مزاد النخب اليمنية بعد سقوط الجمهورية..
حينما كان الفيلسوف ابو بكر السقاف يكتب عن ضرورة الفصل بين السلطات واستقلال مجال السياسة عن بقية المجالات كانت معظم النخب اليمنية الفاعلة اليوم تتسابق على عرض خدماتها للسلطة أو الاحزاب ومن منهم يدفع أكثر. ..
اليوم بعد خراب كل شيء اكتشفت بعض النخب اليمنية أهمية ما كان السقاف يدعو اليه وبدأت تناقشه وكأنه من بنات افكارها ولم تذكر أسم المفكر اليمني الأبرز في مجال الفكر الفلسفي المستنير !!..
صدق من وصفها بنخب في سوق المزاد! واليكم السبب في بوار سوق النخب السياسية والثقافية والاجتماعية والاكاديمية اليمنية..الخ ..
حينما تكون السلطة هي أهم مصادر القوة والسطوة والثروة والجاه والنفوذ وكل شيء تقريبا يحتاج إليه الإنسان في بلد مضطرب مثل اليمن فلا تستغرب من احتدام الصراع المميت بين الطامحين اليها..
لا يوجد مثل أعلى للسلوك السياسي المحترم في اليمن حتى الآن. المسألة كما وصفها كاتب أجني ( سوق النخب السياسية في اليمن هي أشبه بالمزايد العلني معروضة لمن يدفع أكثر ) وكل شخص وشطارته وقدرته على تسوق نفسه وبعضهم لديه من يسوقه ؛ قياديا سياسيا ومناضلا ثوريا حتى وإن كان لا يصلح بواب حوش خردة..
كم باتت حاجة الناس ملحة جدا إلى مثل أعلى للسلوك السياسي السليم حتى تقتدي به أكثر من حاجتها إلى التخوين والشتم والسب والنصائح والمواعظ والكلام الفاضي ؛ أما في ظل غياب المثل الأعلى للسلوك السياسي القويم فمن المؤكد رؤوس الأفاعي سوف تظل تتطلع من هذه البؤرة الملتهبة باستمرار ياصديقي العزيز الذي احتفظ باسمه..
——————
هامش : الدكتور قاسم المحبشي رئيس سابق لقسم الفلسفة ونائبه لعميد كلية الآداب في جامعة عدن .. ..وهو عضو هيئة التدريس في الاكاديمية العربية الدنماركية..واضطر لمغادرة الوطن بسبب التهديد الإرهابي الذي تعرض له واستهدفه..