تحليل يبحث في لقاء المبعوث الأممي مع مسؤولين عمانيين وقيادات حوثية في عمان ؟
متابعات
اختتم المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، زيارة إلى مسقط، حيث عقد اجتماعات مع كبار المسؤولين العمانيين. خلال إجتماعته، أعرب غروندبرغ عن تقديره للدور العماني في تعزيز جهود الأمم المتحدة لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن.
كما التقى غروندبرغ مع كبير مفاوضي أنصار الله، محمد عبد السلام، حيث أكّد على الحاجة الملحة لخفض التصعيد في جميع أنحاء اليمن. وشدّد على أهمية وضع مصالح اليمنيون في المقدمة ودعا إلى حوار بنّاء.
وخلال جميع لقاءاته ، كرر المبعوث الأممي الدعوة العاجلة للأمين العام للأمم المتحدة للإفراج الفوري وغير المشروط عن موظفي الأمم المتحدة المحتجزين.
ماوراء الأفق ؟!
المحرر السياسي
*قد تكون هناك محاولة جديدة لتحريك مسار المفاوضات السياسية بين الأطراف اليمنية، خاصة إذا نجحت عمان في إقناع الحوثيين بتقديم تنازلات معينة.
……….
يُعد الاجتماع الأخير للمبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، في سلطنة عمان جزءا من سلسلة طويلة من الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إيجاد حل للصراع اليمني المستمر. ومع ذلك، يثير اختيار سلطنة عمان كموقع لهذا الاجتماع العديد من التساؤلات، خاصة وأن عمان ليست جزءا من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
***
دور سلطنة عمان في الأزمة اليمنية:
لطالما لعبت عمان دورا مميزا في السياسة الإقليمية والخارجية، قائما على مبدأ الحياد وعدم التدخل المباشر في الصراعات العسكرية. ومع ذلك، فإنها تحتفظ بعلاقات جيدة مع جميع الأطراف المعنية بالصراع اليمني، بما في ذلك جماعة الحوثي، وهذا ما يجعلها وسيطا محتملا وفعالا في أي محادثات سلام. في هذا السياق، يبرز دور عمان كوسيط يمكن أن يقرب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، خصوصا وأنها تستضيف قيادات من جماعة الحوثي على أراضيها.
***
الأسباب وراء الاجتماع في عمان:
قد يكون هناك عدة أسباب وراء عقد الاجتماع في مسقط. أولاً، تسعى الأمم المتحدة دائما إلى اختيار مكان محايد وآمن لضمان مشاركة جميع الأطراف في المفاوضات، وعمان تحقق هذا الشرط بامتياز. ثانيا، لعمان تاريخ طويل من الوساطات الناجحة في المنطقة، مما يعزز من فرصها في تقريب وجهات النظر وإيجاد حلول وسطى. ثالثا، قد يكون هذا الاجتماع جزءا من جهود الأمم المتحدة للتواصل مع الحوثيين عبر وسيط موثوق به من قبلهم، نظرًا للعلاقات المتينة بين عمان والحوثيين.
***
الأفق القادم:
إن الاجتماع في عمان يعكس أهمية الوساطات الإقليمية في حل النزاعات الدولية، كما يُبرز الدور الذي يمكن أن تلعبه الدول المحايدة في تسهيل المفاوضات وتعزيز فرص السلام. ومع ذلك، يبقى النجاح في هذه الجهود مرهونا بمدى استعداد الأطراف اليمنية لتقديم تنازلات حقيقية ووضع مصلحة الشعب اليمني فوق أي اعتبارات أخرى.
بناءً على هذا الاجتماع، يمكن توقع عدة سيناريوهات. من جهة، قد تكون هناك محاولة جديدة لتحريك مسار المفاوضات السياسية بين الأطراف اليمنية، خاصة إذا نجحت عمان في إقناع الحوثيين بتقديم تنازلات معينة. ومن جهة أخرى، قد يُشير الاجتماع إلى تحركات دبلوماسية خلف الكواليس تهدف إلى إيجاد صيغة توافقية جديدة بين الأطراف المتنازعة، خصوصًا مع تزايد الضغوط الدولية والإقليمية لوقف التصعيد العسكري وتحقيق السلام.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تعيق التوصل إلى اتفاق شامل، من بينها الخلافات العميقة بين الأطراف المعنية وانعدام الثقة المتبادل. على الرغم من ذلك، يبقى الأمل قائماً في أن تلعب عمان دورًا حاسمًا في تقريب وجهات النظر وإيجاد حل للصراع الذي دمر اليمن على مدى السنوات الماضية.