تقارير وتغطيات

مؤرخ تهامي يكشف وثائقيا بطولات المقاومة التهامية ضد الاحتلال البريطاني في الحديدة

أبرزت وثائق بريطانية تحدث عنها المؤرخ د. عبد الودود مقشر، نموذج لبطولات المقاومة التهامية التي اجترحها عشرات المقاومين من قبيلتي العبسية والقحرى ضد الإحتلال البريطاني لمدينة الحديدة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى..

و تنص الوثائق على اجتياح المقاومة التهامية مدينة الحديدة المحتلة في يوم السبت الرابع من ذي الحجة 1337هـ 30 أغسطس 1919، ممثلة في قبائل العبسية والقحرى وبمساعدة أهالي مدينة الحديدة..

وقالت الوثائق إن الحاميات البريطانية أخذت على حين غرة، عندما قامت قوة مقدرة من 250 إلى 300 من رجال القبائل التهامية، قدمت من اتجاه المراوعة بقيادة المجاهد البطل علي باري شيخ قبائل العبسية بالهجوم على معسكرات ونقاط الاحتلال البريطاني في مدينة الحديدة المحتلة..

وأوضحت أنه وبعد سيطرتهم على نقاط الحراسة في الجنوب الشرقي، انقسم المهاجمون إلى مجموعتين:- إحداهما استولت على باب مشرف في حين اتجهت المجموعة الأخرى إلى منزل الضابط السياسي الحاكم العام ريتشاردسون حيث كان مستودع الإمدادات والنقل..

وتحدثت عن انتشار المقاومة في المدينة وبمساعدة الأهالي أنفسهم، ومن خلال ذلك وصلوا إلى فيلق حاملي الجيش حيث قتلوا العشرات من هذا الفيلق، وهاجموا مخازن المؤن ووسائل النقل ومراكز التدريب، ثم تقدموا للشاطئ، واصطدموا بقوة بمعسكر الاحتلال البريطاني الأساسي المُخيّم على شاطئ الساحل.

وبعد معركة دامية وشرسة، أجبرت قوات الاحتلال البريطانية المقاومة على الانسحاب التكتيكي أمام ضراوة وقوة قصف البوارج البحرية البريطانية من البحر والمتمركزة أمام شواطئ الحديدة.

وأشارت إلى عودة المقاومة التهامية إلى المدينة، وأمام تهديد قوات الاحتلال البريطاني بتدمير ما تبقى من مدينة الحديدة وقصفها بمن فيها وإبادة الرجال والنساء والعجزة والأطفال ، وقد كان من المخطط أن تتجه تلك الوحدة العسكرية البريطانية الأخرى إلى منزل ريتشاردسون والمحطة اللاسلكية التي تم قطع الأسلاك عنها، غير أنها واجهت مقاومة عند مدخل المدينة..

وتم تعزيز جميع الوحدات العسكرية البريطانية بقوات من المستشفى التركي القديم، كما تم إرسال أربع كتائب عسكرية بريطانية أخرى من المستشفى لتعزيز المجموعة المتوجهة إلى منزل ريتشاردسون مع أوامر بالتوجه إلى المنزل وإخراج المقاومة من المدينة وقصف المدينة وإبادة ما بقي منها إذا لزم الأمر.

وتابعت أن القيادة البريطانية، أُرسلت مجموعة أخرى لقطع الإجراء الدفاعي التراجعي لرجال القبائل التهامية، والذين انسحب معظمهم بالفعل في اتجاه المراوعة كما استولى ثمانون منهم على المراكب الشراعية والقوارب البريطانية، فهربوا بها من الحامية إلى الطائف وشيخ الزرانيق أحمد فتيني جنيد…

وتحدثت الوثائق عن حصيلة المعركة بمقتل ثمانية عشر من الحامية البريطانية وجرح ثلاثة عشر منهم، حسب الوثائق البريطانية، مضيفة أنه تم العثور على حوالي ثلاثين جثة من رجال القبائل الذين تم إعدامهم بدم بارد على يد القوات المحتلة.

واختتمت أنه تم نقل عدد غير معروف من الجرحى إلى المراوعة، ليأمر الضابط آمر الحديدة إيه لو ف سميث A. Ie. Smith بإطلاق النار على ستة منهم بدم بارد أمام سكان المدينة بدعوى أن ذلك انتقاماً من تشويه القتلى البريطانيين”وتبين فيما بعد أن رجال علي باري نجحوا في التلاعب بولاء الشرطة العربية التي كانت تحرس مخازن الإمدادات والنقل والمستشفى..