كتابات

‏تعز .. قلب البلاد وشريانها !!

من هنا جاء بنو رسول الغساسنة الازديون، ليصنعوا واحدة من مفاخر الدول الوطنية المزدهرة وتجربة وتأثيرا امتد حتى بلغ الصين.

ومن هنا قبل ذلك جاء المعافريون الأباة الذين أسسوا مملكة عظيمة ورائدة في شبه الجزيرة الايبيرية في الاندلس، حيث شيّد الحاجب والملك المنصور محمد بن أبي عامر المعافري اركان مدينته العامرة ومملكته الشامخة وفتوحاته في قلب أوروبا والدولة العامرية التي استمرت بعده لأجيال، وهنا حط الصليحيون رحالهم فيها كمحطة من أهم محطات حكمهم ومنطلقات دولتهم القوية.

تعز ..

إلى هنا اتجه اقطاب وآباء وأساتذة الحركة الوطنية المعاصرة، الزبيري وعبدالرحمن الارياني ومطيع دماج وحسن الدعيس وعبدالله عبدالرزاق باذيب وقحطان محمد الشعبي وأحمد عبدربه العواضي وزيد الموشكي وحسين عثمان عشال..

تعز ..

هنا تأسس أول جيش وطني نظامي في تاريخ اليمن الحديث، في خمسينيات القرن الماضي. وفيها أنجز قائد الجيش المقدم أحمد بن يحيى الثلايا حركته الجيش الفدائية، رفقة نائب قائد حركة 1955م اللواء البطل محمد قائد سيف.

وعلى ثراها الطاهر سالت دماء الشهيد البطل أحمد الثلايا بسيف الطاغية أحمد حميد الدين، رفقة كوكبة من ضباطه ورجاله الأفذاذ في الجيش بينهم الصعر والغولي وباكر، فكان الثلايا أرفع قائد جيش يمني يستشهد في ميدان النضال الثوري وظلت تعز المدينة التي تأسست فيها أول نواة لجيش سبتمبر وثورة أكتوبر المجيدتين.

تعز ..

هنا تأسست الحركة السياسية اليمنية يسارها واليمين، وهنا تشكلت التجربة الحزبية اليمنية.

تعز …

منها جاء الشيخ عبدالوهاب نعمان شهيد 1948م، والاستاذ النعمان، والقيل اليماني الاستثنائي الشاب النابه والفصيح محمد أحمد النعمان (الابن)، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الذي اغتيل في بيروت، وعبدالله عبدالوهاب نعمان (الفضول)، وعبدالفتاح اسماعيل وعبده محمد المخلافي وعبدالرقيب عبدالوهاب وياسين عبدالعزيز الغساني القباطي وعيسى محمد سيف وقاسم سلام ومحمود عبدالحميد وهائل سعيد أنعم وعبدالغني مطهر وعبدالعزيز عبدالغني وجازم الحروي ومحمد علي عثمان ومحمد محمد قحطان وعبدالملك عبدالجليل المخلافي ورشاد محمد العليمي، وهنا مولد رئيس اركان حرب سبتمبر المناضل عبدالله قائد جزيلان.

هذه تعز .. الجغرافيا والسكان، التي لا تكاد تخلو قرية من قرى اليمن الا وفيها مواطن من تعز، عاملا دؤوبا في القطاع الخاص او العام ونموذجا للكفاح وتجاوز القيود والعراقيل.

هنا تعز .. التي انجبت أهم واكبر العائلات التجارية اليمنية التي تمتلك الحصة الاوفر من رأس المال التجاري والصناعي الوطني.

تعز ..
هنا اكتملت حلقات وفصول التخطيط لثورة سبتمبر المجيدة ومنها رسم تنظيم الضباط الاحرار تفاصيل أعظم ملحمة يمانية وأنبل ثورة في تاريخ الانسانية.

تعز ..
حين أضاءت صنعاء وتبدد ظلام اليمن ذات ليلة مباركة بنيران دبابة عبدالله عبدالسلام صبرة وزميله الشراعي، كانت تعز سندها وظهرها وحاضنتها، ومنها صدر أول عدد من اعداد صحيفة الثورة الرسمية، وصحيفة الجمهورية أيضا، وإليها جاء الزعيم العربي جمال عبدالناصر وفيها آثر الاب المؤسس والملهم المشير عبدالله بن يحيى السلال أن يقضي بقية أيام حياته بعد مغادرته الحكم، وفي تعز أنجزت أغلب فصول اتفاق قيام الجمهورية اليمنية، وهي التي خاضت وتخوض اليوم ملحمة ومعركة خالدة في سبيل استعادة الجمهورية، هي المدينة التي حاربت لاعوام متتالية وشبح الموت الامامي يحاصرها من كل المنافذ ويقطع كل الخطوط والمنافذ المؤدية إليها لعله يعزل عنها الامداد والضوء وحتى الهواء.

تعز ..
اليمن بكل تنوعاته، الجبل والسهل والريف والحضر والساحل والبحر والجزيرة والوادي، هي وسط البلاد لكن إليها ينتهي الشمال وإلى عمقها يصل الجنوب ومنها يبدأ الغرب وتصل اليها رياح الشرق، تهامية وجبلية في آن، منها البن والريحان والتين والمهجل والملالة والاغنية والمدرسة والجامع والجامعة والعامل ورأس المال،،،
وقصة الحب التي لم تكتمل بعد ولن …!.

خاطرة على هامش زيارة رئيس مجلس القيادة ونائبيه العليمي ومجلي إلى تعز.