في الحوار الشهير لمحمد شكري في برنامج Apostrophes على التلفزيون الفرنسي والذي يعود الى سنة 1980، تحدث شكري خلال البرنامج بلغة فرنسية بسيطة وسلسة وهو الذي لم يدرسها قط في حياته، واجه محاوريه في البرنامج بثقة كبيرة في النفس، جلهم كانوا ينطون وفي ذهنهم التلصّص على “فضائح” شكري بعقلية استعلائية كولونيالية، كانوا يبحثون عن الطاهر بنجلون في عباءة شكري، بيد أن شكري ألقمهم أجوبة صاعقة، سألوه عن كرهه الشديد لوالده، قال لهم ما كتبته في الخبز الحافي عن والدي هو حديث عن مشاعري في تلك الفترة وليس ما أقوله الان، انا الان أعرف وأفهم أن والدي نفسه كان ضحية للبؤس والفقر الذي تسبب فيه الاستعمار الاسباني والفرنسي لبلدي..
شكري تحدث أمام الفرنسين وفي برنامج شهير كان يحظى انذاك بمتابعة واسعة، تحدث بلغة الواثق من نفسه، وباعتزاز بالنفس، وحوار الند للند، ولم يتذلل أمامهم كما تفعل أغلب نخبنا الثقافية والفكرية والسياسية…
شكري كان بحق كبرياء الفقراء والبسطاء والمهمشين…
كان كبرياء الوطن.
