استهلال.
• قبل الحديث عن الهدنة الحالية الحاصلة بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي وانعكاسات ذلك على المشهد في اليمن، وفلسفتها عند الحوثي والسيناريوهات المتوقعة، دعونا بداية نتعرف على مفهوم الهدنة…
• فمصطلح الهدنة: “تعني الهُدْنة والهِدَانَةُ في معجم “لسان العرب” المصالحة بعد الحرب، وأصل الهُدْنةِ السكون بعد الهَيْج، وربما جعلت للهُدْنة مُدّة معلومة، فإذا انقضت المدة عادوا إلى القتال، ولذلك قيل: هُدْنَة على دَخَنٍ أَي سكونٌ على غِلّ.”
ولم يُعرِّف ميثاق الأمم المتحدة لعام 1945م مفهوم الهدنة الإنسانية بشكل واضح، لكن فقهاء القانون الدولي عرفوها بأنها “وقف العمليات الحربية بين طرفي القتال بناء على اتفاق المتحاربين”…
• وبقدر ما يشير المصطلح إلى غياب إمكانية حلول تفضي إلى توقف نهائي للحرب، فإنه يبقى إجراء يحمل طابعاً سياسياً إلى جانب صفته العسكرية، وقد يكون مقدمة لعقد صلح بين المتحاربين.
وقد يسأل قائل كم عدد الاتفاقيات والهُدن التي وقعتها جماعة الحوثي مع الجانب الحكومي الرسمي أو القبائل التي خاضت حروب وقتال ضدها؟ ..
• وللحقيقة من خلال التتبع والرصد لتلك الاتفاقيات والهُدن التي وقعتها جماعة الحوثي سواء مع الجانب الرسمي الحكومي والجيش اليمني أو مع الجانب المجتمعي القبلي، سنجدها أكثر من مائة اتفاقية وهُدنة أبرمتها هذه الجماعة وتعهدت بتنفيذها، لكنها انقلبت عليها كلها قبل أن يجف مداد تلك الاتفاقيات والهدن، مما يعكس طبيعة التركيبة العقائدية والفكرية لديهم في التعامل مع المواثيق والهدن والاتفاقات دون مراعاة للمبادئ والقوانين والأعراف والقيم، بل يوضح سياستها المتسمة بالمكر والخديعة، كجزء من عقيدتها ومنهجها الذي تؤمن به وتمارسه في سلوكها…
أسس ومنطلقات حوثية .
• فالتركيبة البنيوية والفلسفة الفكرية والتعبئة المغلوطة لأتباعهم والتحشيد المستمر تجاه الآخرين تجعلهم يفكرون في كيفية النقض والغدر والخروج من أي اتفاق أو هدنة قبل الذهاب إليها، ومثال ذلك غدرها بالرئيس السابق صالح – رحمه الله – وما فعلته به وبأتباعه خير شاهد، وهذا يجعلنا نسأل لماذا يفعلون ذلك؟..
• للإجابة على ذلك لابد من معرفة التركيبة النفسية السيكولوجية عند الحوثيين وكيفية نظرتهم تجاه الآخرين من غيرهم وبالذات خصومهم ومخالفيهم، وتتضح النفسية أكثر في مرجعهم الكبير ومن يرجعون إليه في عقيدتهم وهو “السفاح عبدالله بن حمزة” في أرجوزته المشهورة التي تؤصل للمفاهيم العنصرية الاستعلائية التي ينظر الإماميون من خلالها لليمنيين، حيث يصفون أنفسهم أنهم “الدُّر” والذهب، ويصفون اليمنيين أنهم بعَر ومدر، ويؤكد في هذه الأرجوزة التي نظمها على شكل فتوى، على عدم جواز تولي الإمامة لأحد من أبناء اليمن ممن لا ينتمون إلى البطنين ثم يبرر ذلك بالتميز العنصري وبالعصمة وبالعلم الخاص الذي يتوارثه الأئمة من صغرهم، ولا يصل إليه غيرهم ولو كانوا ذا فضل وعلم وتقوى فيقول السفاح عبدالله بن حمزة:
حمداً لمن أيدنا بعصمته
واختصنا بفضله ورحمته
وصير الأمر لنا برمته
من كل من أظهر من بريته
صرنا بحكم الواحد المنان
نملك أعناق ذوي الإيمان
ومن عصانا كان في النيران
بين يدي فرعون أو هامان
لو أنه صلى وصام واجتهد
ووحد الله تعالى وعبد
وسيرى الثوب نظيفا والجسد
وقام بالطاعة بالعزم الأشد
ثم عصى قائمنا المشهورا
وقال لست تابعا مأمورا
محتسبا لأمركم مقهورا
لكان ملعونا بها مثبورا
وكان من أهل الجحيم الحامية
وأمه فيها يقينا هاوية..
