(علي ولد زايد ) قد يفاجئك جدك أو شيخ كبير في السن بمثالٍ بليغٍ وحكمةٍ مأثورةٍ من أمثال وحِكم علي بن زايد.. تحتار في بلاغة المقال وعمق المعنى والمفهوم والتي تشبه إلى حدٍ ما أقوال وحِكَم أرسطو وأفلاطون وسقراط في العصر القديم، وبين كتب ومحاضرات تشارلز ديكنز وسكوت وات وإبراهيم الفقي في عصرنا الحاضر.. وحقيقة القول إننا أمام فيلسوفٍ يمنيٍّ نادر، عالم فلكيّ دقيق في ترصد الظواهر الطبيعية والفصول، تُرجمان للنجوم والمعالم الزراعية، أسس بذلك فلسفةً شعبيةً يمنيةً خالصة، إننا في جمهورية علي بن زايد، في ظل حُكُمه ومدنه الفاضلة، وشعبيته النابعة من وسط قلوب وعقول اليمنيين، من حبهم وعشقهم للأرضِ والخيرِ واليُّمنِ والبركات.وعلي بن زايد هو أشهر حكما اليمن الشعبين وأشتهر بهذا الاسم دون نسبه إلي قبيلة اوإلي،مكان واكثر الناس انهم يرون لا يُعرَف بالتحديد مكان وتاريخ ولادته ووفاته.أما عصره. فلايمكن تحديده إلا بأنه عاش بعد ظهور الإسلام وبعد استقرار اللهجات اليمنية كماذكر المؤرخ الشاعر المرحوم مطهر الإرياني و
يرى كثير من المؤرخين أنه من أهل قرية (منكث) ـ في حقل (كتاب)، أو (قتاب) ـ ما بين مدينة (يريم)، ومدينة (ظفار)، العاصمة الحميرية القديمة، وذلك لورود اسم هذه القرية في كثير من قصائده، مما يدل على أنه من سكانها، ومن ذلك قوله:
بالله يا بيض (منكث) كُثر الكلام بطِّليـنه حلفت يا رأس (بـدرهْ) لابد ما تبصرينــه قالوا تغدت بـ(ميتـم) وغسّلت في (عُدينهْ) ويصفه الشاعر اليمني الكبير/ عبدالله البردوني بالقول: «إذا عرفنا أنَّ (علي بن زايد) هو كل الشعب اليمني، وأن زمانه هو كل الأزمان، كما أن قريته هي كل القرى، لأنه عبَّر بكل لهجات الكل، ولا يعبر بلهجات كل الشعب إلا كل الشعب، على أن الحكايات التي أنطقت (علي بن زايد) هي بعض يوميات الناس»(1) ومما سبق فإن علي بن زايد هو في كل بيتٍ من بيوت اليمنيين، في كل حقلٍ من حقولهم، في كل سهلٍ ووادٍ وجبل، في الذرى الشاهقة والمدرجات الزراعية، في الريف والحضر، ينشد أحلام وآمال اليمنيين، ينهض من أوجاعهم وآلامهم، يقف مع صغيرهم قبل كبيرهم، يعلِّم ويدَّرِس ويُدرِّب الناس مواقيت ونجوم زراعتهم وحصادهم.
