“إن احتجاز محمد دبوان المياحي وشقيقه عماد هو جريمة ليست فقط ضدهم كأفراد، بل ضد كل الشعب اليمني الذي بات يرزح تحت وطأة ظلم لا يحتمل”.
” لقد أصبحت مليشيا الحوثي آلة قمعية تسعى لإخماد كل ما يمكن أن يعارض وجودها غير الشرعي في اليمن”
…..
علمت “انزياحات” ان الميلشيات الحوثية أقدمت على اختطاف ، شقيق الكاتب الصحفي محمد دبوان المياحي، في مسقط رأسه بمديرية فرع العدين جنوب غربي محافظة إب، وسط البلاد، أمس الأحد وذلك بعد يومين على اختطاف شقيقه محمد من منزله بصنعاء.
مسلحون تابعون لميليشيا الحوثي داهموا القرية عصرا واقتادوا شقيق المياحي إلى جهة مجهولة.
عماد محمد دبوان المياحي يبلغ من العمر ١٨ عاما ..ضحية للعجرفة الحوثية .
***
مظلومية آل المياحي: جزء من معاناة الشعب اليمني تحت سلطة مليشيات الحوثي
هكذا تواصل مليشيات الحوثي نهجها الهمجي في القمع والتنكيل بالشعب اليمني، وأحدث فصول هذا القمع تمثل في اختطاف شقيق الكاتب الصحفي محمد دبوان المياحي الشاب عماد محمد دبوان المياحي من منزل العائلة مسقط رأسه بمديرية فرع العدين جنوب غربي محافظة إب، وسط البلاد، أمس الأحد وذلك بعد يومين على اختطاف شقيقه محمد من منزله بصنعاء.
واضح أن هذا يأتي في إطار حملة ممنهجة تستهدف إسكات الأصوات المعارضة وفرض سيطرتها على الشعب بالقوة.
إن اختطاف الشاب عماد المياحي، البالغ من العمر 18 عاما بعد يومين فقط من اعتقال شقيقه محمد في صنعاء، يكشف بوضوح الوجه القبيح لهذه الجماعة التي لا تتوانى عن انتهاك حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية دون أي وازع أخلاقي أو إنساني.
داهم المسلحون التابعون لمليشيا الحوثي قرية “الأهمول” بمديرية فرع العدين واقتادوا عماد إلى جهة مجهولة، تاركين خلفهم عائلة مفجوعة ومحطمة، لا تعرف مصير أحبائها.
استهداف الأصوات الحرة
يمثل اختطاف آل المياحي جزءا من استراتيجية الحوثيين المعروفة في استهداف الأصوات الحرة والمعارضة. فمنذ استيلائهم على العاصمة صنعاء وسيطرتهم على العديد من المحافظات، عمدت المليشيا إلى اعتقال كل من يجرؤ على التعبير عن رأي مخالف، سواء كان ذلك من خلال الصحافة أو الكتابة أو حتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
لقد أصبح الاعتقال التعسفي والاختطاف وسيلة حوثية لإرهاب المواطنين، في محاولة منها لقمع أي صوت يفضح سياساتها الظالمة. إن احتجاز محمد دبوان المياحي وشقيقه عماد هو جريمة ليست فقط ضدهم كأفراد، بل ضد كل الشعب اليمني الذي بات يرزح تحت وطأة ظلم لا يحتمل.
مظلومية آل المياحي… نموذج لمعاناة اليمنيين
إن ما يحدث لعائلة المياحي ليس حادثة فردية بل هو جزء من المظلومية الكبرى التي يعاني منها الشعب اليمني. فمنذ سنوات، يعاني اليمنيون من تصرفات هذه الجماعة المسلحة التي لا تعرف الرحمة، والتي تستغل الفوضى لتحقيق أجنداتها الخاصة على حساب معاناة الملايين.
