(١)
ليست نزعة “كراهية الغرب جديدة”. الجديد هو أساليبها وكثافتها و”ترنداتها”.
خلقت حرب روسيا-أوكرانيا، وحرب اسرائيل-حماس ترندات جديدة لمشاعر كراهية الغرب. لكنها هذه المرة تتخلى عن مركب “الشعور بالنقص” الى مركب “الاستعلاء الكاذب”.
شاهدنا الاستعلاء الكاذب في اكثر من صورة،
– الصورة الأولى: إدانة الغرب بسبب ازدواجية معايير تجاه حقوق الانسان “غير الغربي” وعجزه عن وقف فظائع الحرب في عزه، والانطلاق من هذه الجزئية ابى تعميم من مرحلتين:
المرحلة الاولى: “الغرب ساقط أخلاقيا ولم يعد النموذج الغربي الديموقراطي الليبرالي ذا قيمة”. والمرحلة الثانية: “نحن أفضل من الغرب ليس لأن أفهالنا تتناقض مع أفكارنا، بل لأننا لا نعترف بمفاهيم حقوق الانسان أصلا. وما دمنا لا نعترف بها فلا جناح علينا أن نرتكب كل الفظائع التي ندين الغرب لأنه سكت عليها”.
– الصورة الثانية: الانسياق وراء البروباغندا الروسية-الصينية تجاه الغرب، من الحديث عن تفكك المجتمع الغربي وانحلاله، الى الحديث عن فذارة المدن الغربية المزعومة. فباريس حسب هذه البروباغاندا مدينة الفئران وبرلين مدينة الحشرات ونيويورك مدينة القمامة.
يتداول “كارهو الغرب” ونحن على رأسهم، هذه الصور دون تمحيص ، ونستمر في الحديث بغثيان عن قذارة المدن الأوروبية ، مهما كانت الصورة مزيفة. ونبالغ في التأفف من قذارة مدن الغرب، ونصدق كل شائعة وكذبة عن قذارة اكثر المدن تحضرا ونظافة، ونحن نعيش هذه القذارة حقيقة في مدننا وأحيائنا وبيوتنا.
– الصورة الثالثة: هي انتظار فشل أي فعالية غربية. قد تكون هذه الفعالية هي كأس أمم أوروبا في المانيا، أو الأولمبياد في باريس. تتجه أنظار كارهي الغرب لأي حدث صغير (أمطار غزيرة، حريق، تخريب) ليندلع الحديث حول فشل الغرب وانهياره الوشيك. وحول اقتراب صعودنا نحن على انقاض الغرب الآيل للسقوط.
ما يلفت النظر في نزعة “كراهية الغرب” هو دافعها. نحن غالبا نكره الاشخاص والقيم التي لا نريد أن نتبناها. لكن كراهية الغرب لها دافع فريد. فالدافع هو فشلنا في تبني النموذج الغربي بكل إبهاره ، وخوفنا من جاذبية النموذج الغربي على نموذجنا المحاصر بالتحديات.
يكره الغرب كارهوه بسبب إيجابياته لا بسبب سلبياته. فلو كانوا يكرهونه لسلبياته لكانت روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية وبقية محور “الامبريالية غير الغربية” على قائمة المكروهين.
يصعد نموذج الاستعلاء الكاذب ليمارس فعاليته في مداواة جرح التخلف النرجسي. لكنه كغيره من الآليات الدفاعية الإنكارية لن يذهب بنا بعيداً.
وسنظل في دائرة الغرب الدي نكرهه لأننا سرا نحب أن نكون نكون مثله ولا نستطيع.
****
(٢)
- أخوتنا العرب…الحوثي ببساطة هو “بلطجي” استولى على دولة ويسعى لاستخدام مؤسسات ومقدرات الدولة لتحقيق مصالحه الطائفية الخاصة والمصالح الاستراتيجية للكفيل “ايران”.
– القصف الاسرائيلي لميناء الحديدة مدان، لكن المشكلة ليست هنا. قبلها بأيام فقط كان الحوثي يهدد بحرب ضد السعودية. وقبلها كان يهدد بحرب ضد كل دول الخليج. واعتدى على حركة الملاحة البحرية الدولية وعرض اليمن لمواجهة مباشرة مع أمريكا وبريطانيا. وهو يصرح منذ سنوات أن معركته الحقيقية مع الامريكان!
– باختصار، الحوثية حركة استجلاب حروب وصراعات وتدخلات خارجية. أذا لم يفتعل حربا مع اسرائيل سيفتعلها مع السعودية. واذا لم ترد السعودية سيفتعل مواجهة دولية مع امريكا في البحر الاحمر. واذا لم ترد أمريكا سيبحث عن حرب مع الامارات او الكويت او البحرين أو أي دولة تتعارض توجهاتها مع استراتيجيات الكفيل الايراني وعقيدة وحدة الساحات.
– وأمام اليمنيين إما خوض معركة واحدة ضد الحوثية ونازيتها، أو الغرق في حروب لا تنتهي مع الاقليم والعالم نيابة عن الحوثية وكفيلها.
من حسابه الكاتب على منصة إكس