دعا المستشار الثقافي في سفارتنا في اثيوبيا الكاتب جمال أنعم، إلى إعادة اكتشاف الذات اليمنية وتأكيد المسئولية الوطنية بتعهد تاريخها والاشتغال على ميراثها الهائل والباعث على اليقظة، بحثا ودراسة وتنقيبا وجمعا وحفظا ورعاية وحماية.
وطالب أنعم في محاضرة نظمها فرع الهيئة العامة للكتاب بمحافظة مأرب الخميس- بإعادة إحياء كل الرمزيات التاريخية الوطنية وحشدها في الصراع ضد المليشيات الحوثية التي تستهدف نسف هوية اليمن وإحياء رموزها الخرافية البالية وإسقاط الوعي الجمهوري وكل ما يمت للجمهورية بصلة.
واستعرض الرحلات الاستكشافية التي نقبت في تراث وآثار مأرب عبر التاريخ، داعيًا إلى الوقوف على سياقات وظروف تلك الرحلات، وأنماط الحكم، ومستويات القطيعة، والعلاقة بالآخر، وبالعالم الخارجي، وما كتب من ملاحظات وانتقادات حول تلك الرحلات وطبيعتها وتوجهات بلدانها وما أسفرت عنه من نتائج ودراسات.
وتطرق جمال أنعم في الفعالية النوعية التي احتضنتها جامعة إقليم سبأ، إلى مركزية مأرب وحضورها المحوري الفاعل والمؤثر وأدوارها الحضارية الممتدة، لافتا إلى أهمية الوقوف على رمزيات مأرب الملهمة عند استقراء أدوارها الفارقة في الماضي والحاضر حسب تعبيره.
ودعا أنعم إلى تكريس الوعي بالوجود المحوري والمركزي لليمن ومأرب خاصة، وتعميق الوعي بالذات اليمنية والنظر إليها من خلال تتبع تلك الجهود المتواصلة والأسفار المضنية والقاسية الباحثة عن اليمن منذ البدايات.
ووسط حضور نوعي من الأكاديميين والإعلاميين والمهتمين؛ شدد جمال أنعم على أهمية “ترميم الروح والذاكرة الفردية والجمعية ومكافحة ما تحدثه الحروب من تصدعات وشروخ وتشوهات نفسية وعقلية وإضطراب في رؤية الذات لنفسها ولعلاقتها بواقعها ومحيطها وماضيها وحاضرها والمستقبل”.
وطالب في الوقت ذاته بالوقوف على أهم الأدوار التي أسست لعلم الآثار في اليمن وأسهمت في إنشاء الكليات والجامعات والمراكز المتخصصة، لافتا إلى أهمية تكريم الرحالة المغامرين وتسليط الضوء تجاربهم وتضحياتهم، وخلق حالة من التواصل وإعادة فتح قنوات مع الدول الأوروبية والجامعات والمؤسسات المعنية تعزز استئناف الاهتمام المشترك بالآثار اليمنية وحمايتها من التخريب والاندثار والتهريب والضياع.