• وهذه الأرجوزة العنصرية توضح جانباً من التركيبة النفسية لدى هؤلاء القوم والمنطلقات التي تجعلهم يرون أنهم وحدهم المعنيون بالحكم والسيادة ولو اضطروا في وقت من الأوقات للمهادنة أو الاتفاق مع خصومهم، فهي هدنة واتفاق مؤقت لحين إعادة ترتيب صفوفهم ثم النكوث بها..
• وبالرجوع للوثيقة الفكرية والثقافية التي أصدرها الحوثيون في 23 فبراير 2012م سنجدها تقرر كذلك منهجهم الواضح ومنطلقاتهم في سلوكهم وتعاملهم مع المواثيق والمعاهدات والهدن.
فترى “الوثيقة الفكرية والثقافية” للحوثيين والتي ذُيلت بقولهم “هذه رؤيتنا وعقيدتنا، أن الله قد اصطفى الجماعة على بقية الخلق تحت بند “الاصطفاء”، وتُلغي الوثيقة حق الجماعات الأخرى أياً كانت، وتذكر أن نهج الهداية والأمان من الضلال محصور “إلى جانب القرآن” في أهل بيت الحوثي دون سواهم، والخروج عن قولهم أو مخالفته خروج عن الله، وصاحبه مستحق للعذاب والتنكيل والقتل، وتبرر الوثيقة بجلاء منهجهم في استباحة دماء الخصوم السياسيين وأموالهم، كل ذلك لأنه مخالف لأصولهم ومنهجهم وهي بذلك متأصلة في الوعي السياسي لديهم وبالأخص في الهدن والاتفاقيات إذا لجأوا إليها لسبب ما…
نماذج :
• وبالعودة لبعض الهدن والاتفاقات التي نقضها الحوثي ولم يجف حبرها بعد، منطلقين من فلسلفتهم للهدن والاتفاقات:
الحروب الست (2004م – 2009م) فصول من نقض الاتفاقات:
ومثلت تلك الحروب الست استنزافاً كبيراً لمقدرات الدولة المختلفة، المالية والعسكرية والبشرية، وفي كل جولة من تلك الحروب سُجِّل ما يربو على تسع اتفاقيات -محلية منها ودولية- وما إن يتم التوافق على هدنة أو اتفاقية حتى تبدأ جولة أخرى من جولات الحرب من قبل الحوثيين وتقوم بنقضها والتنصل منها جميعًا، وبعيداً عن تقييم دور الدولة ومسؤوليتها وتعاطيها مع هذه الحروب، إلا أن الجميع كان يدرك أن الحوثي ما يلبث أن يوقع هدنة واتفاقية حتى يسارع في نقضها والانقلاب عليها…
الغدر بأهل دماج والانقضاض عليهم ونقض الاتفاق معهم:
• دماج قرية تقع في وادٍ جنوب شرق مدينة صعدة بشمال اليمن، وتأتي شهرة هذه البلدة بوجود مركز دار الحديث الذي أسسه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله- أحد كبار علماء السلفية باليمن وهو من قبيلة وادعة من هَمْدان، والمعروف عن أهل دماج بُعدهم عن السياسة وعن أي صراعات وتجاذبات حزبية أو أي استقطابات للأطراف السياسية وتفرغهم للعلم وتحصيله، لكن ذلك لم يشفع لهم واتجهت نحوهم نيران الحوثي وآلته الحربية، فهاجمهم وشن حربه عليهم رغم الفارق الكبير في العدة والعتاد بينهم وبين أهل دماج الآمنين المسالمين المتفرغين للعلم، فكانت النتيجة المأساوية من القتل والدمار عليهم، ولأن الدولة حينها لم تكن على قدر المسؤولية في القيام بواجباتها في حماية المواطنين والتصدي لهذا التمرد، فقد شكلت لجنة وساطة رئاسية بين الطرفين، وتم توقيع اتفاق بينهم وبين الحوثيين يتم بموجبه خروج أهل دماج من المنطقة وتهجيرهم إلى مكان آخر، على أن يتسلم الجيش مواقع اهل دماج وينتشر فيها لتأمينها وما إن التزم السلفيون بالاتفاق وخرجوا من المنطقة حتى نقضت جماعة الحوثي بنود الاتفاق ومنعت انتشار الجيش ودخلت إلى منازل المواطنين وفجرت دار الحديث، بل وأعلنت لجنة الوساطة بعد يومين من تنفيذ الاتفاق عن صعوبات تواجه نشر الجيش في دماج وأوضحت أن الجيش لم يتمكن من التمركز إلا في أماكن قليلة وبأسلحة محدودة، وقد أراد الحوثيون بحربهم على اهل دماج التخلص من سكان هذه المنطقة التي لا تقبل به ولا بأفكاره ليجعل من صعدة كاملة مغلقة عليه ليتفرغ بعدها لشن حروبه الأخرى على مناطق اليمن…
