تقارير وتغطيات

اعتقالات الأحرار المؤيدين لثورة 26 سبتمبر: استمرار القمع الحوثي لرموز الحرية والمساواة 

من رسومات الاطفال في المدارس
منصة انزياحات

أولا.. إن ذكرى ثورة 26 سبتمبر ليست مجرد مناسبة سنوية، بل هي تذكير دائم بأن الحرية تستحق كل تضحية، وأن الشعب الذي قاوم ظلم الأئمة قادر على مقاومة ظلم الحوثيين.

واما في خطوة متجددة من سلسلة الاعتقالات والانتهاكات التي تُمارسها المليشيات الحوثية، فقد شهدت مناطق صنعاء، ذمار، إب، وعمران حملة اعتقالات موسعة طالت مجموعة من الأحرار اليمنيين الذين أبدوا تأييدهم واحتفاءهم بثورة 26 سبتمبر المجيدة. هذه الثورة التي وضعت حدا لعقود من القهر والظلم والإقصاء تحت حكم الإمامة الكهنوتية العنصرية، والتي كانت تهدف- وستظل تهدف ـ إلى تحقيق المساواة والعدالة لجميع اليمنيين، دون تمييز بين قبيلة أو منطقة أو طائفة.

ورغم أن القائمة الكاملة للمعتقلين ما زالت غير معروفة، إلا أننا في ديسك التحرير المركزي لانزياحات تمكنا من الحصول على أسماء بعض الأحرار الذين تم اختطافهم مؤخراً، ومن بينهم:

 

أحمد العشاري

 

سعيد الغليسي

 

أمين راجح

 

حسين الخلقي

 

محمد المياحي

 

زايد المنتصر

 

رداد الحذيفي

 

عرفات قيفان

 

سحر الخولاني

 

أمين الأشول

 

عبدالاله الياجوري

 

أحمد عبد المغني

 

غالب علي شيزر

 

عبده أحمد الدويري

 

يحيى الجعشني

 

فهد أمين أبو راس

 

خالد الجوحي

 

عبدالعزيز الفضلي

 

أكرم الطاهري

 

أمجد مرعي

 

نايف النجار

 

فارس حرمل

 

علي ثابت حرمل

 

عبدالخالق المنجر

 

عمر منه

 

سعد الفلاحي

 

**”

إرث ثورة 26 سبتمبر

 

ثورة 26 سبتمبر التي تحل ذكراها المجيدة قريباً هي رمز الانتصار على النظام الإمامي الذي حكم اليمن بالحديد والنار لعقود طويلة. في عام 1962، استيقظ اليمنيون على نداء الحرية والجمهورية، لتبدأ معركة التخلص من قيود الظلم والاستعباد التي فرضها الأئمة. هذه الثورة لم تكن مجرد حركة انقلابية أو تغيير سلطة، بل كانت حركة اجتماعية شاملة تهدف إلى بناء دولة تقوم على أسس المساواة والعدالة الاجتماعية، وتحرير اليمنيين من براثن الجهل والفقر والتهميش.

 

إن تاريخ الإمامة في اليمن هو تاريخ من العنصرية الطبقية والمذهبية، حيث كان الحكم محصورا في فئة محددة من الناس- تستغل الدين في السياسةـ ، وكان اليمنيون يعانون من التمييز والقمع في ظل نظام يتغذى على الانقسام والجهل. جاءت ثورة 26 سبتمبر لتعيد للشعب اليمني كرامته، وتفتح الطريق أمام بناء دولة مدنية حديثة تعمل على تطوير الاقتصاد والتعليم والصحة، وتسعى إلى إشراك الجميع في عملية بناء الوطن، بغض النظر عن خلفياتهم أو انتماءاتهم.

 

الحوثيون: استنساخ جديد لحكم الإمامة

 

اليوم، ونحن نحتفي بذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة، نجد أنفسنا في مواجهة عدو قديم-جديد.

المليشيات الحوثية، التي تطمح إلى إعادة نظام الإمامة الكهنوتي تحت مسميات مغالطة، تستمر في قمع الشعب اليمني واستغلاله، تماماً كما فعل الأئمة سابقاً. هؤلاء الذين اختطفوا فكرة الدولة والسلطة باسم “الحق الإلهي”، يرون في ثورة 26 سبتمبر عدواً مباشراً لهم، لأن هذه الثورة تمثل نقيض كل ما يسعون لتحقيقه: المساواة، الحرية، ورفض التمييز الطبقي والمذهبي.

