تقارير وتغطيات

توجه جاد نحو تحقيق الاستقرار في تعز التي تعاني من تحديات أمنية متفاقمة

 

 

رئيس مجلس القيادة يعقد اجتماعا باللجنة الامنية في تعز

انزياحات- سبأ 

عقد فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، القائد الاعلى للقوات المسلحة، ومعه عضو المجلس الدكتور عبدالله العليمي، والشيخ عثمان مجلي، اجتماعا باللجنة الامنية في محافظة تعز، وذلك بحضور مستشار رئيس مجلس القيادة لشؤون الدفاع والامن الفريق الركن محمود الصبيحي، ووزير الداخلية اللواء ابراهيم حيدان، ومحافظ المحافظة نبيل شمسان رئيس اللجنة.

 

‏‎واستمع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وعضوا المجلس، كما أوردت وكالة سبأ الى احاطة من محافظ تعز، والقيادات العسكرية، والامنية، حول الاوضاع في المحافظة، والخطط المعتمدة لتطوير اداء اجهزة الامن، والدعم المطلوب لتعزيز دورها في حماية السكينة العامة، وانفاذ سيادة القانون.

 

ونوه رئيس مجلس القيادة الرئاسي بجهود ابناء القوات المسلحة والامن في محافظة تعز وتضحياتهم الجسيمة في التصدي لهجمات المليشيات الحوثية العميلة للنظام الايراني، وملاحقة وضبط خلاياها، وعناصر التنظيمات الارهابية المتخادمة معها.

 

حضر الاجتماع مدير مكتب القائد الاعلى اللواء الركن احمد العقيلي

 

 

المحرر السياسي

توجه جاد نحو تحقيق الاستقرار في تعز التي تعاني من تحديات أمنية متفاقمة

  •  الاجتماع الأخير للجنة الأمنية بحضور رئيس مجلس القيادة الرئاسي يشير إلى التزام القيادة السياسية بتحقيق الاستقرار في تعز، لكنه أيضا يبرز حجم التحديات التي يجب مواجهتها.

…………

اجتماع الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، باللجنة الأمنية في محافظة تعز الثلاثاء يكتسب أهمية كبيرة، ليس فقط لما يحمله من أبعاد سياسية وأمنية، بل أيضا لما يرمز إليه من توجه جاد نحو تحقيق الاستقرار في المحافظة التي تعاني من تحديات أمنية متفاقمة

نتيجة استمرار الصراع مع المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، والتوترات الناجمة عن تفشي الفوضى والعناصر الخارجة عن القانون.

***

السياق الأمني في تعز

 

تعز، التي كانت وما زالت واحدة من أبرز ساحات الصراع في اليمن، تواجه منذ سنوات ضغوطًا هائلة نتيجة الهجمات المتواصلة من المليشيات الحوثية، إلى جانب التوترات الداخلية والخارجين عن القانون الذين يستغلون حالة الفوضى لفرض أجنداتهم. هذه الظروف المعقدة تجعل من الصعب تحقيق استقرار مستدام في المحافظة، وتفرض تحديات كبيرة أمام الأجهزة الأمنية.

***

أهمية الاجتماع في هذا التوقيت

 

يأتي الاجتماع في وقت حساس، حيث تزايدت المخاوف من احتمال تصاعد العنف والفوضى في تعز، في ظل تحركات المليشيات الحوثية المتواصلة ومحاولاتها لفرض سيطرتها على مناطق جديدة. ومن جهة أخرى، تشكل العناصر الخارجة عن القانون تهديدًا كبيرا لاستقرار المحافظة، خصوصا لو تحالفت مع الميليشيات ،حيث تعيق جهود الأجهزة الأمنية في بسط سيادة القانون وحماية المواطنين.

 

رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، ومن خلال إشرافه المباشر على هذا الاجتماع، يعكس إدراك القيادة اليمنية لأهمية محافظة تعز، ليس فقط كجزء من الخارطة الجغرافية اليمنية، ولكن أيضا كمحور رئيسي في الصراع الوطني ضد الحوثيين. إن إشراك القيادات الأمنية والعسكرية والمحلية في هذا الاجتماع يشير إلى رغبة حقيقية في توحيد الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار في المحافظة.

***

التحديات الأمنية وخطط المواجهة

 

استعراض الأوضاع الأمنية في تعز والخطط المعتمدة لتطوير أداء أجهزة الأمن خلال الاجتماع يوضح أن هناك فهما عميقا من قبل القيادة اليمنية لطبيعة التحديات التي تواجهها المحافظة. يُبرز الحديث عن الدعم المطلوب لتعزيز دور أجهزة الأمن، ضرورة توفير الموارد والتدريب المناسب لهذه الأجهزة، حتى تتمكن من التعامل بفعالية مع التهديدات المتعددة التي تواجهها.

