كتابات

من فرضة نهم إلى قرارات البنك المركزي.. بؤس السلطة السياسية اليمنية!

مالك الظرافي - انزياحات
مالك الظرافي - انزياحات

إنَّ الشرعية اليمنية بمفهومها القانوني الواسع هي شرعية اليمنيين منذُ قيام الجمهورية إبان ثورتي 26 أيلول و 14 تشرين و ما تمخض عنهما، شرعية الشخصية القانونية للدولة التي يجب علينا كيمنيين تعريفها وفِقًا لذلك المفهوم القانوني و السياسي و يتوجب علينا الإيمان بها إيمًانًا مُنقطِع النظير و علينا أن نعادي من يحاول مصادرتها و إعادتنا إلى ما قبل تاريخ ثورتي اليمن شمالاً و جنوبًا.. هذا مالم تفقه السلطة السياسة ما يسمى اليوم ” الشرعية اليمنية أو مجلس القيادة الرئاسي” و التي فيها تساوم على الشرعية بمفهومها القانوني و السياسي بهوانها و خوائها و أرتعاش قراراتها، تابعنا منذُ 50 يومًا القرارات الناجعة التي أصدرها محافظ البنك المركزي اليمني الرامية التي توحيد العملة المحلية و كذا إلى إصلاحات تخص النظام المصرفي و معه تعيد للدولة سيادتها على النظام المصرفي.. برغم أنَّها قررات أوجعت المليشيات السلالية في صنعاء إلاَّ أنّها لم تكن كافية للحد من المضاربة بالعملة في العاصمة عدن و التي سرعان ما أنهارات العملة المحلية إلى 500 ألف يمني مقابل 1000 ريال سعودي، ومعه إرتفاع الأسعار بشكلٍ جنوني.. مع ذلك لا زآل الشعب في المناطق المحررة مؤيداً لتلك القرارات نكايةً بالمليشيات و إصطفافًا مع الدولة اليمنية لإدراكه أنَّ المتسبب الرئيسي لكل ما آلت إليه البلد هي المليشيات السلالية.

 

إلاَّ أنَّ يصاب بخيبة أمل متكررة في التراجع عن تلك القرارات و الأنصياع لإملائات خارجية لا تخدم اليمنيين و تفقدهم الثقة بالدولة و أنَّ ثقتهم جوفاء طالما يوجد على رأس هرم السلطة السياسية حمقى تركت لهم السلطة أو سُلِّمت على حين غفلةٍ من الزمن، صفعة أخرى يتلقاها اليمنيون بعد أن صحوا في صبيحة 21 سبتمبر 2014 على الجحافل السلالية وهي تُسقِط عاصمتهم.. بوجود على رأس هرم السلطة السياسية للبلاد مجاميع مرتهنة و ساذجة لا تُمثِّلُ تطلَّعاتهم في إنهاء الحرب و إستعادة الدولة و الإنتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار و بناء الدولة المدنيّة الحديثة.. كل تلك التطلعات تتسَّرب تخادمًا مع مليشيات تريد أن تعيدنا إلى ماضٍ سحيق ركله اليمنيين بإنتفاضات من الأنين إلى الثورة.

 

من فرضة نهم التي كانت فيه قوات الجيش الوطني و المقاومة الشعبية على بُعد أمتار من العاصمة اليمنية صنعاء و التي فيها تساهلت الشرعية اليمنية و امتلكت الجُرأة في خيانة دم الشهداء الذين سقطوا في تلك الأماكن و معه تقهقرها لصالح المليشيات، مروراً بإيقاف معركة تحرير الحديدة و ليس إنتهاءً بالتموضع التاريخي و آخرها التراجع عن قرارات محافظ البنك المركزي اليمني، إنَّ اليمنيون مصابون بالإحباط إزاء كل ذلك و هم يرون أحلامهم تتبخر و أنَّ الشراعجة سيدخلونهم بجبنهم و حقارتهم إلى دهاليز السلالة بنظامها الإمامي و ما يتعلَّق بذلك النظام البائد.

 

#مالك_الظرافي