فالتراث الشفهي (اللامادي) في اليمن غنيُّ بتفاصيله وأنواعه، فالزوامل(2)، والبالة(3)، والمهاجل(4)، والأهازيج(5)، الأغاريد، الترانيم، الأغاني الشعبية، وأغاني ألعاب الأطفال، الحكايات، والأمثال(6)، وغيرها من أصناف ألوان التراث الثقافي والأدب الشعبي، والتي حافظ عليها اليمانيون جيلاً بعد جيل في الريف أو الحضر برغم محاولات القضاء على تراثنا الثقافي وموروثنا الحضاري.. ولعلنا هنا سنتكلم عن جزئية من هذا التراث العظيم والمتمثل بالأمثال الشعبية التي يتداولها الناس في حياتهم، في مأكلهم ومشربهم، في زراعتهم وحصادهم، وبطلها هو الحكيم والفيلسوف اليماني/ علي بن زايد والتي دفعَّت جزالة ودقة وبلاغة أقواله وأمثاله وأعرافه بالمستشرق الروسي/ أناطولي اغار يشيف لكتابة كتابٍ باللغتين العربية والروسية عنونه بـ(أحكام علي بن زايد)، ورتَّب فيه هذه الأقوال والحِكَم، وفصلها في أبوابٍ ومواضيع منسقة ومحددة، بل وحاول وزنها على ضوء علم العروض للخليل بن أحمد الفراهيدي، ولكن أقواله وحِكمه لم يتم التطرق لها من قبل الأدباء والشعراء والكُّتاب اليمنيين والعرب ولم تخضع للبحث والدراسة والتقنين؛ إلا من بادرةٍ حسنةٍ للمرحوم الشاعر اليمني الكبير/ عبدالله البردوني الذي أفرد فصلاً كاملاً في كتابه «فنون الأدب الشعبي في اليمن» عن حكيم الشعب علي بن زايد، تناول فيها الخلفيات الحكاياتية لبعض أمثاله، أعرافه، حكميَّاته، شعريته، كما عنون ديواناً شعرياً له – للبردوني – بـ(رجعة الحكيم ابن زايد)، كما دوَّن العميد المتقاعد/ يحيى بن يحيى العنسي بعضاً من أقواله الخاصة بالمواقيت الزراعية في كتابٍ أصدرته بمناسبة صنعاء عاصمة الثقافة العربية 2004م(7) ولكن؟!!! يعتبر علي بن زايد بحراً من الأقوال والحِكَم، ومن الفلسفة الغريبة والعجيبة، التي لم تكتشف بعد.
فمن هو هذا الحكيم المطمور والمغمور؟!
علـي بـن زايـد، الحكـيم والفيلـسوف، الأديـب والشاعر الأسـطـورة، الـعـالـم الفـلـكـي والنفســي، الخبـير والمُعلِّـــم الزراعــــي، أحـــد أشهـــر الحكمـــاء اليمنيـــين، بـــل أكـــثرهــم ذكـــاءً ودهـــاءً وحـــذقـــا، وافـــر الأمــثـال والحِــكَم والأعــراف التـي تتـــــداولها أجـيال تلو الأجيال، وعصور بعـــد العصور والأزمـــان، فهـــو ابـــن الماضــــي ورفيـــــق الحــــــــاضر وصديق المستقبل. من هو علي بن زايد وما هو اسمه الكامل؟ أو ما هي أسرته وقبيلته؟ ولكن!! وبحسب المتداول لدى عامة الناس فعلي بن زايد – لا يُعْرفُ بقية اسمه أو حتى لقبه– هو من مواليد قرية منكث، قضاء كِتاب – بكسر الكاف – التابع لمديرية يريم، محافظة إب من أوساط اليمن، لا يوجد تحديدٌ موثقٌ وصحيحٌ لتاريخ ولادته ولا حتى لوفاته، وهناك من حدَّد زمانه
بفترة نهاية القرن الحادي عشر للهجرة، بداية القرن الثاني عشر للهجرة (أي خلال القرن الثامن عشر الميلادي)، أما عن حياته فيشتهر بأنه تنقَّل في العديد من المناطق والمدن والقرى اليمنية، وقد وردت بعض منها على لسانه وفي أقواله ومنها «عُدينه(9)، سُمَاره، سُحُول ابن ناجي، بيت عِلمان، ضوران آنس، رصابة، موزع…الخ».