آل المياحي، الذين يواجهون اليوم مأساة اختطاف أبنائهم، هم نموذج حي لما تعانيه آلاف العائلات اليمنية التي فقدت أبناؤها أو اعتُقلوا أو تم تعذيبهم بسبب مواقفهم أو آرائهم. لقد أصبحت مليشيا الحوثي آلة قمعية تسعى لإخماد كل ما يمكن أن يعارض وجودها غير الشرعي في اليمن.
وليس المياحي وحده من يواجه هذا المصير، فهناك الآلاف من الناشطين والسياسيين والمثقفين الذين تم استهدافهم من قبل المليشيات الحوثية في محاولة يائسة منها لإبقاء قبضتها الحديدية على اليمن. لكن، رغم كل هذا القمع، فإن إرادة الشعب اليمني لا تزال قوية، ورغبتهم في الحرية والخلاص من هذا الكابوس الحوثي لم ولن تخمد.
قسوة الحكم الحوثي وخرق حقوق الإنسان
إن ما تفعله مليشيا الحوثي يعد انتهاكا صارخا لكل القوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. الاعتقالات التعسفية، التعذيب، الإخفاء القسري، والممارسات غير القانونية أصبحت جزءا من يوميات الشعب اليمني الذي ابتلي بوجود هذه الجماعة المسلحة. وعلى الرغم من الدعوات المتكررة من قبل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات، إلا أن الحوثيين يواصلون جرائمهم دون أي تردد أو خوف من المحاسبة.
صمت المجتمع الدولي: تواطؤ أم عجز؟
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: أين المجتمع الدولي من هذه الانتهاكات؟ لقد أصبح واضحا أن الصمت الدولي تجاه ما يحدث في اليمن لا يمكن تفسيره إلا كتواطؤ أو عجز. فالأمم المتحدة والمجتمع الدولي يتحدثون عن الحلول السياسية والحوار مع هذه الجماعة، في حين أن الشعب اليمني يعاني ويلات الحرب والقمع.
إن الحديث عن الحوار والسلام مع مليشيا ترتكب هذه الفظائع يعد تجاهلاً للواقع المرير الذي يعيشه الشعب اليمني. إن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا بزوال هذه الجماعة المسلحة، وعودة الشرعية، وحماية حقوق المواطنين في التعبير عن آرائهم بحرية ودون خوف من الاعتقال أو الانتقام.
مسؤولية الجميع في التصدي للحوثيين
إن استمرار هذه الانتهاكات يتطلب وقفة جادة من جميع الأطراف المعنية، سواء كانت داخل اليمن أو خارجه. المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤولياته في حماية المدنيين وإيقاف هذه الجرائم. كما أن اليمنيين، بكل أطيافهم، يجب أن يقفوا معًا للتصدي لهذه المليشيات ونبذ الانقسامات التي تسعى الحوثيين إلى تعزيزها لتحقيق مكاسب سياسية.
كما يجب على الحكومة اليمنية الشرعية وجميع القوى السياسية والمدنية العمل على تعزيز وحدة الصف وتكثيف الجهود لتحرير المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات واستعادة الدولة التي تخدم مصالح الشعب بدلاً من خدمة أجندات خارجية.
***
ولكن مهما استمر القمع والظلم، فإن إرادة الشعب اليمني في الحرية والكرامة لن تنكسر
إن مظلومية آل المياحي ليست سوى حلقة صغيرة في سلسلة طويلة من المآسي التي يعاني منها الشعب اليمني منذ سيطرة مليشيا الحوثي على البلاد. وما يحدث اليوم هو نتيجة مباشرة لسياسة القمع والإرهاب التي تمارسها هذه الجماعة منذ سنوات، في محاولة منها لترسيخ حكمها بالقوة والخوف. ولكن مهما استمر القمع والظلم، فإن إرادة الشعب اليمني في الحرية والكرامة لن تنكسر. وستبقى عائلة المياحي وكل العائلات اليمنية التي تعرضت للظلم شاهدة على جرائم الحوثيين، حتى يأتي اليوم الذي يحاسبون فيه على كل ما ارتكبوه بحق الشعب.