خاص| انزياحات
لايكف صديقي كل صباح عن دعوتي لمتابعة صفحة والدته الفاضلة وهي تنشر صور الشروق واطلالات الصباح أحيانا كمصور محترف على قصتها فيس بوك ..اعرف تلك الأم الطيبة كسحابة غدقة وأكثر وهي التي تعلمت ذاتيا ثم دخلت العالم الرقمي وباتت محطة اعجاب صباحي كل يوم ..ومن أجل أن تكف غيرة ابناؤها رغم انها ستينية العمر اسمت ذاتها انها أم الحضارات وتقول انها تعني بذلك انها اليمن…يالهذا الوصف الذي كلما تذكرته أشعر بخدر ذهني لذيذ وبارد في دماغي كمسبحة تجلي من الجمال الحزين
ام الحضارات معجبة بكرم من تسميه جدها حاتم الطائي وهو خاتم الكرم اليمني من قبائل طي اليمنية التي هاجرت بعد سيل العرم في احد الهجرات اليمنية الثلاث الكبرى.. واعجابها بالكرم جعلها عرضة لعتاب اولادها كل شهر حينما تنفق مدخراتها الشهرية وتعود قائلة حقي..
تستلم إرثها من أبيها ظلت تسرف في العطاء، ولأول مرة يغدو للإسراف معنى نبيل، فعلت ذلك حتى لم يتبق لديها شيء، ويكفيها من الحياة الآن اطمئنان النفس ومشهد بزوغ الشمس صبيحة كل يوم، توثقه وتنشره على حالة الوتس وقصة الفيس بصفحتها المسماة أم الحضارات، والتي تواكب فيها الأحداث والمستجدات من منظورها ورأيها الشخصي، بفلسفة جامحة الخيال شديدة المنطق والعقلانية، وبروح تسمو وتنظر للعالم من زاوية محددة لا ثاني لها، وإذا أصر أبناؤها على إغلاق حسابها بحجة أن هناك من يرسل إلى الخاص أشياء غير لائقة، تقول أنا ليست أم أحد منكم أنا أم الحضارات…وددت مشاركة عودة انزياحات بمقال فيه انزياح عن المكرور والمألوف السياسي والملل العام