 

منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء عاصمة اليمنيين التاريخية في 2014،حتى صارت صنعاء مختطفة، ولم يتوقف قمعهم لرموز احرار الشباب المؤيدين لاحتفالات ثورة 26 سبتمبر والجمهورية. هذه الجماعة التي ترى نفسها امتداداً للإمامة، لا تتحمل أي حديث عن المساواة أو الحرية أو الجمهورية، لأنها تتناقض مع رؤيتها الدكتاتورية للحكم القائم على احتكار السلطة.رغم أنها تزعم أنها ستحتفل بثورة 26 سبتمبر وفي الحقيقة فإن تغالط الشعب فيما الشعب يدرك تماما أنها انقلبت على ثورة 26 سبتمبر لكن المجاهرة بذلك سيجعلها في مرمى الثورة الشعبية تماما!

 

والحال أن اعتقالات الأحرار الأخيرة ليست سوى حلقة جديدة من هذا المسلسل الطويل. إن اعتقال شخصيات مثل أحمد العشاري وسعيد الغليسي وفهد امين ابو رأس وغيرهم من الأحرار، ليس مجرد قمع للأفراد، بل هو محاولة لكتم صوت الشعب اليمني بأكمله. هذه الشخصيات لا تمثل نفسها فحسب، بل تمثل كل يمني يؤمن بقيم ثورة 26 سبتمبر وبأن الجمهورية هي الطريق الوحيد لبناء مستقبل أفضل.

 

رسالة الحوثيين: لا مكان للحرية

 

حملة الاعتقالات الأخيرة ليست مجرد رد فعل على دعوات الاحتفاء بثورة 26 سبتمبر، بل هي رسالة واضحة من الحوثيين لكل يمني: “لا مكان للحرية في ظل حكمنا”.

إن الحوثيين، الذين يستندون إلى الفكر العنصري الإمامي، يرون في ثورة 26 سبتمبر تهديداً مباشراً لوجودهم.. هذه الثورة التي قامت على رفض الحكم الفردي والقمع، تتناقض تماماً مع مشروع الحوثيين الذي يسعى إلى إحياء نظام يقوم على السيطرة المطلقة لفئة معينة على حساب الشعب.

 

تكرار هذه الاعتقالات والانتهاكات ضد كل من يدعو للاحتفاء بثورة 26 سبتمبر يعكس مدى خوف الحوثيين من الشعب اليمني ومن قيم الحرية والمساواة التي تمثلها هذه الثورة. إنهم يدركون أن أي تحرك شعبي يعيد إحياء ذكرى هذه الثورة هو بمثابة تهديد وجودي لهم، لأن الشعب اليمني الذي ناضل ضد الإمامة قادر على أن يناضل مجدداً ضد الحوثيين.

 

الدور المطلوب: مواجهة القمع وتوثيق الانتهاكات

 

إن الوقوف في وجه هذه الانتهاكات الحوثية يتطلب تحركاً فورياً من جميع الأطراف. على الحكومة الشرعية وجميع القوى المؤيدة للجمهورية أن تتحمل مسؤوليتها في الدفاع عن الأحرار المعتقلين وفي فضح هذه الجرائم أمام العالم. يجب توثيق كل اكل اعتقال وكل انتهاك لحقوق الإنسان تقوم به المليشيات الحوثية، لأن هذه الجرائم لن تمر مرور الكرام.

كما أن المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية مطالبة بتكثيف جهودها في تسليط الضوء على الجرائم التي ترتكبها هذه المليشيات. من غير المقبول أن تظل هذه الجرائم في الظل، بينما يعاني الأحرار داخل سجون الحوثيين من التعذيب والظلم.

كذلك ستظل ثورة 26 سبتمبر حيّة في قلوب اليمنيين، ورغم كل ما يمر به اليمن من أزمات وحروب وانقسامات، ستبقى ثورة 26 سبتمبر رمزاً خالداً للحرية والمساواة. هذه الثورة التي حررت اليمن من نظام الإمامة، لا تزال مشرقة في قلوب اليمنيين ولن تغرب.. في قلوب اليمنيين الذين يؤمنون بأن الجمهورية هي الطريق الوحيد لتحقيق العدالة والتنمية.

كذلك فإن اعتقالات الأحرار الأخيرة لن تثني الشعب اليمني عن تمسكه بقيم ثورته العظيمة. لقد حاول الأئمة من قبل إسكات صوت الحرية، لكنهم فشلوا، واليوم، ورغم كل جرائم الحوثيين، فإن الشعب اليمني لا يزال مؤمناً بأن النصر سيكون حليف الجمهورية وقيمها.

الحرية لكل معتقل بسبب دعواته للاحتفال بذكرى الثورة العظيمة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر.