تقارير وتغطيات

الصين قلقة تجاه مسألة أمن البحر الأحمر

 

 

فيما يتعلق بالعلاقات مع الحوثيين، أوضح شاو أن الصين تحتفظ بقنوات اتصال مع هذه الجماعة من أجل فهم نواياهم ودفعهم نحو السلام.

أحد المحاور البارزة في الحوار كان مسألة أمن البحر الأحمر، حيث أدان شاو الاستهداف العسكري للسفن التجارية في هذه المنطقة، داعياً الحوثيين إلى وقف هذه العمليات.

اشار إلى أن بلاده مهتمة بتوسيع نطاق استثماراتها في اليمن بمجرد تحقيق الاستقرار، مع التركيز على مشاريع إعادة الإعمار والبنية التحتية.

رغم أن الصين تحافظ على علاقات مع مختلف الأطراف، فهي تُولي اهتماماً خاصاً بالحكومة الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي.

أكد أن الصين لديها قدرات كبيرة في تطوير مشاريع الطاقة الشمسية، وهي مستعدة لنقل هذه الخبرات إلى اليمن بما يسهم في تحسين وضع الطاقة وتعزيز التنمية المستدامة.
…………

تقارير وتغطيات
انزياحات

في هذا حوار مع القائم بأعمال سفير الصين لدى اليمن، شاو تشنغ، والذي أجرته جريدة «الشرق الأوسط»، يكتم تسليط الضوء على الدور الصيني في اليمن والموقف الصيني من الأطراف المختلفة هناك. السفير تشنغ أوضح أن بلاده تعمل بالتواصل مع جميع الأطراف لدعم الحل السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة، وأشاد بالجهود السعودية لتحقيق السلام في البلاد. كما أشار إلى التنسيق الصيني مع الدول الإقليمية لتحقيق السلام في البحر الأحمر وأكد على أهمية ضمان أمن الملاحة البحرية.

بالإضافة إلى ذلك، تحدث السفير عن العلاقات الثنائية بين الصين واليمن وأكد أن التعاون بين البلدين يتوسع ليشمل مجالات جديدة، مثل الطاقة النظيفة، معرباً عن تفاؤله بمستقبل هذه العلاقات.في مقابلة أجرتها صحيفة “الشرق الأوسط” مع القائم بأعمال سفير الصين لدى اليمن، شاو تشنغ، تناولت القضايا الرئيسية المتعلقة بموقف الصين ودورها في اليمن، بالإضافة إلى موقفها من الأطراف المتنازعة، ومستقبل العلاقات الصينية-اليمنية. أدلى شاو بتصريحات مهمة تبيّن الموقف الصيني من الحرب في اليمن، ودورها المتزايد في دعم جهود السلام واستقرار المنطقة.

القائم بأعمال السفير الصيني لدى اليمن
القائم بأعمال السفير الصيني لدى اليمن

الدور الصيني في اليمن

بدأ السفير الصيني بالتأكيد على دعم بلاده للحل السياسي في اليمن، مشيراً إلى أن الصين تتواصل مع كافة الأطراف اليمنية، بما في ذلك الحوثيون، لتحقيق السلام الذي تقوده الأمم المتحدة. ورغم أن الصين تحافظ على علاقات مع مختلف الأطراف، فهي تُولي اهتماماً خاصاً بالحكومة الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي. وأكد شاو أن موقف بلاده ثابت في دعم الحكومة اليمنية، معبراً عن أمله في أن تجلس جميع الأطراف على طاولة المفاوضات في المستقبل القريب.

الموقف من الصراع الإقليمي

من خلال تصريحاته، أبدى شاو تشنغ تقديره للدور الإيجابي الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في دعم جهود السلام في اليمن. وقد شدد على أهمية التعاون مع القوى الإقليمية لتحقيق الاستقرار في البحر الأحمر، مبرزاً التنسيق الصيني مع المملكة لتحقيق هذا الهدف. أضاف شاو أن بلاده تنظر إلى السعودية كشريك مهم، معبراً عن احترامه الشخصي للسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، الذي وصفه بـ”الصديق العزيز”.

