وجدي الأهدل، الروائي اليمني المتألق، يواصل إبهار القراء والنقاد على حد سواء بإبداعاته الأدبية التي تنبض بواقع مأساوي يعكس معاناة الشعب اليمني تحت وطأة الحروب والنزاعات الأهلية. ومع روايته الأخيرة “السماء تدخن السجائر”، يظهر الأهدل مجددا قدرته الفائقة على تصوير أوجاع الإنسان اليمني، مُستلهمًا من عمق القهر الإنساني قصصا تُجسد الصراع بين الحياة والموت، وبين الحب والبقاء.
تُعبر منصة “انزياحات” عن فخرها واعتزازها بوجود وجدي الأهدل ضمن القائمة القصيرة لجائزة نجيب محفوظ للأدب لعام 2024، وهي جائزة تُعد من أرفع الجوائز الأدبية في العالم العربي. إن إدراج روايته “السماء تدخن السجائر” في هذه القائمة هو تكريم مستحق لهذا الصوت الأدبي الفريد الذي يجسد روح المقاومة والإبداع رغم الظروف القاسية.
في هذه المناسبة، لا يسعنا إلا أن نُهنئ وجدي الأهدل من أعماق قلوبنا، ونُعبر عن فرحتنا الغامرة بوصوله إلى هذه المرحلة المتقدمة من المنافسة. إن تواجده في القائمة القصيرة لهذه الجائزة المرموقة هو إنجاز كبير يعكس مكانته الراسخة في الأدب العربي.
نحن على ثقة بأن وجدي الأهدل، بهذا الإنجاز الجديد، سيواصل إلهام الأجيال القادمة، وسيبقى مثالا للتحدي والإبداع الأدبي. تهانينا الحارة لك، صديقنا التاريخي، على هذا الإنجاز الرائع.
وجدي الأهدل، أحد أبرز الروائيين اليمنيين المعاصرين، ليس فقط صاحب مشروع روائي متميز بل أيضا رمز للمثابرة في وجه التحديات. من خلال أعماله، استطاع أن يرسم واقع اليمن بعمق ودقة، متناولا قضايا الإنسان اليمني بصوت جريء ومتفرد. مشروعة الروائي الذي يستحق التقدير والاحترام يحمل في طياته رؤى نقدية واجتماعية تفردت بالجرأة والواقعية.
قبل سنوات، تعرض الأهدل لهجوم شرس وصل إلى حد تكفيره من قبل فئات متطرفة في المجتمع اليمني. تلك الحملة الشعواء دفعت الأهدل إلى الفرار من وطنه إلى سوريا، حيث وجد نفسه ملاحقا ليس فقط بسبب أفكاره بل بسبب إبداعه الأدبي الذي لم يتوافق مع رؤى متزمتة تقف في وجه حرية التعبير والإبداع.
في تلك اللحظة العصيبة، تدخل الروائي الألماني الكبير جونتر جراس، الذي كان يتمتع بسمعة عالمية ومكانة أدبية رفيعة، ليدعم الأهدل ويساعد في التخفيف من حدة تلك الأزمة. بفضل وساطة جراس، تمكن الأهدل من العودة إلى وطنه، لكن تلك التجربة الصعبة تركت أثرا عميقا في نفسه، وزادت من إصراره على مواصلة مشروعه الروائي رغم كل الصعوبات.
اليوم، نتمنى للأهدل التوفيق والفوز في مشروعه الأدبي الجديد ، وهو عمل ينبض بالحياة ويعكس التحولات الاجتماعية والسياسية في اليمن،ان وصول رواية الاهدل إلى القائمة القصيرة بمثابة فوز ليس فقط انتصارا له كفرد، بل هو أيضا انتصار للأدب اليمني ولحرية الكلمة في مواجهة التحديات. الأهدل أثبت أن الأدب الرفيع لا يمكن أن يُقهر، وأن صوت الروائيين اليمنيين سيظل عاليا ومؤثرا مهما حاولت القوى المتشددة كتمه.
ختاما، نأمل أن يستمر وجدي الأهدل في تقديم أعماله المتميزة، وأن يجد الدعم اللازم من المؤسسات الثقافية والأدبية ليواصل رحلته الإبداعية، التي لا شك أنها ستظل منارة للأجيال القادمة من الكتاب والقراء اليمنيين.