليلة
من تحت نافذة السكران لا يمر الزمن
سنحاول لهفة ونعرق بسكون أيها الاستسلام
بالمزيد من الحداد سنقهر مبدأ التتويج الفض
الإيمان يضبط نفسه في الكفر
بذلك “العود الأزلي” سيستمر جوربي مبتسما
قيمة الهاوية وعكة في الفراغ
أشعر باليأس إزاء الكروش المنتفخة
في مكان ما من حماستي تقف الكارثة مزهوة وحنونة
ما العقم غير القدر يافاوست ؟
الملابس الداخلية لجارتي المطلقة مصابة بالهوس
على الذكريات أن تأخذ حبوب النوم وتكف عن الفكاهة
فوق خد الهواء ندبة أغرت اللسان المعطل
البيضة عذاب التوافق
رأس الدراما محني بالصدفة
المذبحة تحب الفرح
الذروة يقظة متسخة
خارج الورقة والقلم لعقت الرياضيات سقفها
ترى أين سيدفنون جسدي حينما تنطفئ روحي في اللهب ؟
مساء تتحرشني الأفكار وتغتصبني القصيدة
لسبب ما سيغتاظ المكان من تلك الرقصة القادمة
لهذا سيحاصرني الغياب وأنا أعزف الخلاصة بهدوء
كلنا نعبق برائحة الإشفاق يا توجسيإنني هنا أريح احتمالاتي مظطرا إلى القليل من الانفعال
الوداع يناطح البحة ويشقها إلى مخلب وطريدة
الغموض مساء بلا قمر
تحت أظافري تخبأ الماء عن شهقة برومثيوس
إشراقات برتقالية تستمع بالمشي معي ولا تستريح
طائر كحلي بعينين ذهبيتين بدأ يبني عشه في أعصابي
غائرة هي وجنة الهذيان ..غائرة و مبتسمة