إنه من المحزن والمروع أن نسمع عن مقتل أكثر من ٣٠ طفلاً في بني مطر بسبب عبوة ناسفة حوثية، كانت تُستخدم لتدريبهم ضمن مسار التدمير والخراب الذي تنتهجه هذه الميليشيات المتوحشة. هؤلاء الأطفال الذين كان يجب أن يكونوا في المدارس، يمارسون طفولتهم، ويرسمون مستقبلهم، يتم جرهم بشكل وحشي نحو العنف والدمار.
الميليشيات الحوثية لا تعرف حدودًا في انتهاكاتها للإنسانية، حيث تسعى بكل الوسائل لاستغلال أرواح الأبرياء، وحتى الأطفال، في مشروعها التخريبي. بدلاً من توفير بيئة آمنة للأطفال تضمن لهم التعليم والحياة الكريمة، تعمل هذه الجماعة على تحويلهم إلى أدوات في حربها الظالمة، غير آبهة بالمستقبل الذي تدمره ولا بالحياة التي تُسلب.
هذه الجريمة ليست مجرد حادثة، بل تعكس وجه الحوثي القبيح الذي لا يختلف عن أي جماعة إرهابية تزرع الموت والدمار أينما وجدت. إن استمرار هذا العبث بحياة الأبرياء في اليمن هو وصمة عار على المجتمع الدولي الذي ما زال يتردد في اتخاذ مواقف حازمة ضد هذه الجماعة، ويواصل تقديم الفرص والدعم تحت مظلة “المساعدات الإنسانية”، والتي غالباً ما يتم توظيفها من قبل الحوثيين لتعزيز ترسانتهم العسكرية وزيادة معاناة الشعب اليمني.
اليمن يحتاج الآن إلى وقفة جادة، إلى ضمير عالمي ينبض بالإنسانية ويضع حداً لهذا النزيف المستمر. حان الوقت لإنهاء هذه الحرب العبثية وإنقاذ ما تبقى من براءة الطفولة في بلادنا.