تقارير وتغطيات

الحوثيون يستهدفون السفينة غروتون (GROTON) في خليج عدن

  • ينبغي على المبعوث الأممي أن يعكس وعيا حقيقيا بخطورة التهديدات التي تشكلها على أمن واستقرار المنطقة” 
  •  ليس مستبعدا وجود غواصات إيرانية هناك.

الحوثيون، بدعوى الدفاع عن القضية الفلسطينية، يرتكبون أفعالا إرهابية بامتياز ضد السفن في خليج عدن والبحر الأحمر. من هم حتى يفرضوا قراراتهم على المنطقة ويمارسوا الابتزاز السياسي باسم التضامن مع غزة؟ إن استهداف السفن التجارية، كما حدث مع السفينة غروتون،امس كما أعلنوا، ليس إلا دليلا آخر على أن هذه الجماعة الإرهابية تخدم مصالح إيران وتسعى لزعزعة الاستقرار في المنطقة.

كانت جماعة الحوثي أعلنت، السبت، استهداف سفينة في خليج عدن بصواريخ ومسيّرات، وإصابتها بشكل مباشر ودقيق، بسبب “انتهاك” الشركة المالكة لها “قرار حظر الوصول إلى موانئ” إسرائيل.

جاء ذلك في بيان صادر عن المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع.

أوضح سريع أن قوات الجماعة “استهدفت السفينة غروتون (GROTON) في خليج عدن، وذلك لانتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة”، دون مزيد من التفاصيل بشأن السفينة.

اجزاء محترقة من سفينة الحاويات غوروتون التي كانت في اتجاهها من دبي الى جدة لكنها جنحت بعد الهجوم الحوثي في خليج عدن إلى ميناء جيبوتي

وأضاف أن ” العملية نفذتها القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية (التابعة للحوثيين)، وأدت إلى إصابة السفينة بشكل دقيق ومباشر”.

 

ولفت سريع، إلى أن “هذا الاستهداف الثاني للسفينة بعد استهدافها في الثالث من أغسطس/ آب الجاري”.

وتابع: “قواتنا نجحت في منع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر وكذلك فرض قرار حظر الملاحة في منطقة العمليات المعلن عنها على كافة السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي”.

وتضامنا مع غزة التي تواجه حربا إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي.

ومنذ مطلع العام الجاري، يشن تحالف تقوده الولايات المتحدة غارات يقول إنها تستهدف “مواقع للحوثيين” في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجماتها البحرية ، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.

ومع تدخل واشنطن ولندن واتخاذ التوتر منحى تصعيديا في يناير/ كانون الثاني، أعلنت جماعة الحوثي أنها باتت تعتبر كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.

هكذا إذا في الوقت الذي تزعم فيه جماعة الحوثيين التصدي لإسرائيل، يجلبون الخراب لليمن ويهددون أمن الملاحة الدولية. هذه ليست مقاومة؛ بل إرهاب صارخ يستهدف الأبرياء ويعرض حياة المدنيين للخطر. أما ما يدّعونه من نجاح في منع الملاحة الإسرائيلية فهو مجرد محاولة بائسة لإثبات الوجود، بينما هم في الحقيقة أدوات تخريبية تخدم أجندات خارجية، بعيداً كل البعد عن مصلحة اليمنيين وقضيتهم الوطنية.

إن العالم بأسره يجب أن يدرك خطورة هذه الميليشيات العميلة لإيران، والتي لا تكتفي بتدمير اليمن، بل تسعى لنشر الفوضى في البحر الأحمر وخليج عدن، مهددة بذلك الاقتصاد العالمي وأمن الملاحة الدولية. التضامن مع غزة لا يكون بتدمير اليمن ولا بتهديد طرق التجارة العالمية، بل بالعمل الحقيقي والدعم الإنساني.

ينبغي على المبعوث الأممي بموقف قوي تجاه هذه الميليشيات العميلة .. يجب أن يعكس وعيا حقيقيا بخطورة التهديدات التي تشكلها على أمن واستقرار المنطقة. . إن مثل هذه المبادرات في فضح أفعال الحوثيين وإبراز دورهم المدمر يعزز الوعي الدولي بمخاطرهم، ويساهم في خلق زخم أكبر لدعم جهود استعادة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة. .

صورة توضح تأثر سفينة غوروتون

 

ويبقى السؤال:كيف وصلت القوات البحرية الحوثية إلى خليج عدن ؟

ليس مستبعدا وجود غواصات إيرانية هناك.

 

وصول الحوثيين إلى خليج عدن يثير الكثير من التساؤلات حول مدى الدعم الذي يتلقونه والتقنيات التي يمتلكونها. بالنظر إلى تعقيدات النزاع في اليمن، من الممكن أن تكون هناك عدة عوامل ساهمت في تمكين الحوثيين من الوصول إلى هذه المنطقة الاستراتيجية.

بالنسبة لفكرة وجود غواصات إيرانية، فهي ليست مستبعدة تماما، خاصة إذا نظرنا إلى العلاقات الوثيقة بين الحوثيين وإيران. إيران قد تقدم دعما لوجستيا وعسكريا متنوعا للحوثيين، ما هو مؤكد أن الحوثيين يستفيدون من الدعم الإيراني بطرق مختلفة، سواء من خلال تهريب الأسلحة أو التدريب أو حتى التوجيهات الاستراتيجية. هذه الأنشطة قد تشمل أيضا استخدام تقنيات بحرية متقدمة كالغواصات تمكنهم من تهديد حركة الملاحة في منطقة خليج عدن، والتي تعد من أهم الممرات البحرية العالمية.