الانقلاب على اتفاق السلم والشراكة الموقع بين الدولة وجماعة الحوثي في العام 2014م:
• وتحت نشوة سيطرة الحوثي على المدن اليمنية صعدة وعمران ثم الزحف نحو العاصمة صنعاء والاستيلاء على مؤسسات ومقدرات الدولة، جاء اتفاق السلم والشراكة برعاية الأمم المتحدة ومبعوثة الخاص جمال بن عمر ورغم أن الاتفاق كتب بلغة الحوثي وهيمنته على العاصمة صنعاء ونشوة الغلبة على الجميع، إلا أنه لم يلتزم بأي حرف منه وانقلب عليه ونقضه قبل أن يجف حبره ، بل واتجه نحو بقية المحافظات الشمالية والجنوبية ليستكمل مخططه الانقلابي في الاستيلاء على اليمن..
اتفاق السويد (ستوكهولم) 2018م تكتيك لتلافي هزيمة ساحقة:
• وبعد قيام عاصفة الحزم في إبريل 2015م للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية استجابة لطلب الحكومة الشرعية، ووصول قوات الجيش اليمني والمقاومة مسنودة من التحالف العربي الى تخوم مدينة الحديدة، وبعد أن أوشكت على استعادة ميناء الحديدة جاء تدخل المبعوث حينها بمبادرة وهدنة واتفاقية استكهولم، ورضخت جماعة الحوثي وذهبت إليها لتلافي هزيمة ساحقة أوشكت بها، ومنع الحكومة الشرعية من استعادة الحديدة والميناء لما يمثل ذلك من ضربة قاصمة لهم، ومع هذه الاتفاقية التي نصت بتسليم الموانئ الثلاثة في الحديدة ورأس عيسى والصليف وخروجها من محافظة الحديدة وفتح الطرقات وغيرها من البنود إلا أنها لم تنفذ ولا بند فيها حتى الآن…
الهدنة الحالية والسيناريوهات المتوقعة :
• ماتزال هدنة إبريل 2022م برعاية الأمم المتحدة قائمة رغم الخروقات المتكررة من قبل جماعة الحوثي في كل الجبهات وعدم التزامها ببنود الهدنة، ومع أنه تم تمديدها عدة مرات وبدون إعلان أي تفاصيل لها، إلا أنه لا يمكننا فصل هذه الهدنة عن: الاتفاق السعودي الإيراني وتأثيره على الهدنة والحرب في اليمن:
الاتفاق السعودي الإيراني وتأثيره على الهدنة والحرب في اليمن:
• فقد جاء الاتفاق السعودي الإيراني الذي توسطت فيه الصين وأعلن بيانه بالعاصمة بكين في مارس 2023م ليلعب دوراً فارقاً في المشهد اليمني رغم أن الاتفاق بين السعودية وإيران يقوم على مبدأ فصل الملفات وليس التعاطي مَعها جملة واحدة، إلا أنه واقعياً لا يمكن فصل ذلك ويبدو جلياً تأثر الملفات بعضها ببعض ولذلك صدرت تصريحات من المسؤولين الإيرانيين تفيد أن الاتفاق مع السعودية سيسرّع من تحقيق السلام في اليمن وهذا ما جعل من هدنة 2022م قائمة إلى الآن، وبالرجوع لتأريخ إيران مع الاتفاقيات سنجدها مؤلمة وتلجأ إليها كتكتيك مرحلي فقط، وأن معضلة إيران دائماً تفسد الاتفاقات لأن النظام هناك يقوم على ما يسمى “تصدير الثورة” المبنية على نظرية ولاية الفقيه، ويريد من الخليج أن يكون جزءاً من هذه النظرية وثورتها، وبالتالي فإن صمود هذا الاتفاق من عدمه، وتأثيره على هدنة اليمن متوقف على تفاصيل المفاوضات الجارية في مسقط، وممكن التنبؤ بالاتجاهات المحتملة للهدنة الحالية في اليمن لمراقبة المشهد، والتغيرات المرتبطة به والناتجة عنه في السيناريوهات التالية:
استمرار الهدنة مع استمرار الجمود في المشهد وتعليق المفاوضات واستمرار انشغال الدول المؤثرة في اليمن بظروف إقليمية ودولية أخرى، لاسيما حرب الصهاينة علي غزة والحرب الروسية الأوكرانية، فالأولوية لدى المجتمع الدولي هي جعل الملف اليمني في مكانة منخفضة على قائمة الاهتمام، وهذا يعني استمرار جمود عملية السلام وتكريس حالة اللاسلم واللاحرب..