وأما بالنسبة لحالته الاجتماعية فقد تزوج بثلاث نساء إحداهنَّ ابنة عمه، وقد وردت حكاية ظريفة دارت بينه وبين نسائه الثلاث.. حيث تقول الحكاية: كان لعلي وِلْد زايد، ثلاث زوجات، إحداهن ابنة عمه كان يسكن معهن في بيته المتواضع، مرَّ الوقت، فألمت به فاقة – فقرٌ مدقعٌ – فخرج من بيته ذات ليلةٍ في طلب الرزق، أو الاقتراض لسد الرمق، فلم يعثر على شيء، فعاد في الليل متخفياً، وصعد إلى سطح منزله متأملاً في حركة النجوم، يفكر في حاله، فسمع نساؤه يتحدثن فيه، تقول ابنة عمه: أين ذهب علي بن زايد يا تُرى؟ فقالت إحداهن: ذهب يسرق وسيحلف أنه ما سرق، وقالت الأخرى: ذهب يزني، فأجابت ابنة عمه: ألا تصبرن على الرجل ولا ليلة واحدة، ولكنكن تنكرن الجميل وتهتكن الستر، ثم ذهبت ابنة عمه، وأحضرت بعض الحبوب التي أخفتها بين علف الإبل، وصنعت منها طعاماً، إذ كان ينفد عندهم ما جُمع من الحبوب قبل انتهاء السنة، فيضطر علي بن زايد للاقتراض، ولكنه في تلك الليلة لم يجد شيئاً، بل اتهم من قبل زوجتيه بأنه سارقٍ، وزانٍ، وحلاّف، فلما سمع ذلك الحديث منهن، ونظر ما صنعت ابنة عمه، فغرَّد بقوله:
يقول علي بن زايد..
من عادة الفقر الأخلاف(10)
أمسيت من فقر ليلة
سارق وزانِ وحلاَّف،
فقام فوراً بطلاق زوجتيه الاثنتين، وأنشد يقول:
يقول علي بن زايد..
ما يجبر الفقر جابر،
إلا البقر والزراعة،
وإلا القلم والدفاتر،
وإلا جمالاً تسافر،
تقبل بكل البضاعة،
وإلا مرة(11) من قبيلة،
فيها الورع والقناعة،
تُدَّبر الوقت كله، كنه(12) لديها وداعة”
فهذه الحكاية وبعظمة ما تحتويه من معانٍ ودلالاتٍ لعمليتي الشك والنكران للجميل حتى من أقرب المقربين إليك، فلا تزال هذه الأبيات متداولةً إلى حد الآن لما فيها من بلاغة وحِكمة لكيفية محاربة الفقر والجوع وقد حث على ذلك بأربع طرقٍ تتمثل في: الزراعة، والتعليم، والتجارة، ولعل آخرها الاختيار للنساء الصالحات ذوات الحسب والنسب، والورع والقناعة..
الحكيم.. وحربه على الفقر والجوع:
كان الفقر والجوع – ولا يزالا – هما الداء الذي ليس له دواء في حياة اليمنيين، وقد كانت لحكيمنا – علي ولد زايد – صولات وجولات في مقارعتهما، مستندا لقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (لو كان الفقر رجلاً لقتلته)، فأسَّس وشرَّع فلسفةً جديدةً تحارب وتصارع الفقر والجوع وتدعو إلى الفلاحة والتعليم معاً.
يقول علي وِلْد زايد..
لا رزق يأتي لجالس
إلا لأهل المغارس(13)
ومن قرأ في المدارس
بل ووصل به الحد من شدة خوفه وهلعه من الجوع أن شبهه بالموت الذي لا نجاة منه، فنراه ينصح الناس بالنزول إلى منطقة السحول بمحافظة إب ذات الخضرة الوافرة والرزق الكثير فيقول:
يقول علي وِلْد زايد..
إن كنت هارب من الموت
ما أحد من الموت ناجـي
وإن كنت هارب من الجوع أهرب سحول ابن ناجي
أقواله في الفلاحة والزراعة:
في معظم مناطق اليمن، قراها ومدنها، جبالها وسهولها ووديانها، تردد وتترنم بأقوال علي بن زايد وإرشاداته الزراعية، ولعلها النصيب الأكبر من أقواله وحِكمه، فكان يطلق أجمل الأوصاف على الأرض والزراعة، على الثور وهو يجرُّ المحراث خلفه ليصنع أتلاماً(14) متناسقة وجميلة، تفتح ذراعيها ممدودةً لاستقبال غيث السماء، وتحتضن بين جنباتها للصِيب – حبات الزرع، وإيماناً منه بالقول المأثور (أن يأكل مما يزرع) فهو يدعو عامة الناس إلى ضرورة التمسك بالزراعة كونها الكنز العظيم والخير الوفير.
