أجمل ناس في اليمن برأيي هم أقلية البهرة الإسماعيلية.. لطفاء ومدنيين ولم يغثوا أحداً.
معي هدية ضاعت من السلطان برهان شال عزيز زمان.. زرناه للحطيب بحراز الفخمة.. من يكره الاسماعيلية في اليمن لا يمكنه أن يكون سوياً على الإطلاق.. تلك الأقلية المتفوقة في العمل ولياقة الحس وحسن المظهر وسمو العقل.
الأقلية التي تكاد أن تندثر.. الأقلية الطيبة والمهذبة والمتسامحة.
الأقلية التي عانت تاريخياً من التحريض والتشويه والتفتيش في ضميرها.
الأقلية التي صارت ضد السلاح وضد التعصب وضد التخلف ومع التعايش والسلام والبناء. منذ 5 قرون.
الأقلية ذات الثقافة الدينية التراثية القديمة والوسطية في المنهج.
ليس فقط لأن ابناء هذه الطائفة الخيرة قد تميزوا بكل ماسبق بل لأن مذهبهم يجعلنا نستعيد تاريخ فترة زاهية ذات مآثر خالدة في اليمن حيث ارتبط بنموذج فريد للدولة هنا هي الدولة الصليحية ذات الخصوصية والشأن الملهم في الحكم بكل اقتدار على الرغم من قصر عمرها الذي لم يتجاوز المئة عام (1045 -1142).
ذلك انها صانت مصالح كل اليمنيين دون تمييز بل ويشهد التاريخ ان الدولة الصليحية كانت وستظل من ابرز الدول التي عرفتها اليمن فشملت أمجاد دولة الملك اليماني الحميري علي بن محمد الصليحي اليمن الطبيعيه وأروى وأسماء بنت شهاب من مفاوز عمان شرقاً الى البحر الأحمر غرباً ومن عدن والبحر العربي جنوباً الى مكة واليمامة شمالاً.
بينما لم يلتف غالبية اليمنيين حولها بسبب المذهب آنذاك بل بسبب المشروع العادل في الحكم وما أحدثه من رخاء واستقرار.
فلقد غلب عليها التسامح الديني مع كافة المذاهب وفصل الدين عن الصراع السياسي.
كما ساد عبرها وعي الألفة الوطنية وبالذات من خلال نموذج الملكة العظيمة أروى بنت أحمد ذات السيرة العبقة في القيادة السياسية والقيادة الدينية والتي صارت تحتل مكانة خاصة لدى أتباع الطائفة في العالم إذ رغم الظروف السيئة والمؤامرات التي أحاطت اليمن في عهدها الميمون الذي استمر اربعين عاماً عرفت اليمن خلالها ازهى فتراتها المعمارية والزراعية والعلمية كما تدل على ذلك الكثير من الآثار كما اوصلت دعوتها للهند مركز زعامة الدعوة حالياً بعد ضعف الإسماعيلية في اليمن وقتها ومحاربة دولة آل نجاح و أئمة الزيدية لهم.
كان الزوار الصحفيين اليمنيين الذين لبوا دعوة السلطان لحضور عرس جماعي ١٠٠ عريس وعروس ولم يعتذروا أنا والزميل القدير أنور العنسي حين كان مدير مكتب قناة الجزيرة بصنعاء والزملاء عبد العلم بجاش ويحيى الحرازي ومحمد صدقة. والحال أن الإسماعيلية موجودة في اليمن منذ زمن طويل بشقيها كما لم نلمس منها اي ضرر على البلاد فلماذا التحامل على اتباعها وعدائهم وتكفيرهم والتعامل معهم-من قبل متطرفي السنة ومتطرفي الزيدية على السواء- بحقد لايمت للروح اليمنية السوية بصلة؟
انا لست معها أو ضدها لكنني مع حق اتباعها كمواطنين في التعبير عن شؤونهم الدينية والروحية كما يريدون.
بينما الأحرى أن نحارب العقول الصدئة والمغلقة التي تريد العالم كله بنمط واحد دون اي تعدد.. اللاعقول التي توجه التهم وتوزع الصكوك لهذا او ذاك بانه باطني مثلاً يستوجب الاجتثاث بينما نستغرب كيف يعرف ذلك الجهبذ ان من لا يروقه باطني؟
عني يكفيني على الأقل أنهم لم يُغصبوا أي شخص على أي معتقد لهم ولا اشهروا مذهبهم بقوة السلاح.
يكفيني انهم بلا عدوانية وبلا تسلط كما بممارسات سلوكية يومية راقية
ترى هل سمعتم مثلاً باسماعيلي يكفر أهل المذاهب والطوائف الأخرى؟
حزنت وأنا أسأل عن حال بهري صديق حين قالوا لي أنه قتل من قبل متشدد سلفي قبل سنوات.
وعليه متى تخجلون.. فالله ليس أداة قتل وكراهية.. الله أداة محبة وخير.