تقارير وتغطيات

غاضبون إزاء البلطجة التي تستهدف مشروع الطاقة الشمسية في عدن

 

تخريب مشروع الطاقة الشمسية في عدن يعني استهداف للبنية التحتية ومخاطر على المستقبل

تعاني مدينة عدن، العاصمة المؤقتة لليمن، من أزمة طاقة مزمنة ألقت بظلالها على حياة المواطنين، وزادت من معاناتهم اليومية. في ظل هذه الأوضاع، شكلت محطة الطاقة الشمسية الجديدة التي افتتحت في المدينة مؤخراً بارقة أمل لسكان عدن، إذ وفرت طاقة نظيفة ومستدامة بقدرة تصل إلى 120 ميغاوات، مستعينة بأكثر من 211 ألف لوح شمسي.

 

لكن هذا المشروع العملاق في محطة البريقة لم يسلم من التخريب، إذ تعرضت أكثر من 198 لوحاً شمسياً للتلف جراء إطلاق النار العشوائي “الراجع “والرصاص الراجع. هذه الأفعال التخريبية ليست فقط تعدياً على الممتلكات العامة، بل تمثل هجوماً مباشراً على جهود توفير الطاقة البديلة للمواطنين، وتسبب خسائر مالية كبيرة، مما يهدد استدامة الخدمة التي توفرها المحطة.

تقول مصادر انزياحات أن شركة أخرى لم ترسي عليها المناقصة أرسلت بلاطجة لاستهداف الألواح الشمسية.

ومنذ بدء تشغيل المحطة قبل نحو شهرين، تتزايد المخاوف من تكرار هذه الهجمات، خاصة وأنها باتت تهدد بشكل جدي كفاءة المحطة وقدرتها على تزويد المدينة بالطاقة. المسؤولون في الشركة المشغلة للمحطة أكدوا أنهم يعملون بجد لاستبدال الألواح المتضررة والحفاظ على إنتاجية المحطة، إلا أن استمرار هذه الأعمال التخريبية يشكل تحدياًد كبيرزأمامهم.

 

إن ما يحدث في عدن هو مثال صارخ على استهداف البنية التحتية الحيوية، وهو أمر يجب أن يواجه بكل حزم. في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون من انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي وارتفاع تكاليف المعيشة، تأتي هذه الأعمال لتضيف عبئاً جديداً على كاهلهم. وبدلاً من أن تكون المحطة الشمسية حلاً لأزمة الطاقة، تحولت إلى هدف سهل لأعمال البلطجة والتخريب.

أثار الرصاص الراجع على الألواح الشمسية

 

إن إطلاق النار على الألواح الشمسية لا يمكن أن يُفسر إلا كعمل تخريبي يهدف إلى عرقلة جهود الحكومة في توفير الطاقة النظيفة للمواطنين. هذه الأفعال لا تقتصر آثارها على المحطة فقط، بل تمتد لتشمل الاقتصاد الوطني ككل، حيث تزيد من الاعتماد على الوقود التقليدي، وترفع من تكاليف إنتاج الطاقة، مما يؤثر على مختلف القطاعات الاقتصادية.

 

كما أن هذا التخريب يمثل تهديداً لمستقبل المشروع، الذي كان من المأمول أن يسهم في تحسين جودة الحياة في عدن وتقليل الانبعاثات الضارة بالبيئة. وبدلاً من ذلك، تجد المدينة نفسها مرة أخرى في مواجهة خطر فقدان مصدر مهم للطاقة، في وقت تحتاج فيه إلى كل جهد لإنعاش اقتصادها وتحقيق استقرارها.

إننا نشعر بالغضب والقلق من هذه الأفعال التخريبية التي لا تضر فقط بالمنشآت العامة، بل تهدد مستقبل المدينة بأكمله. هذه التصرفات غير المسؤولة تعكس عقلية تدميرية لا تعترف بأهمية الحفاظ على ما تحقق من إنجازات، وتسعى بدلاً من ذلك إلى تدمير كل ما هو إيجابي.

على الجهات الأمنية المختصة أن تتحرك بسرعة وفعالية لوقف هذه الأعمال التخريبية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المنشآت الحيوية. كما أن دور المجتمع المدني في التصدي لهذه الظاهرة أمر لا بد منه، حيث يجب أن يتعاون الجميع لمكافحة هذه الأعمال التي تهدد مستقبل عدن وتزيد من معاناة سكانها.

وفي الختام، لا يمكننا إلا أن نعبر عن غضبنا العميق إزاء هذه البلطجة التي تستهدف مشروع الطاقة الشمسية في عدن. إن الحفاظ على هذا المشروع وحمايته هو مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود الجميع، من مواطنين ومسؤولين، لضمان استمرار الطاقة النظيفة في تزويد المدينة بما تحتاجه من كهرباء، ولضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.