ولا غرابة أن نجد ترابطاً بين تلك السلاسل الزراعية المتمثلة بالمدرجات وبين هذه الفلسفة العظيمة لرجلٍ بسيط هو علي وِلْد زايد، فمن هنا تتضح عظمة الإنسان اليمني، وتجلو عزيمته التي أدهشت العالم أجمع لتصميمه الفريد الذي حوَّل الجبال والمرتفعات العالية إلى حواضنٍ للرزق الكثير ليقاوم الفقر والجوع والمرض وهو الثلاثي المرعب في حياة الإنسان اليمني قديماً وحديثاً، وبحياة الشعوب والأمم بشكلٍ عام.
وعادةً ما تقاس أي حضارةٍ أو أمةٍ أو تاريخٍ إلا بما تركته للأجيال من إرثٍ وموروث، من بنيانٍ ونظمٍ حياتية، فاليمنيون – وابن زايد واحدٌ منهم – تركوا بصماتٍ تاريخيةٍ وشواهد حضارية لا زالت قائمة حتى الآن، فالفلسفة الغريبة والعجيبة جداً لحكيمنا والبعيدة كل البعد عن الخرافيات والأساطير وعلاقة الإنس بالجن والسحر والشعوذة وغيرها، وسأورد بعضاً من فلسفة اليمنيين الحياتية والمتمثلة في النجوم والمعالم الزراعية – كما يسميها هؤلاء المزارعون– وتُحدَّد بـ 13 يوماً وتحسب كشهورٍ ذات أعدادٍ فردية تنازلية تبدأ من (شهر 25 – شهر 23 – شهر 21…..الخ) وتسمى بالنجوم، ومنها: (نجم الجَحر(15)، نجم العِلب(16)، نجم سهيل(17)،
يقول علي بن زايد..
من عادة الفقر الأخلاف(10)
أمسيت من فقر ليلة
سارق وزانِ وحلاَّف،
فقام فوراً بطلاق زوجتيه الاثنتين، وأنشد يقول:
يقول علي بن زايد..
ما يجبر الفقر جابر،
إلا البقر والزراعة،
وإلا القلم والدفاتر،
وإلا جمالاً تسافر،
تقبل بكل البضاعة،
وإلا مرة(11) من قبيلة،
فيها الورع والقناعة،
تُدَّبر الوقت كله، كنه(12) لديها وداعة”
فهذه الحكاية وبعظمة ما تحتويه من معانٍ ودلالاتٍ لعمليتي الشك والنكران للجميل حتى من أقرب المقربين إليك، فلا تزال هذه الأبيات متداولةً إلى حد الآن لما فيها من بلاغة وحِكمة لكيفية محاربة الفقر والجوع وقد حث على ذلك بأربع طرقٍ تتمثل في: الزراعة، والتعليم، والتجارة، ولعل آخرها الاختيار للنساء الصالحات ذوات الحسب والنسب، والورع والقناعة..
الحكيم.. وحربه على الفقر والجوع:
كان الفقر والجوع – ولا يزالا – هما الداء الذي ليس له دواء في حياة اليمنيين، وقد كانت لحكيمنا – علي ولد زايد – صولات وجولات في مقارعتهما، مستندا لقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (لو كان الفقر رجلاً لقتلته)، فأسَّس وشرَّع فلسفةً جديدةً تحارب وتصارع الفقر والجوع وتدعو إلى الفلاحة والتعليم معاً.
يقول علي وِلْد زايد..
