فيديو

قراءة في قصيدة “وشك حلو عليا” للشاعر عبدالعظيم محمد، وغناء أحمد سامي

مقدمة: القصيدة:

 

وشك حلو عليا لو شفتة الصبحية

بيمر اليوم بيا كل ساعاتة هنية

ودا علشان يا حبيبى وشك حلو عليا

بقدومك بستبشر زى قدوم العيد

وافرح اكثر واكثر لما تجينى سعيد

ولما تشاور ليا وانت بعيد بتحية

بلقى الدنيا بحالها ضحكت من حواليا

ااااه وادا علشان يا حبيبى وشك حلو عليا

وشك انت لوحدك من بين كل الدنيا

اللى بشاهدة فى بعدك لو غمضت عنيا

واللى يقصر فيا تقاطعية المصرية

ويخلينى افكر فى ايام عمرى الجاية

ودا عشان يا حبيبى وشك حلو عليا

 

تنقل أغنية “وشك حلو عليا” من خلال كلماتها استكشافًا عميقًا وشاعريًا للتجربة الإنسانية للحب وقوته التحويلية. من خلال فحص هذه الأغنية من خلال عدسات فلسفية مختلفة، يمكننا الكشف عن رؤى أعمق حول موضوعاتها المتعلقة بالإدراك والوجود العلائقي والأمل وجماليات الحب.

 

ظواهر الإدراك

 

السطور الافتتاحية، “وشك حلو عليا لو شفتة الصبحية، بيمر اليوم بيا كل ساعة هنية”، تستحضر على الفور منظورًا ظاهريًا على الإدراك. وفقا لعلم الظواهر، وخاصة عمل إدموند هوسرل، فإن وعينا موجه نحو التجارب التي تشكل تصورنا للواقع. هنا، يتغير إدراك الراوي للوقت والواقع بشكل كبير من خلال رؤية وجه محبوبته. يعمل وجه الحبيب كجسم مقصود ينظم يوم الراوي بأكمله، ويملأه بالبهجة والإيجابية.

يسلط هذا التغيير في الإدراك الضوء على كيف يمكن للمحفزات الخارجية، مثل وجود شخص عزيز، أن تؤثر بشكل عميق على حالاتنا وتجاربنا الداخلية. يصبح وجه المحبوب مصدرًا للمعنى والرفاهية العاطفية، مما يدل على ترابط الإدراك والمودة.

 

علم الوجود العلائقي وأخلاقيات الرعاية

 

تؤكد الأغنية على الجانب العلائقي للوجود الإنساني: “بقدومك بستبشر زى قدوم العيد، وافرح اكثر واكثر لما تجينى سعيد”. يوضح هذا الخط مفهوم الأنطولوجيا العلائقية، الذي يفترض أن كياننا يتم تعريفه من خلال العلاقات مع الآخرين.

 

في هذا السياق، ترتبط سعادة الراوي وشعوره بالإنجاز ارتباطًا وثيقًا بحضور الحبيب وحالته العاطفية. إن أخلاقيات الرعاية، وهي منظور فلسفي يقدر الأهمية الأخلاقية لرعاية العلاقات، واضحة هنا. يجلب وصول الحبيب شعورًا بالاحتفاء والفرح، مما يعزز فكرة أن رفاهيتنا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بعلاقاتنا مع الآخرين.

 

الأمل والمعنى الوجودي

 

تتعمق الأغنية أيضًا في موضوعات الأمل والمعنى الوجودي. السطر “ويخليني افكر فى ايام عمرى الجاية”، يوحي بأن وجود الحبيب يبعث الأمل والنظرة الإيجابية للمستقبل. يعكس هذا التفاؤل التطلعي القوة التحويلية للحب، والتي تزود الراوي بإحساس متجدد بالهدف والاتجاه.

 

لقد استكشف الفلاسفة الوجوديون مثل جان بول سارتر وفيكتور فرانكل أهمية إيجاد المعنى في الحياة. يفترض سارتر أن المعنى يتم خلقه من خلال أفعالنا وعلاقاتنا، بينما يرى فرانكل أن الحب والعلاقات الهادفة يمكن أن توفر المعنى حتى في الأوقات الصعبة. إن توقع الراوي للسعادة المستقبلية، مدفوعًا بأحبائهم، يجسد كيف يمكن للحب أن يبث الحياة بالمعنى والأمل.

 

الأبعاد الجمالية والأخلاقية للحب

 

تستكشف الأغنية أيضًا الأبعاد الجمالية والأخلاقية للحب. التأكيد المتكرر على أن وجه الحبيب “حلو عليا” يسلط الضوء على التقدير الجمالي للحبيب. وهذا التقدير ليس سطحيًا فحسب، بل إنه متشابك مع أهمية عاطفية وأخلاقية أعمق.

كلمات “وشك انت لوحدك من بين كل الدنيا، اللى بشاهدة فى بعدك لو غمضت عنيا”، تشير إلى وجود علاقة عميقة وغامضة تقريبا بين الراوي والحبيب. يتجاوز هذا الارتباط الوجود الجسدي ويشير إلى التزام أخلاقي ورابط عاطفي يستمر إلى ما هو أبعد من مجرد المظاهر.

 

خاتمة

 

“وشك حلو عليا” هي أغنية غنية ومثيرة للذكريات تستكشف القوة التحويلية للحب. من خلال دراسة ظواهر الإدراك، وعلم الوجود العلائقي، وأخلاقيات الرعاية، والمعنى الوجودي، نكتسب فهمًا أعمق لكيفية تشكيل الحب لتجاربنا وعلاقاتنا ونظرتنا للحياة. يسلط التصوير الشعري للأغنية لتأثير المحبوب الضوء على الترابط العميق للوجود الإنساني والدور الأساسي للحب في إضفاء الفرح والأمل والمعنى على الحياة.

 

د. حاتم الشماع

جامعة ريدينغ – بريطانيا