أحد المحاور البارزة في الحوار كان مسألة أمن البحر الأحمر، حيث أدان شاو الاستهداف العسكري للسفن التجارية في هذه المنطقة، داعياً الحوثيين إلى وقف هذه العمليات. كما أشار إلى أن استمرار هذه الهجمات يؤدي إلى خسائر كبيرة للعديد من الدول، ويزيد من تكاليف التأمين على البضائع، مما يؤثر على سلاسل التوريد العالمية. هنا، بدا واضحاً أن الصين تدرك حجم التهديدات التي تتعرض لها مصالحها التجارية في المنطقة، وتسعى للتنسيق مع الدول الإقليمية لضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر.

العلاقات مع الحوثيين

فيما يتعلق بالعلاقات مع الحوثيين، أوضح شاو أن الصين تحتفظ بقنوات اتصال مع هذه الجماعة من أجل فهم نواياهم ودفعهم نحو السلام. كما دعا الحوثيين إلى الامتناع عن استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، وهو تحذير يأتي في إطار رغبة الصين في الحفاظ على استقرار المنطقة وضمان أمن مصالحها الاقتصادية. من خلال هذه التصريحات، يبدو أن الصين تتبنى سياسة براجماتية قائمة على التواصل مع جميع الأطراف بهدف دفع عملية السلام، حتى وإن كانت تحافظ على مسافة من الحوثيين.

التعاون الاقتصادي والطاقة النظيفة

تناول الحوار أيضاً البعد الاقتصادي للعلاقات الصينية-اليمنية. فقد أشار شاو إلى أن بلاده تسعى لتعزيز التعاون الاقتصادي، أشار السفير الصيني شاو تشنغ أيضا إلى أن بلاده مهتمة بتوسيع نطاق استثماراتها في اليمن بمجرد تحقيق الاستقرار، مع التركيز على مشاريع إعادة الإعمار والبنية التحتية. وأعرب عن تطلع الصين إلى دعم اليمن في تطوير مجالات الطاقة النظيفة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. وأكد أن الصين لديها قدرات كبيرة في تطوير مشاريع الطاقة الشمسية، وهي مستعدة لنقل هذه الخبرات إلى اليمن بما يسهم في تحسين وضع الطاقة وتعزيز التنمية المستدامة.

وفي إطار حديثه عن التعاون الاقتصادي، شدد شاو على أهمية تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين بمجرد انتهاء النزاع وتحقيق السلام. وأشار إلى أن الصين، بصفتها أكبر شريك تجاري لكثير من دول المنطقة، ترى في اليمن شريكاً استراتيجياً يمكن أن يلعب دوراً مهماً في التجارة الدولية، نظراً لموقعه الجغرافي الاستراتيجي على البحر الأحمر وقربه من مضيق باب المندب، الذي يُعد أحد أهم الممرات المائية في العالم. أكد السفير الصيني أن استقرار اليمن سيعزز فرص التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، مما سيفتح آفاقاً واسعة أمام الاستثمارات الصينية في قطاعات متعددة، منها البنية التحتية، النقل، والطاقة.

وأشار إلى أن الصين تنظر إلى اليمن كجزء من مبادرة “الحزام والطريق”، التي تسعى لتعزيز الروابط التجارية والاقتصادية عبر آسيا وأفريقيا وأوروبا. وأكد شاو أن اليمن يمكن أن يكون محوراً مهماً في هذه المبادرة بمجرد تحقيق الاستقرار والسلام.

في الختام، عبّر السفير عن التزام الصين بتقديم الدعم اللازم لليمن، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، وذلك من خلال تعزيز الشراكات القائمة والمساهمة في إعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب. كما أكد أن الصين ستواصل جهودها في التواصل مع كافة الأطراف لتعزيز الحلول السلمية والبحث عن مسارات دائمة لإنهاء الصراع وضمان مستقبل مستقر ومزدهر لليمن.