كتابات

رسالة إلى اعزائى “العراطيط”

ريان الشيباني - انزياحات
ريان الشيباني - انزياحات

أعزائي العراطيط*

تحية رفاقية..

وبعد

إنه لمن دواعي السرور أن نراكم اليوم وأنتم ترسمون لأنفسكم مسارا ثقافيا جلي ومؤثر..

ومن دواعيه أيضا محاولاتكم المتكررة لجس النبض في الجسد الثقافي الميت لتعز دون العبء بالمشاكل والولاءات الأخرى..

ولعلكم تدركون جيدا الشوط الكبير الذي قطعتموه في إظهار وبلورة أفكار الحركة .. الشيء الذي عجزت عن القيام به المؤسسات الثقافية الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني.. ولأني عضو محسوب عليكم في هذه الجماعة رأيت أن أطرح وجهة نظري في بعض الأمور الملزمة عرفا وقانونا ومسئوليتي تحتم علي ذلك ..

ولأن الانتماء كان بمحض إرادتي أرى أنه مع الأيام تتضح رؤى الجماعة أكثر وبطريقة عفوية ومتسلسلة بحسب الزمان والمكان والكيفية وتطرح معها الكثير من القضايا منها ما هو متعلق بالتباين الفطري والآخر بالاختلاف (كسنة)

ولأني أدركت أنه من الممكن أن أدخل في أشياء شائكة(قد لا ترونها أنتم كذلك) فضلت أن أقدم إليكم بامتنان استقالتي كعضو في جماعتكم آملين أن تتقبلوها وبأرواح ثقافية، فهي بالأول والأخير تلزمني أنا فقط ولتكن هذه الاستقالة دعوة للتضامن فيما بينكم بعيدا عن الارتياب وسياسات شق الصف ، فقضاياكم أيها الرفاق عادلة ومطالبكم مشروعة ويحق لنا جميعا المناداة بها إلى جانبكم مهما كلف الثمن ومن موقعي كفرد لا كمنتمي أعلن ذلك

أعزائي العراطيط/

الالتزام كلمة باهضة ولعل هروبي إلى الإعمال السابقة المنضوية تحت جماعتكم هو الهروب عينه من الواقع الرتيب والممل ومحاولة لخلق مجال فوضوي أدبي ثقافي لا يدين أحد بالضرورة أو يناهضه وإنما يرفده ويعينه.. وأنا شخصا غير ملتزم سواء كان الأمر متعلق بتركيبتي الشخصية والنفسية أو الفكرية منها.. فبهاضة الالتزام يحتم علي عدم التقصير..وهو ما لا يمكن القيام به.

الشيء المهم أن جماعتكم لا تؤمن بالتراتب المنطقي للمهام الإدارية فيها.. مما يخول الأشخاص للإنضمام بشكل عشوائي اليها وهو قد يحملنا مسؤولية نزعات الآخرين الفردية وأخطائهم وتحمل المسؤولية التي نرتبها ويرتبها الآخر أيضا على هذا الاسم الكبير

أما فيما يتعلق بالفعاليات.. فهي الجدول الوحيد للبرنامج العام وتطرح هذه الفعاليات فرعين إما متعلق بالقصة أو الشعر فقط.. فتقتل النمطية والشكلانية الحدود الواسعة لما تعنيه الثقافة والأدب.. ويكون الشيء الموضوع على الهامش هنا التثقيف الفردي ودوره و أخص القراءة أيها الأعزاء

أعزائي/ يجب أن أكرر أن استقالتي شخصية ولا تخدم أحد ولا يوجد ما يمكن أن أبيعه أو أشتريه بالمناسبة وإذا كان هناك مستفيد فهو رؤيتي الشخصية وتنصلي من الإساءة التي يلحقها الآخرون بأخطاء الآخرين، ولتكونوا صادقين فيما بينكم ومتكاتفين للسير نحو تحقيق الهدف الثقافي المنشود..

ملاحظة:

إنضمامي الطوعي والعفوي إلى الجماعة يلغي طرح أي تساؤل عن أسباب الاستقالة لأن الخروج أيضا بمحض إرادتي.. وأرجو ألا أسمع لهجة تخوينية معينة فهذا إسفاف نحن في غنى عنه..

ودمتم..

 

* العراطيط: جماعة أدبية في مدينة تعز باليمن.