استئناف المفاوضات برعاية الأمم المتحدة ووساطة سعودية عُمانية:
• وهذا يرجع لتأثير صمود الاتفاق السعودي الإيراني وذلك إذا ما شعر المجتمع الدولي بوجود فرص حقيقية لانهيار الهدنة وعودة الصراع، فسيدفع بقوة للذهاب لمفاوضات جادة والبناء على التفاهمات الحاصلة في مسقط، إلا أن الحوثي وإن ذهب إليها فسيذهب لتحقيق رغبة إيرانية وليكسبها نقاط تفاوضية في ملفات أخرى أهمها الملف النووي، وسيرفع سقف طموحاته ليحاول الكسب من جهة والعرقلة والتعنت من جهة ليعيد الأمور إلى مربع المواجهة…
خارطة الطريق وتفاهمات مسقط:
• استطاعت مسقط من بداية الحرب أن تلعب دوراً بارزاً في الملف اليمني بدبلوماسيتها الهادئة، وعبر احتضانها لقيادات حوثية بارزة، ففتحت لهم أشبه ما يمكن أن نسميه مكتب تمثيل لتسهيل التواصل الخارجي وإدارة ملفاتها السياسية والتفاوضية وغيرها، ولم يقتصر على قيادات الحوثي فقط ، بل استضافت مسقط شخصيات سياسية حزبية أخرى سواء موالية للحوثي، أو شخصيات سياسية أخرى، كما استضافت مسقط العديد من اللقاءات المشتركة، في محاولة لتسوية الأزمة سلميا، وكان أولها في أغسطس 2015 بعد فشل مؤتمر جنيف حيث وصف ذلك اللقاء بالإيجابي، وتوالت اللقاءات بعدها بمشاركة أممية ودولية، وعادة ما تحيط سلطنة عمان جهودها وتحركاتها للوساطة في الملفات الشائكة والمعقّدة بقدر من الكتمان حرصاً على إنجاح وساطتها وحماية لها من التشويش السياسي والإعلامي، كما تمكنت مسقط من رعاية تفاهمات في كثير من الملفات وعلى إثر تلك التفاهمات انعكس ذلك على ملف فتح الطرقات في تعز ومارب وبعض المناطق، ومن يظن أن فتح الطرقات وموافقة الحوثي السريعة بعد تعنت دام لسنوات بعيداً عن تلك التفاهمات فهو لا يتابع الملف اليمني بشكل دقيق..
• وكشفت زيارة الوفد الحوثي للرياض في شهر سبتمبر الفائت (2023م) عن تجاوز واحدة من العقد التي كانت تعترض مسار المفاوضات والتفاهمات في مسقط، ونقصد بها التحفظات العلنية التي كان يُبديها الحوثيون حول طبيعة الدور السعودي خلال المرحلة وقبولهم به كوسيط بجوار الوساطة العمانية، فقد أدت اللقاءات العلنية بين الطرفين إلى كسر الحواجز النفسية التي كانت تُمثل أحد العوائق أمام مسار التسوية، خاصة لدى أتباع الحوثيين، بسبب حالة الشحن والتعبئة الكثيفة والمغلوطة التي كانوا يتعرضون لها مقرونة بادعاءات دينية وتحريفات تاريخية وشطحات سياسية، مع التأكيد بأن مستوى الحوثي في الغالب يلجأ إلى هذه التفاهمات كتكتيك ومناورة لتحقيق مكاسب فقط ثم ما يلبث حتى ينقلب ويتنصل من تلك التفاهمات والاتفاقات كعادته..
• وتأتي خارطة الطريق وتفاهمات مسقط في ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: ومدتها ستة أشهر قابلة للتمديد وهي مرحلة بناء الثقة والتدابير الإنسانية وتتضمن هذه المرحلة التالي:
▪️ وقف العمليات العسكرية بشكل كامل في الداخل اليمني ووقف هجمات الحوثي على دول الجوار.
