من المؤسف والمحزن أن نرى محاولات تقسيم الكيان الثقافي التاريخي المعروف باسم اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين تحت مسميات مناطقية ضيقة، مثل ما يسمى اتحاد الأدباء والكتاب الجنوبيين. إن هذه المحاولات لا تعكس روح الوحدة والانتماء الوطنية التي جسدها الأدباء والكتاب اليمنيون عبر التاريخ.
كيف يمكن لنا أن نقبل تعريفات مناطقية تفرق بين الأدباء الذين قدموا أعمالاً عظيمة للوطن؟ كيف يمكن لنا أن نطلق على المؤسس الراحل عمر الجاوي، الذي كرّس حياته للثقافة والوحدة اليمنية، تسمية الأديب الجنوبي “عمر الجاوي “؟ هذا هو انتقاص من إرثه ومن رسالته الوطنية. وكذلك الحال بالنسبة للقاص ميفع عبد الرحمن، الذي تربى ثقافياً واجتماعياً وسياسياً على الوحدة اليمنية، والشاعر الكبير لطفي جعفر أمان، الذي كانت معظم قصائده تغني للوحدة والحرية.
إن الأدب والفن لا يعترفان بالحدود الجغرافية أو التصنيفات الضيقة، بل هما رسالة إنسانية تعبر عن تطلعات وآمال الشعب بأسره. إن ما يميز الأدباء والكتاب هو إبداعهم وقدرتهم على التأثير في وجدان الأمة، وليس انتماءهم المناطقي أو الجغرافي.
نقول لهؤلاء المثقفين في آخر زمن، إن محاولاتكم لتقسيم وتجزئة الإرث الثقافي والفني لن تنجح في محو تاريخ مشترك وموحد. إن الأدب اليمني هو جزء لا يتجزأ من هويتنا الثقافية والوطنية، ولا يمكن اختزاله أو تقزيمه بتصنيفات مناطقية.
ندعوكم للعودة إلى روح الوحدة والتكاتف، وللتوقف عن نشر الفرقة والانقسام. يجب علينا جميعاً أن نعمل من أجل تعزيز الثقافة اليمنية وتوحيد جهودنا للحفاظ على إرثنا الثقافي والفني المشترك. فلنرتقي بمستوى حوارنا ونستعيد روح الأدباء والكتاب العظماء الذين عملوا من أجل الوحدة والتقدم.
افيقوا يا هؤلاء.