في لحظات تاريخية ومفعمة بالفرح، تعيش مدينة تعز، التي كاد الحوثيون يقهرونها، أزهى أيامها بزيارة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي. لقد اعتبر مجلس المقاومة الشعبية في تعز هذه الزيارة خطوة تاريخية غير مسبوقة، كونها الأولى منذ انقلاب الحوثيين على الشرعية. تعز، التي كانت مهد المقاومة الشعبية، تحطمت عند أسوارها جحافل الانقلاب، وسطر أبناؤها ملاحم بطولية في الدفاع عن الجمهورية والكرامة.
وفي بيان صادر عن المجلس، أكّدوا أن تعز دفعت ثمناً غالياً لدورها الريادي في مواجهة الحوثيين، حيث عانت من دمار واسع في بنيتها التحتية وواجهت ظروفاً إنسانية صعبة. المجلس شدد على أن استكمال تحرير تعز وإقليم الجند هو بوابة لتحرير كامل اليمن، مؤكدين أهمية تقديم الدعم اللازم للجيش الوطني والمقاومة الشعبية لتحرير المحافظة ورفع الحصار عنها، مشيرين إلى أن أي مفاوضات مع الحوثيين لن تؤدي إلا إلى استسلام اليمنيين أمام المشروع الإيراني.
وفي ظل هذه الزيارة التاريخية، تجدد الأمل في نفوس أبناء تعز الذين تحملوا معاناة طويلة نتيجة الحصار والقصف المتواصل من قبل ميليشيا الحوثي. حيث أعادت زيارة الرئيس العليمي الزخم لقضيتهم، ورفعت من معنوياتهم التي ظلت صامدة طوال سنوات من النضال في وجه الانقلاب.
تعز لم تكن مجرد ساحة..تعز كانت تختصر أحزان اليمن بأكملها، وهي التي عاشت في ظل حصار خانق، ودمرت البنية التحتية فيها، وتفاقمت فيها معاناة المدنيين في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية. رغم كل ذلك، لم تنكسر إرادة أهلها، وظلت رمزًا للمقاومة والصمود في وجه ميليشيا الحوثي.
زيارة الرئيس العليمي اليوم لا تأتي فقط لدعم معنوي، بل تحمل في طياتها وعوداً بمستقبل أفضل لتعز، ولليمن ككل. فهي إشارة قوية إلى أن القيادة الشرعية لا تنسى معاقل المقاومة ولا تنسى تضحيات أبناء تعز الذين كانوا في طليعة الدفاع عن الجمهورية. المجلس شدد أيضًا على ضرورة تحويل هذه الزيارة إلى خطوات ملموسة تترجم على الأرض من خلال تعزيز قدرات الجيش الوطني والمقاومة، والعمل على استعادة السيطرة ورفع الحصار، ليعيش أبناء تعز في أمان واستقرار بعد سنوات طويلة من الألم والمعاناة.
وفي النهاية، تبقى تعز شاهداً حياً على النضال الوطني، وزيارة الرئيس العليمي ليست سوى البداية نحو تحرير كامل التراب اليمني وإعادة بناء الدولة اليمنية على أسس الحرية والكرامة.