مازال كثيرون يتحدثون عن محمد عبده بأنه ينكر أصوله اليمنية. اذا فعل ذلك فهو معذور، تحسبا لمكانته في السعودية خصوصا بالنسبة للطبقة الحاكمة، بوصفه فنانهم المفضل. لكن محمد عبده سمعت له أكثر من لقاء، ويعتز بأصوله اليمنية، في حوار اذاعي سعودي، سأله المذيع بعد تقديمه مجموعة من الأغاني الصنعانية، تحدث عن ان هذا الغناء وارتباط السعوديين فيه كجزء من غناء الجزيرة العربية. اما هو فقال يجري هذا الغناء في دمه لأنه في الأصل من هناك.
وحين يتحدث عن محمد سعد عبدالله كان دائما يصفه بأنه أبو التجديد، مؤكدا انتسابه الأوسع لغناء الجزيرة العربية التي تعد اليمن جزء منها، بل يعطي وطنه الأصلي موقعه كمنبع لما يقدمه وآخرين في المنطقة.
وفي لقاء شاهدته قبل خمسة عشر عاما، على الام بي سي، قال انه ولد في المراوعة. طبعا هو كثيرا ما يتحدث عن غناء الجزيرة العربية، وليس غناء الخليج، باعتباره وحدة ثقافية.
في كتابه “الغناء اليمني القديم ومشاهيره” تحدث الفنان اليمني المرشدي، عن انه قبل زيارة محمد عبده الى صنعاء كان مع فرقته يضعون بروفات لأغاني يمنية، واعترض عازفو الايقاع، لأنه ايقاعات عرجاء، ويقصد الموازين الايقاعية مثل ايقاع الدسعة الكبيرة 11/8 او الدسعة الصغيرة 7/8
لكن محمد عبده، قال بشكل حازم، ان هذه الايقاعات هي الايقاعات العربية الأصيلة، ومن يعترض لن يصطحبه معه. طبعا وجد الايقاعيون صعوبة في تنفيذها.
بصرف النظر، ما ان كنا معجبين بفن محمد عبده او لا، هو فنان كبير ورمزيته في الغناء السعودي والخليجي والعربي، تستحق التقدير والاحترام، بسبب اجتهاده وقيمته، وتحوله من شاب فقير الى واحد من أهم مجددي الغناء في المنطقة. كما ان شخصيته المتواضعة، المعروف بها جعلته دائما في المقدمة. وهذا شيء يفخر به اليمني، لأنه اذا وجد البيئة المناسبة، سيحقق كل ما يتوق له.
ان قيمته مرتبطة بنا، حتى بوصفه فنانا سعوديا. البعض يحتفي بعفراء هزاع وزيون جولاني الذين قدموا غناء يمني ممسوخ، وزعموا بشكل ملفق انه تراثهم، بل هناك من أيدهم رغم انه كلام لا أساس له من الصحة.
اتمنى للفنان محمد عبده الشفاء من مرضه.