الروائي اللبناني الكبير الياس خوري ..
‘يتميز أسلوب خوري بالسلاسة والعمق، حيث يدمج بين الواقع السياسي والإنساني، وهذا يجعل أعماله تعكس المأساة الفلسطينية وتجارب الحرب الأهلية اللبنانية.” الجزيره نت
صدم الوسط الثقافي العربي من أقصاه إلى أقصاه بخبر رحيل الناقد والروائي اللبناني الكبير الياس خوري امس الاحد .
إلياس خوري، القاص والروائي والناقد والكاتب المسرحي اللبناني شكل رحيله صدمة لمحبيه في الشارع الثقافي العربي
فيما تصدر خبر رحيل خوري مواقع التواصل الاجتماعي ومنصاتها، ووسائل الإعلام بمختلف أطيافها.
” توفي بعد صراع مع مرض عضال ، وأثناء مرضه الذي أمضى معظم أيامه في المستشفى، كان يتألم بسبب حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني “. حد تصريح لأحد أقاربه.
رحل خوري عن 76 عاماً ، مخلّفاً عدداً كبيراً من الروايات التي جعلته واحداً من أبرز الروائيين العرب، الذين كتبوا المقالات الأدبية والصحافية التي تدور في أغلبها حول المأساة الفلسطينية.
أحد أشهر ورواياته “باب الشمس”، التي عرضت لمجزرة صبرا وشاتيلا التي حدثت في بيروت في 16 سبتمبر من عام 1982 تحت هيمنة الاحتلال الإسرائيلي لأول عاصمة عربية. وتُرجمت الرواية إلى لغات عديدة، وحُوِّلت في عام 2004 إلى فيلم أخرجه المخرج المصري يسري نصر الله.وتُرجمت أعماله إلى الهولندية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والعبرية والإيطالية والبرتغالية والنرويجية والإسبانية والسويدية.
خوري الأكاديمي
عمل خوري أيضا في السلك الأكاديمي، إذ درّس في جامعات عدة في الولايات المتحدة ودول عربية وأوروبية، وكان أستاذا زائرا للأدب العربي الحديث والأدب المقارن في جامعة نيويورك في 2006.
جوائز
نال خوري خلال مسيرته الطويلة جوائز عربية وعالمية عدة، بينها جائزة سلطان بن علي العويس سنة 2007. كما له الكثير من الدراسات النقدية والمجموعات القصصية المتنوعة.
فاز بجائزة كتارا للرواية العربية – الدورة الثانية 2016 عن فئة الروايات العربية المنشورة عن رواية “أولاد الغيتو– اسمي آدم”. حاز في العام 2011 على وسام جوقة الشرف الإسباني من رتبة كومندور، وهو أعلى وسام يمنحه الملك خوان كارلوس، تكريماً لمساره الأدبي؛ وفاز بجائزة اليونسكو للثقافة العربية لعام 2011 تقديراً للجهود التي بذلها في نشر الثقافة.
خوري الصحفي
كان لخوري أيضا تجربة صحافية طويلة، إذ ترأس خلال الفترة من 1975 إلى 1979 تحرير مجلة “شؤون فلسطينية” بالتعاون مع محمود درويش. كما كان مدير تحرير مجلة الكرمل من 1981 إلى 1982، ومدير تحرير القسم الثقافي في صحيفة السفير من 1983 إلى 1990.واستمر خوري الذي ترأس أيضا تحرير الملحق الثقافي لجريدة النهار اللبنانية، في الكتابة حتى الأسابيع الاخيرة من حياته، رغم دخوله المستشفى ومعاناته مع المرض.
وفي مقال خطّه من سريره في المستشفى في تموز/يوليو بعنوان “عام من الألم”، استذكر خوري معاناته من “وجع لا سابق له”، وكتب “غزة وفلسطين تُضربان بشكل وحشي منذ ما يقارب العام أيضا، وهما صامدتان لا تتزحزحان. إنهما النموذج الذي أتعلم منه كل يوم حب الحياة”.
وكتب الزميل محمد حجيري رئيس القسم الثقافي في المدن اللبنانية “رحل في زمن النكسات والركام والحرائق والخواء والانهيارات. إنه يوم حزين في بيروت وفلسطين وفي الوسط الثقافي العربي. ومن المفارقات أن الياس خوري ولد في عام النكبة 1948، وآخر إصدراته كتاب “النكبة مستمرة”. الافتراض الذي ينطلق منه هو أن النكبة الفلسطينية لم تبدأ وتنته في سنة 1948، وإنما هو مسار بدأ في سنة 1948، ولا يزال مستمرًّا حتى الآن. فمنذ خمسة وسبعين عامًا وفلسطين تعيش نكبتها المستمرة التي تتخذ أشكالًا متعددة، من التطهير العرقي إلى نظام الأبارتهايد. فالصهيونية ليست أقلّ من مشروع محوٍ شاملٍ للوجود والهويَّة الفلسطينيَّيْن.’
وفي مقاله” عام على الالم كتب خوريعن فعل الكتابة في زمن الإبادة التي تشهدها فلسطين: “هو فعل مؤلم لأنك بعيد من الناس الذي تحبهم وتكتب عنهم وتتمنى أن يكونوا في سعادة وأمان، فإذ بك تكتشف أن الإسرائيليين أخذوا قراراً بإبادة الشعب الفلسطيني في غزةوالعالم يتفرج، القرار أخذه الإسرائيليون والغرب الذي قرر تحطيم هذا الشعب، وهذا ما نلاحظه من خلال اضطهاد المثقفين العرب والأجانب حول العالم لضرب الروح المعنوية للشعب الفلسطيني”.