لا رزق يأتي لجالس
إلا لأهل المغارس(13)
ومن قرأ في المدارس
بل ووصل به الحد من شدة خوفه وهلعه من الجوع أن شبهه بالموت الذي لا نجاة منه، فنراه ينصح الناس بالنزول إلى منطقة السحول بمحافظة إب ذات الخضرة الوافرة والرزق الكثير فيقول:
يقول علي وِلْد زايد..
إن كنت هارب من الموت
ما أحد من الموت ناجـي
وإن كنت هارب من الجوع أهرب سحول ابن ناجي
أقواله في الفلاحة والزراعة:
في معظم مناطق اليمن، قراها ومدنها، جبالها وسهولها ووديانها، تردد وتترنم بأقوال علي بن زايد وإرشاداته الزراعية، ولعلها النصيب الأكبر من أقواله وحِكمه، فكان يطلق أجمل الأوصاف على الأرض والزراعة، على الثور وهو يجرُّ المحراث خلفه ليصنع أتلاماً(14) متناسقة وجميلة، تفتح ذراعيها ممدودةً لاستقبال غيث السماء، وتحتضن بين جنباتها للصِيب – حبات الزرع، وإيماناً منه بالقول المأثور (أن يأكل مما يزرع) فهو يدعو عامة الناس إلى ضرورة التمسك بالزراعة كونها الكنز العظيم والخير الوفير.
ولا غرابة أن نجد ترابطاً بين تلك السلاسل الزراعية المتمثلة بالمدرجات وبين هذه الفلسفة العظيمة لرجلٍ بسيط هو علي وِلْد زايد، فمن هنا تتضح عظمة الإنسان اليمني، وتجلو عزيمته التي أدهشت العالم أجمع لتصميمه الفريد الذي حوَّل الجبال والمرتفعات العالية إلى حواضنٍ للرزق الكثير ليقاوم الفقر والجوع والمرض وهو الثلاثي المرعب في حياة الإنسان اليمني قديماً وحديثاً، وبحياة الشعوب والأمم بشكلٍ عام.
وعادةً ما تقاس أي حضارةٍ أو أمةٍ أو تاريخٍ إلا بما تركته للأجيال من إرثٍ وموروث، من بنيانٍ ونظمٍ حياتية، فاليمنيون – وابن زايد واحدٌ منهم – تركوا بصماتٍ تاريخيةٍ وشواهد حضارية لا زالت قائمة حتى الآن، فالفلسفة الغريبة والعجيبة جداً لحكيمنا والبعيدة كل البعد عن الخرافيات والأساطير وعلاقة الإنس بالجن والسحر والشعوذة وغيرها، وسأورد بعضاً من فلسفة اليمنيين الحياتية والمتمثلة في النجوم والمعالم الزراعية – كما يسميها هؤلاء المزارعون– وتُحدَّد بـ 13 يوماً وتحسب كشهورٍ ذات أعدادٍ فردية تنازلية تبدأ من (شهر 25 – شهر 23 – شهر 21…..الخ) وتسمى بالنجوم، ومنها: (نجم الجَحر(15)، نجم العِلب(16)، نجم سهيل(17)،.