 

من الناحية العملية، يمكن تلخيص التحديات الرئيسية التي تواجهها تعز في النقاط التالية:

 

1. الهجمات المستمرة من المليشيات الحوثية: تعز تقع على خطوط التماس مع الحوثيين، مما يجعلها هدفا دائما لهجماتهم. هذه الهجمات لا تستنزف فقط القوات المسلحة في المحافظة، بل تؤثر أيضا على المدنيين وتزيد من معاناتهم.

 

2. الخارجون عن القانون والعناصر الإرهابية: تعاني تعز من وجود خلايا إرهابية وعناصر خارجة عن القانون تسعى لاستغلال الوضع الأمني الهش لتحقيق مصالحها. هذه العناصر تعيق جهود تحقيق الاستقرار وتضعف من هيبة الدولة.

 

3. التحديات الاقتصادية والاجتماعية: الفقر والبطالة وانتشار السلاح، كلها عوامل تسهم في تعقيد الوضع الأمني في تعز. كما أن هذه التحديات تجعل من الصعب على السلطات المحلية تنفيذ برامج التنمية التي من شأنها تعزيز الاستقرار.

***

الخطوات نحو الاستقرار

 

تعتمد جهود استقرار تعز على مجموعة من العوامل المتكاملة التي يجب أن تتضافر لتحقيق الأهداف المرجوة. يمكن تلخيص هذه الخطوات في الآتي:

 

1. تعزيز قدرات الأجهزة الأمنية: يتطلب ذلك توفير الموارد المالية والبشرية، وتحديث المعدات والتكنولوجيا المستخدمة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتلقى الأجهزة الأمنية تدريبات متقدمة لتمكينها من التعامل مع التهديدات المستجدة، بما في ذلك تهديدات الإرهاب والخارجين عن القانون.

 

2. تكثيف الجهود الاستخباراتية: لضبط الخارجين عن القانون وعناصر المليشيات الحوثية والخلايا الإرهابية، من الضروري تعزيز العمل الاستخباراتي وجمع المعلومات. يمكن لهذا الأمر أن يسهم في إحباط الهجمات قبل وقوعها وملاحقة العناصر المتورطة في الأعمال الإجرامية.

 

3. التنسيق مع التحالف العربي والمجتمع الدولي: دعم التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات يعد عنصرا اساسيا في تعزيز جهود الاستقرار في تعز. هذا الدعم يمكن أن يكون ماديًا ولوجستيًا، أو من خلال توفير الخبرات الأمنية والعسكرية. كما أن المجتمع الدولي يجب أن يستمر في تقديم الدعم الإنساني والاقتصادي لتعز، وتجنب أي خطوات يمكن أن تؤدي إلى إضعاف الحكومة الشرعية لصالح المليشيات.

 

4. مكافحة الفساد وتعزيز حكم القانون: الفساد هو أحد أكبر التحديات التي تواجه المؤسسات الأمنية في تعز. مكافحة الفساد وتعزيز حكم القانون من شأنه أن يزيد من ثقة المواطنين في الأجهزة الأمنية، ويساهم في بناء جسور الثقة بين السلطة والمجتمع المحلي.

 

5. إشراك المجتمع المحلي: الاستقرار الدائم لا يمكن تحقيقه دون إشراك المجتمع المحلي في عملية صنع القرار. يجب أن تكون هناك قنوات اتصال مفتوحة بين السلطات المحلية والمواطنين، لضمان فهم التحديات والاحتياجات الفعلية لسكان تعز، والعمل معًا على حل المشكلات.

**”

الاجتماع الذي عقده الرئيس الدكتور رشاد العليمي باللجنة الأمنية في تعز يعد خطوة إيجابية نحو تعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة. إلا أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب جهودًا متواصلة وإرادة سياسية قوية، إلى جانب دعم من التحالف العربي والمجتمع الدولي. تعز تقف على أعتاب مرحلة جديدة، يمكن أن تكون بداية لتحسن الأوضاع، لكنها تحتاج إلى دعم متكامل من جميع الأطراف المعنية لتحقيق ذلك.

***

هل يمكن أن تستقر تعز؟

 

استقرار تعز ليس بالأمر السهل، لكنه أيضا ليس مستحيلا. يتطلب ذلك جهودًا كبيرة وتنسيقا مستمرا بين مختلف الأطراف المعنية. الاجتماع الأخير للجنة الأمنية بحضور رئيس مجلس القيادة الرئاسي يشير إلى التزام القيادة السياسية بتحقيق الاستقرار في تعز، لكنه أيضا يبرز حجم التحديات التي يجب مواجهتها.

 

يمكن القول إن تعز قد تشهد تحسنا في الوضع الأمني إذا تم تنفيذ الخطط الأمنية الموضوعة بدقة وفعالية، وتم توفير الدعم المطلوب للأجهزة الأمنية. كما أن التعاون مع المجتمع المحلي والعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية سيكون له دور كبير في تحقيق استقرار طويل الأمد.