▪️ فتح مطار صنعاء الدولي مع زيادة وجهات له، ورفع القيود عن ميناء الحديدة
▪️ فتح كافة الطرقات والمعابر في عموم محافظات البلاد، بما في ذلك الطرق الرئيسية في محافظة تعز
المرحلة الثانية: ومدتها ستة أشهر وتتضمن:
▪️صرف مرتبات الموظفين في القطاع العام (مدنيين وعسكريين) بحسب كشوفات عام 2014م
▪️ إطلاق سراح كافة الاسرى والمختطفين تحت قاعدة (الكل مقابل الكل).
▪️ توحيد البنك المركزي اليمني والعملة اليمنية.
المرحلة الثالثة: ومدتها سنتين ..تتضمن إجراء مفاوضات سياسية بين الحكومة والحوثيين تناقش فيها كل الملفات بما فيها تشكيل حكومة مشتركة بين جميع الأطراف ومشاركة الحوثي فيها…
التدابير الإنسانية وفتح الطرقات :
• رغم أن اتفاق السويد (ستوكهولم) الذي كان في نهاية 2018م والذي نص على كثير من التدابير الإنسانية وفتح الحصار على تعز وفتح الطرقات، إلا أن جماعة الحوثي لم تنفذ منه شيئاً، واليوم تحت الضغط الشعبي ومبادرات مجتمعية والوساطات القبلية وكان بارزاً دور بارز لبعض الناشطين والإعلاميين لاسيما في وسائل التواصل الاجتماعي في أكثر من منطقة سواء في مارب والبيضاء وتعز والحديدة وغيرها، وتم الاستجابة وفتحت بعض هذه الطرقات، ولعل التفاهمات التي سبقتها في مسقط والتي كان من نتائجها رفع القيود على ميناء الحديدة وزيادة الرحلات من مطار صنعاء لأكثر من وجهات أخرى، له انعكاس على كثير من الملفات الأخرى لاسيما ملف الاسرى والمختطفين الذي شهد في فترة سابقة اطلاق مجموعة من الطرفين، ولكن قد يقول قائل: هل ستستمر هذه التدابير الإنسانية وسنشهد مزيد من الانفراجات الإنسانية، أم عمليات البحر الأحمر ووتيرة التصعيد ستتجه بالمشهد إلى منعطف آخر…
التصعيد في البحر الأحمر للهيمنة ولتحسين المكاسب:
• ويأتي التصعيد في البحر الأحمر واستهداف الملاحة الدولية والسفن من أجل ابتزاز المجتمع الدولي من جهة ولتحقيق مكاسب لإيران في ملفاتها التفاوضية الأخرى، حيث تفاوض بالتصعيد في البحر الأحمر، ولذلك صرح وزير الدفاع الإيراني لعدد من الوكالات الاخبارية “وصف فيها البحر الأحمر بمنطقة نفوذ تقع تحت السيطرة الإيرانية”، والهدف الهيمنة الإيرانية على البحار والممرات المائية وتسويق الحوثي وفرضه كقوة أمر واقع ولمزيد من تمكينه في المشهد اليمني، وإلا في الواقع من يشرف على تلك العمليات والتصعيد في البحر الأحمر هو الحرس الثوري وقيادات عسكرية من حزب الله لكنها تجعل الحوثي في الواجهة..
انهيار الهدنة وعودة الحرب:
• وهذا قد يكون لأسباب عديدة منها استمرار تصعيد الحوثي لعملية القرصنة في البحر الأحمر، الأمر الذي قد يذهب به لمحاولة اقتحام مأرب أو تعز أو لحج، وقد يكون بإيعاز من إيران نتيجة تعثر ملفها النووي وعدم توافقها مع الإدارة الأمريكية الجديدة التي ستفرزها الانتخابات الأمريكية في نوفمبر المقبل…
تطلعات:
• يتطلع أبناء اليمن لليوم الذي تنتهي فيه هذه الحرب، وعودة الاستقرار لليمن وعودة الحياة لوضعها الطبيعي وأن يحتكم الجميع للغة العقل والحوار بعيداً عن لغة السلاح والقتل والاحتراب والدمار، وأن يسود التعايش بين المجتمع اليمني بجميع فئاته وشرائحه وتنوعاته وأن يقبل بعضهم بعضاً ليسود الأمن والأمان وتضع الحر أوزراها. …