في ظلّ أزمة إنسانية حادة ومستفحلة في اليمن، كشفت الأمم المتحدة عن ارتفاع حاد في حالات الإصابة بالكوليرا لتصل إلى أكثر من 172 ألف حالة، مع تسجيل 668 حالة وفاة منذ بداية العام الجاري. هذا الارتفاع الكارثي يأتي في وقت يعاني فيه اليمنيون من أزمة صحية تتفاقم يوماً بعد يوم، مع استمرار الأوضاع المعيشية المتدهورة وانهيار النظام الصحي.
وفي الوقت الذي يحتاج فيه الشعب اليمني إلى مساعدات إنسانية عاجلة، تستمر جماعة الحوثي في عرقلة وصول هذه المساعدات الحيوية. فقد أشارت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إلى تصاعد الهجمات الحوثية على موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني، مما يزيد من تعقيد الأزمات التي تواجه البلاد. من بين هذه الهجمات، اقتحام مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في صنعاء، والسيطرة عليه بالقوة، إضافة إلى حملة اعتقالات واسعة طالت موظفي الأمم المتحدة ومنظمات دولية ومحلية.
إنّ هذه العراقيل الحوثية لا تؤدي فقط إلى زيادة تفشي الكوليرا، بل تُفاقم من معاناة الشعب اليمني الذي يكافح من أجل الحصول على أبسط حقوقه في الغذاء والماء والعلاج. فإلى متى سيستمر هذا الوضع المأساوي دون تدخل حاسم يضع حداً لهذه التجاوزات؟ وهل ستبقى الإنسانية مكتوفة الأيدي أمام انتهاكات تعصف بأرواح الآلاف في اليمن؟
على المجتمع الدولي أن يضغط بشكل أكبر على جماعة الحوثي لإنهاء هذه العراقيل فوراً، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين دون تأخير. فالأرواح البريئة التي تُزهق يومياً جراء هذه الممارسات لا تتحمل مزيداً من التجاهل أو التسويف.