المملكة اليمنية الحوثية، دولة قائمة على فكرة الولاية المستمدة من “الحق الإلهي”، حيث القيادة لا تأتي بالانتخابات أو بإرادة الشعب، بل بنصوص قديمة مشوهة تقدم الحوثيين على أنهم سلالة مقدسة تستحق الحكم المطلق. المملكة الحوثية ليست مملكة بالجغرافيا أو القوة العسكرية فحسب، بل هي مملكة قائمة على العبودية الفكرية، حيث يُطلب من الشعب الخضوع والتسليم دون نقاش.
في هذه المملكة المزعومة، تم تهميش اليمنيين، واستغلال موارد البلاد باسم “الصمود” و”المقاومة”. النظام الحوثي يبرر جرائمه بتدمير البنية التحتية واستهداف المدنيين بدعوى مقاومة قوى “الاستكبار” بينما يدمر الاقتصاد المحلي ويزيد من معاناة الشعب.
في الوقت الذي يرفض فيه الحوثيون جميع المبادرات الدولية لإحلال السلام، يستمرون في استهداف المنشآت الاقتصادية وممرات الطاقة العالمية، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الاقتصادية والسياسية ليس فقط لليمن، بل للعالم بأسره.
من المفارقات المضحكة المبكية، أن المملكة الحوثية تدعي السيادة والاستقلال بينما تعتمد بشكل رئيسي على الدعم الخارجي من إيران وبعض الجهات التي توفر لها السلاح والتمويل. في هذه المملكة، يُحتفى بالجهل، ويُحاصر كل من يسعى للتفكير النقدي أو يعبر عن رأي مخالف.
المملكة اليمنية الحوثية هي عالم من الكهنوت والتسلط، حيث يتم قمع الحريات باسم الدين وتحويل المعاناة إلى قوة تحافظ على حكمها بالقوة. في نهاية المطاف، هذه المملكة ليست إلا محاكاة مأساوية للديكتاتوريات القديمة، لكنها تتستر بشعارات دينية مزيفة لاستمرار سيطرتها.
في المملكة اليمنية الحوثية، تسير الحياة كما لو أن الزمن توقف عند حقبة مظلمة من التاريخ. في ظل هذا النظام، القوانين لم تعد تعكس حقوق الإنسان أو تطلعات الشعب، بل تم تحويلها إلى أدوات قمعية تهدف إلى تعزيز سلطة الأقلية الحاكمة، التي تدعي أنها تمتلك “الحق الإلهي” في الحكم.
الحوثيون، الذين صعدوا إلى السلطة عبر انقلاب عسكري على الدولة والمجتمع اليمني، يروجون لنظام يعتمد على الولاية الدينية، حيث يُعتبر القائد مقدسًا ويجب على الجميع طاعته دون مساءلة. هذه المملكة المزعومة تعتمد على نشر فكرة أن الحكم هو حق حصري للسلالة الحوثية، مستغلين الدين كغطاء لشرعية سلطتهم المطلقة.
تتجلى العنصرية في هذه المملكة من خلال التمييز القاسي بين أفراد الشعب على أساس الطبقة والنسب. في ظل هذه الهيمنة، لا يُسمح لليمنيين العاديين بممارسة حقوقهم أو السعي وراء تطلعاتهم، بل يجبرون على تقديم فروض الولاء والطاعة للنخبة الحوثية، مع استبعاد كل من يعارض هذا النظام من الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
المملكة الحوثية ليست مجرد كيان سياسي، بل هي مشروع كهنوتي يسعى إلى فرض العبودية الفكرية على الشعب اليمني.
كل من يحاول أن يعبّر عن رأي معارض أو ينتقد هذه السلطة يواجه القمع والسجن أو حتى الإعدام. الحوثيون يستخدمون الدين كأداة لتبرير سيطرتهم، بينما يدمرون البلاد اقتصادياً وسياسياً، مستغلين الفقر والمعاناة لتوطيد حكمهم.
أما بالنسبة للاقتصاد، فقد أصبحت المملكة الحوثية بمثابة دولة فاشلة تعيش على التبرعات والدعم الخارجي من الجهات الداعمة، مثل إيران، التي توفر الأسلحة والتمويل للحفاظ على استمرار الصراع. في الوقت نفسه، يُجبر الشعب على العيش في فقر مدقع بينما يتم توجيه الموارد الوطنية نحو الحرب والصراع الداخلي.
الأكثر سخرية في هذه المملكة هو أن الحوثيين يدعون مقاومة “الاستكبار العالمي” بينما هم أنفسهم يعتمدون بشكل كامل على الدعم الخارجي للحفاظ على بقائهم في السلطة، بل ويجعلون امريكا واسرائيل تنتهكان اليمن.