«لم أرى أي وجه أبيض هناك» هكذا قال القنصل الأمريكي هنري بودور، قبل إقلاعه من الفيتنام، بعد أن صدر قرارا أمريكيا حاسماً «أنقذوا السادة أصحاب البشرة البيضاء» تاركين وراءهم حشود من الملونين، والعملاء الفيتنامين للموت، تكرر هذا المشهد مرة أخرى في أفغانستان.
كان الأنكليز المحتلون، يعتبرون الهنود الحمر أقل قيمةً من السمك، درجة الشعور بالتسلية والترفية عن النفس بقتلهم، وأحياناً يحصل نوع من الخلاف فيما بين القتلة، تحت فكرة إعطاءه قتلة رحيمة، قطع رأسه من الخلف، أو إعطاء موت ببطء، عن طريق نهش قطعة قطعة من جسده؛ هكذا تسرد أدبيات التاريخ الجريمة، وأعتبار ذلك أنه من أجل الحضارة، والتقدم..إلخ.
كان الفرنسيون يقولون أن إبادة الجزائريين من أجل حماية العرق الأبيض، والكنيسة أيضًا التي كانت حاضرة على الدوام، بحيث تعطيهم ضوء أخضر، فهم يدافعون عن شعب الله المختار، وهذا كافٍ كمبرر.
الإمتداد لهذا العرق الآن هو من يقود هذه الإبادة بحق الفلسطينيين العزل، وبأبشع الصور، الفارق أن ذلك يحدث أمام العالم، وعبر البث المباشر، مازالت ذات المبررات، والدعاوى هي هي، لم تتغير، حماية العرق الأبيض، الكنسية، التوارة..إلخ؛ أننا أمام حضارة وقحة، ومنحطة كما بتعريف «فردريك نتيشه» في كتابه
مولد التراجيديا.