من سيتنازل اليوم هو من سيكسب غداً
تجاوزوا نفسياً الشعور بالمكابرة حتى لا ينتصر الخراب على الجميع ، فمن سيتنازل اليوم هو من سيكسب غداً، ومن سيفتح الثغرة الاولى في الطريق اليمني المسدود هو من سيعبر بالجميع اما الى دولة الحل السياسي والتصالح مع الذات وتحقيق المصالح المتشابكة دون اي هيمنة في ظل انفاذ الاستقرار و المسئولية الكاملة المتبادلة بين مختلف الاطراف، أو الى طوفان الاستنزافات والانهاكات المتبادلة وصولاً إلى الغرق الرهيب.
صحيحٌ ان الخيارات صعبة، والنفسيات محتدة، إلا ان العبء كبير والاستخفاف لايُحتمل، فالشعب قد ضحى وصبر حد الاهانة، وبالتالي فإن تصعيد وتيرة الحروب لن يفضي سوى الى ازدهار الارهاب وانتهاء الممكنات الاقتصادية القليلة، ثم ان هذه النوعية من المخاوف و التحديات الوجودية المتسمة بالتعقيد ينبغي ان تجبرنا على استخلاص العبر وعدم التشدد والتعامل العقلاني مع الواقع وتحولاته العميقة التي تتسارع من دون ان نستطيع الالتفات لحظة إلى الوراء !
***
في السياسة يجب الحفاظ على نقطة الالتقاء لا الضياع في نقطة الاختلاف ..
حدثنا احمد محجوب قدس الله سره ، قال :
في الحرب اللي جاية لازم كل واحد يحدد هو عايز منها ايه
***
مذهب خفيف دم فعلاً !
يضحكني مبدأ الخروج في المذهب الزيدي ووعي الحويثة الذي ينطلق منه ، يعني من حقهم ان يخرجوا بالسلاح على اي حاكم لايعجبهم لكن ليس من حق الآخرين ان يخرجوا -ولو حتى بالسلمية -لرفض استئثارهم بالقوة على السلطة بالمقابل
ياعين ياليل
مذهب خفيف دم فعلاً !
***
ذروة الروح في الحنين : أن نتضرع لإمتهانات الحنين في الروح .. لذلك دائماً سأطلب المغفرة من نظراتي المهشمة.
***
نحو سقوط الإستبداد السياسي والكهنوت الديني معا
لن يسقط الإستبداد السياسي قبل أن يسقط الكهنوت الديني، لأن الأخير هو أسوأ أنواع الإستبداد القائم على التكفير والتحريض .. ولذلك تلتقي المؤسسة السياسية والمؤسسة الدينية في العالم اليمني والعربي الرث، لتمارسان معا تغييب العقل والضمير، فضلا عن تبرير التخلف وتزييف الوعي، لأنهما تعتبران أن رفضكم للكهنوت وللإستبداد، هو رفض للدين كما لولي الأمر بإعتباره قدر الله ..وهكذا أيضا يبرر الكهنوت للإستبداد مشاريعه الدموية واللاوطنية ، كما يتغذى الإستبداد من حقارة الكهنوت الدموي واللا إنساني .
الكهنوتيون طبعا :هم أولئك المعتوهين الذين يؤمنون أن طاعة امزجتهم المشوهة هو جوهر الدين للأسف .
وبالتأكيد : لاتقدم ولاتحديث ولاتطور ولا إعادة إعتبار لائقة ومعافاة للدين وللسياسة وللإنسان وللدولة في هذا العالم اليمني العربي الرث ، من دون سقوط الإستبداد السياسي والكهنوت الديني معا .
***
ماهي رسالتك إلى وسائل الإعلام اليمني التي غيبت دورها في نشر الأدب اليمني؟
-رسالتي هي أنكم فشلتم في أداء رسالتكم الأسمى. الأدب هو مرآة الثقافة والشعب، وما تقومون به من إهمال لتراثنا وإبداع كتابنا هو خيانة للمسؤولية الثقافية التي تتحملونها. لقد أُغرقتم في ملاحقة الأخبار السطحية والمصالح الضيقة، متناسين أن الأدب هو سلاح لا يقل قوة عن أي تقرير إخباري، وأن الكلمة هي من تشكل الهوية وتبني المستقبل. ثم عليكم أن تقدمون الحقائق لا المهاترات.
أما المؤسسة الرسمية اليمنية، وعلى رأسها وزارة الثقافة، فهي عاجزة تماما عن القيام بدورها في دعم الأدب والمثقفين. من العار أن نرى وزارة يفترض أنها تحمي وتروج للثقافة اليمنية تقف مكتوفة الأيدي أمام تدهور حال الأدب والفن. وزارة الثقافة تخلت عن مسؤولياتها في تمويل ودعم الكتاب والشعراء والمبدعين الذين يكافحون للحفاظ على الإبداع والتراث الثقافي اليمني وسط ظروف مدمرة.
وبالنسبة للمنظمات الدولية الداعمة، فإنني أوجه نقدا لاذعا لتلك المنظمات التي يبدو أنها تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب مبادئها المعلنة. لا يمكننا أن نقبل دعما يُشترط علينا فيه التواطؤ مع ميليشيا تتآمر ضد الشعب اليمني، أو أن نمنح التسهيلات لتطبيع لا يتوافق مع كرامتنا الوطنية واعتبار القضية الفلسطينية قضيتنا الأخلاقية والضميرية فالدعم الذي يأتي بشروط يهدد سيادتنا وحرية ثقافتنا هو دعم مسموم، نرفضه بكل شدة، لأنه يرهن مستقبلنا لأجندات خارجية مدمرة.
الإبداع اليمني لا يمكن أن يباع أو يشترى، وواجبنا أن نحافظ على أصالته وكرامته بعيدا عن أي تسوية أو مساومة تمس بشرفه.
من حوار مع رئيس التحرير تنشره صحيفة صوت الأمل بعد أيام
الصحفي والشاعر اليمني فتحي أبو النصر
رئيس تحرير موقع انزياحات الثقافي الاجتماعي السياسي المستقل