سلوكيات رئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، غالبا ما تكون نتيجة لمجموعة معقدة من العوامل السياسية، الاجتماعية، والنفسية. من بين هذه العوامل.
يقوم كيم جونغ أون بترسيخ سلطته من خلال تكتيكات الخوف والترهيب، حيث يسعى لضمان ولاء الشعب والنخبة الحاكمة، مما يجعله يلجأ إلى سلوكيات تبدو غريبة أو متهورة، لكن هدفها الأساسي هو تثبيت حكمه.
السياسات القمعية والإجراءات غير التقليدية قد تكون موجهة أيضالتعزيز الوحدة الوطنية أو قمع المعارضة الداخلية. هذا النهج يهدف إلى منع أي محاولات للانقلاب أو التمرد ضد النظام.
يُعتقد أن بعض السلوكيات الغريبة موجهة نحو المجتمع الدولي كوسيلة لانتزاع تنازلات دبلوماسية أو اقتصادية. كيم يستخدم الغموض والتصرفات غير المتوقعة كأداة للضغط على الدول الأخرى.
العزلة الطويلة عن العالم الخارجي، والعقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية، يمكن أن تؤدي إلى تطوير عقلية محصورة وانعزالية، مما يؤثر على كيفية اتخاذ القرارات والسياسات.
لا يمكن إغفال تأثير الشخصية والتربية التي تلقاها كيم جونغ أون في بيئة مغلقة ومليئة بالعداء والشكوك تجاه العالم الخارجي.
هذا المزيج من العوامل يساهم في تصرفات وسلوكيات قد تبدو غير عقلانية أو متهورة من منظور خارجي، ولكنها ضمن إطار النظام الكوري الشمالي تحمل هدفا معينا.
العجب العجاب من رفاق يمنيين يرونه ثائرا.نظرة بعض الرفاق اليمنيين إلى كيم جونغ أون كـ”ثائر” قد تكون ناتجة عن مجموعة من العوامل الفكرية والسياسية، بعض الأفراد يرون في كيم جونغ أون رمزا لمقاومة النفوذ الأجنبي والسيطرة الغربية. من هذا المنطلق، يرونه يقف ضد الهيمنة العالمية، وهو ما يفسرونه كنوع من الثورة ضد النظام العالمي الذي يعتبرونه غير عادل.
بعض اليمنيين، خاصة أولئك الذين يتبنون أيديولوجيات يسارية أو معادية للإمبريالية، قد يرون في كيم جونغ أون شخصية ثورية تقاوم الإمبريالية العالمية، وخاصة النفوذ الأمريكي. في هذا السياق، يُحتمل أنهم يتغاضون عن سياساته القمعية الداخلية ويركزون على مواجهته للغرب.
طبعا الإعلام الموجه والدعاية يمكن أن تلعب دورا كبيرا في تشكيل تصورات معينة، حيث قد يتعرض هؤلاء الرفاق لمعلومات تُبرز جوانب معينة من سياسات كوريا الشمالية دون تسليط الضوء على الجوانب السلبية، مما يؤدي إلى خلق صورة مضللة عن كيم جونغ أون.
أما في سياق الإحباط من الأوضاع السياسية في اليمن أو العالم العربي، قد يتجه بعض الأشخاص إلى تمجيد قادة آخرين يرون فيهم نموذجا للمقاومة الصلبة. كعبده الحوتي هذه النظرة تأتي نتيجة خيبة أملهم من القادة المحليين ورغبتهم في رؤية زعيم قوي يقف في وجه القوى الكبرى.
وفي بعض الأحيان، قد يكون دعم شخصية مثيرة للجدل مثل كيم جونغ أون شكلا من أشكال الاستفزاز أو التحدي للنظم السائدة، حيث يسعى البعض لتبني مواقف مغايرة لمجرد تحدي القيم والسياسات المتبناة في المنطقة.
في النهاية، هذه النظرة قد تعكس مزيجا من الاعتبارات الأيديولوجية، الإحباط السياسي، والتأثير الإعلامي، مما يؤدي إلى رؤية كيم جونغ أون كشخصية ثورية رغم السياسات القمعية التي ينتهجها في بلاده.