ونجم الروابع(18)، ونجم الصَّواب(19)، ونجم علاَّن، والثلاث، والخامس، السادس، السبع، التسع…. الخ) فيدّون لنا وللتاريخ علي ولد زايد عن نجم سهيل مثلاً بقوله: أنـــــــــــــــــــــــــا سهــــــــــــــيــــــــــــــــل.. أنـــــــــــــــا سهـــــــــيــــــل
فــــــــــــــــــي ليــــــــــــلتــــــــــي ســـبـعـــــــــــــــين ســــــــيــــــل
أنا سهيل.. أدخل على الحلبة(20) بليل
وأقطـــــــــف كحــــــــــيل(21)
وأيضاً يقول في نجم سهيل، كونه من أفضل النجوم الزراعية في اليمن:
ما في النجوم إلا سهيل
أوصـــــيـــــــك يـــــا جمَّال لا تسافر
عـــنـــــــــــــــد مطـــــــــلـــــع ســــهــــــــــــيل
أو فــــــي مغيـــــب الظــــــــــــــوافر(22)
يا لله جارك من مغيب الظافر
عنيت(23) الأول ما عنيت الآخر
الليــــل بــــــارد، والنهــــار هواجر(24)
وهنا يتغزل في الزراعة وتفاصيل مواسمها، ومتى بذر الأرض وتجهيزها وحرثها وإزالة الشوائب والأشجار الضارة بها، كما يحث على وجوب المواظبة على الحرث والغرس في الأوقات الزراعية المناسبة وأن يبادر المزارع بالقيام باكراً وأن يظل أيضاً حتى الغلس أو غروب الشمس حتى ينال حظه ورزقه من الزراعة وما تنتجه من خيراتٍ ونعمٍ وفيرة التي قد تفوق التجارة بكامل أرباحها:-
ماريت(25) مثل الزراعة
مــــاريت أنـــا مثلــها شي
الـــــــــوقــــــــت كـــــــــــله متالــــم(26)
غيــر المــذاري(27) لها أوقات
* * *
تــــــلـــــــــــــم الــــــــــرجــــــــــــــال الثـــــــــــابــــــــت
يقلــــــــــــع الــــــــزيــــــــــــل(28) الـــــــــــــنـــــــابـــــــــت
أيــــــش يبــعــدك يـــا زيـــل يــا نوبـــــاني
حلي(29) العُتُم والعِبْلة الصنعاني
* * *
مــــن لــــم علـــى البيــض(30) يـبــــتـِّل
ومــــــــــــــــن لــــــم يُغـــــــلس ويُبْـــــكر(31)
لا بَخْـــــــــتَ لـــــــــه(32) فـــــي الــــــــزراعة
* * *
ذي مــــا يَشتِّي(33) ويخرف
لا بَخْتَ لـــــه فــــي الزراعة
* * *
يــــا ذيــــب إذا كنــت حــاذق 1 – كتاب (فنون الأدب الشعبي في اليمن) – للشاعر اليمني الكبير/ عبد الله البردوني – ص (85) – الطبعة الثانية – دار الحداثة للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت – لبنانز
2 – الزوامل: وهو ما يستنطق به الحال، وفي اللغة العربية الفصحى: هو الصوت المختلط من عدة أصوات، أما تعريفه من حيث محتواه الاجتماعي فهو تعبيرٌّ عن الحياة المباشرة من خلال الأصوات المتجاوبة.. ويسمى (زوامل) لكثرة أصوات مردديه وحسن أدائهم، ويسمى في مناطق أخرى من اليمن بـ(مهايد، أو مغارد، أو رواجز).. ويتكون عادةً من شطرين أو ثلاثة أشطر شعرية، وهناك زوامل خاصة بالأعراس، وزوامل الفرح بالأعياد، وزوامل رد العيب (التحكيم).. وغيرها
3 – الباله: ضرب من الغناء اليمني الشعبي المنتشر في معظم أرجاء اليمن , وألحانه متعددة منها مطول، ومنها سريع، ومنها طويل، وتعتبر الباله من أغاني السمر والسهرات واللقاءات المسائية, ويؤديها رجال، أو رجال ونساء معاً، وللنساء وحدهن آلات خاصة.. والأصل في الباله أن ترتجل كلماتها ارتجالاً، حيث يقف المؤدون في حلقة أو في صفين متقابلين بينما يقف (البدَّاع) الشاعر في الوسط ويلقن فريقه ما يرتجله من الشعر بيتـاً بيتاً.. ومن هنا جاء اسمها فهي من البال بمعنى الفكر، وحين يتأخر على البدَّاع نظم بيتٍ كاملٍ فإنه كثيراً ما يجعل الشطر الأول كلماتٍ تساعده على التذكر وحث الفكر أو البال فيقول: يالباله الليله الباله وياليل بال.
4 – المهاجل: وهي تشبه إلى حدٍ ما الزوامل في كونها أناشيد متحركة وتختلف نوع حركتها لأنها تؤدي للتحرك في مكانٍ واحدٍ كالحقول عند حرثها وسقيها وحصاد غلالها، فهناك مهاجل للحصاد، ومهاجل للبناء، ومهاجل للحفر، ومهاجل للأسفار… الخ، ويردد أحياناً من الجنسين في العمل المشترك بينهما.. ومن هذه المهاجل: حجر وسيري سايره *** ولا تكوني حايره.
5 – الأهازيج: وهو جمع أهزوجة، ومنها كأهازيج علاَّن، وأهازيج الرَّواح.
6 – الأمثال: جمع مثل وأمثلة، وهي التي تعلمنا تعليماً مباشراً لأنها تختصر فصولاً من الفلسفة في كلمةٍ واحدة ألهمتها تجربة أو ترجمتها كلمة من صوت الحياة وأصدائها – كتاب (فنون الأدب الشعبي في اليمن)- ص (387)
7 – كتاب: (المواقيت الزراعية في أقوال علي بن زايد والحميد بن منصور وآخرون) – تأليف: عميد متقاعد/ يحيى بن يحيى العنسي – الطبعة الأولى – إصدارات وزارة الثقافة والسياحة 2004م – صنعاء – الجمهورية اليمنية.
8 – كتاب: (طبقات المطرفية)– تأليف: أبو العز مسلم اللحجي.
9 – الاسم الثاني لمدينة تعز.
10 – الأخلاف: المساكين أو البلهاء.
11 – مرة: إمرأة، زوجة.
12 -كنه: كأنه.. وداعه: أمانة.
13 – المغارس: جمع مغرس أو غرسة أو شجرة.
14 – الأتلام: جمع تِّلم: وهو الشق والصف الواحد في الزراعة والذي يحرثه الثور بمحراثه لكي يتم بذر الأرض بالحبوب.
15 – الجَحْر: نجم زراعي يبدأ من (1 يونيو – وينتهي 18 يوليو).
16 – العِلب: نجم زراعي يبدأ من (19يوليو – وينتهي 31 يوليو).
17 – سهيل: نجم زراعي يبدأ من (1 أغسطس– وينتهي 13 أغسطس) وتهطل فيه الأمطار بغزارة وتتكرر في نفس اليوم ظهراً أو ليلاً.
18 – الروابع: نجم زراعي يبدأ من (14 أغسطس)..
19 – الصوَّاب: نجم زراعي يبدأ من (15 أكتوبر – 1 نوفمبر)..
20 – الحبلة: هي شجرة العنب، وأصلها كلمة حميرية.
21 – واقطف: بدأ العنب بالنضج بنجم سهيل.. كحيل: اسم العنب الأسود.
22 – الظوافر: معلمان زراعيان هما منزلة المقدم والمؤخر.
23 – عنيت: أي تعبت.
24 – هواجر: شدة حرارة الشمس.
25 – ماريت: ما رأيت، أو ما شاهدت.
26 – المتالم: جمع متلم وهو موسم البذار، والمتالم: المواسم الزراعية.
27 – المذاري: هو عملية بذر الحبوب بالأرض بعد حرثها.
28 – الزيل: هو نبات عشبي زاحف يؤثر على زراعة الحبوب.
29 – حلي: المحراث التقليدي الخشبي.. العتم: نوع من أنواع الشجر القوي.. والعِبلة الصنعاني: طريقة الحدادة الصنعانية.
30 – البيض: نجم زراعي، ويقال أنه ثلاثة أيام من كل شهر.. يبتِّل: يفلح ويزرع الأرض.
31 – يغلس: يتأخر حتى غروب الشمس.. ويبكر: يقوم باكراً.
32 – لا بخت: لا حظ له.
33 – يشتِّي: يعمل في فصل الشتاء.. ويخرف: يعمل في فصل الخريف.
34 – بتِّل: أفلح وأزرع مالك.
بتـِّـــل(34) فــي وسط مالك ونكتفي بهذة الأمثلة والحكم عن حكيم اليمن علي ولد زايد