البحسني يستخدم انتقادات علنية لتحقيق أهداف سياسية خاصة
اعترض على قرار رئيس المجلس رشاد العليمي بشأن تشكيل لجنة لحل مشاكل محافظة حضرموت
أبدى عضو مجلس القيادة الرئاسي، فرج البحسني، اليوم الأربعاء، اعتراضه على قرار رئيس المجلس رشاد العليمي، بشأن تشكيل لجنة لحل مشاكل محافظة حضرموت، شرقي اليمن.
وقال البحسني على حسابه بمنصة إكس: “لا جدوى ولا فائدة من تشكيل لجان لحل مشاكل حضرموت بهذا الشكل يا فخامة الرئيس د. رشاد العليمي، فذلك يُدعتبر تمييعا لقضايا المحافظة وضياعًا للوقت، وأيضًا فشلًا في مواجهتها بجدية”.
وأضاف أن “الحل يكمن في اتخاذ قرارات مباشرة من قبلكم لتلبية مطالب حضرموت أو الدعوة لاجتماع طارئ لأعضاء مجلس القيادة الرئاسي لمناقشة الأزمة والوقوف أمامها بجدية وحزم، على أن تُصدر عن الاجتماع قرارات تحسم ما يجري في المحافظة. غير ذلك، لن يجدي نفعا”.
وكان رئيس مجلس القيادة وجه اليوم الأربعاء، بتشكيل لجنة رئاسية للنظر في مطالب أبناء محافظة حضرموت، والرفع بمقترحات حلها وفقا للقانون، وذلك بناء على الالتزامات والتفاهمات المعلنة مع السلطة المحلية، والمكونات السياسية في المحافظة، إبان زيارة الرئيس أواخر يوليو الماضي.
وضمت اللجنة بحسب وكالة الأنباء الرسمية سبأ، الدكتور سالم احمد الخنبشي، و الوزيرين سالم بن بريك، و طارق العكبري، و الشيخ صالح سالم العامري، والشيخ عبد الله صالح الكثيري، واللواء عبد الرحيم احمد عتيق، والشيخ معروف بن عبدالله باعباد، والشيخ صالح بن عمر الشرفي، والدكتور محمد سالم باهبري.
وقالت الوكالة إن التوجيهات تأتي “بناء على التفاهمات المعلنة خلال الزيارة الرئاسية الاخيرة لمحافظة حضرموت، وتجسيدا للمسؤولية الوطنية، والرغبة باشراك كافة المكونات في المساهمة على تجاوز تداعيات الازمة التمويلية الراهنة في المحافظة التي تسببت بها هجمات المليشيات الحوثية الارهابية على المنشآت النفطية، وخطوط الملاحة الدولية”.
وأضافت أن “رئيس مجلس القيادة عبر عن تقديره واخوانه اعضاء المجلس لجهود السلطة المحلية، والمكونات السياسية في تعزيز وحدة الصف، والنأي بالمحافظة عن أي توترات أو خلافات بينية، والتفرغ لتنميتها، وتخفيف معاناة مواطنيها، مؤكدا في هذا السياق حرص مجلس القيادة والحكومة على تعزيز أمن واستقرار حضرموت وتلبية تطلعات أبنائها كنموذج يحتذى على كافة المستويات”.
يعد هذا أول اعتراض علني من البحسني على قرارات الرئيس العليمي، وجاء بعد اختفاء الأول بشكل مريب لعدة أشهر، بدا واضحا حال زيارة العليمي الأخيرة للمكلا، وسط أحاديث عن خلافات بينه وبين الرئيس دفعته للغياب عن تلك الزيارة.
ومؤخراً ظهر البحسني في الولايات المتحدة الأمريكية حيث قالت وسائل إعلام رسمية إنه سافر في رحلة علاجية، حيث استقبله المبعوث الأمريكي الى اليمن تيموثي ليندركينج، وسفير بلادنا في واشنطن محمد الحضرمي في مبنى السفارة.
يبدو أن فرج البحسني يستخدم انتقادات علنية لتحقيق أهداف سياسية خاصة، وخاصة أن توقيت اعتراضه على قرار الرئيس رشاد العليمي يأتي بعد فترة طويلة من الغياب. الحديث عن تشكيل اللجان كوسيلة لتبديد الوقت والتميع قد يكون صحيحًا في بعض الأحيان، ولكن من الواضح أن البحسني يثير هذه النقطة لأغراض سياسية وليست فقط بدافع الحرص على حل مشاكل حضرموت.
الاعتراض العلني على القرارات الرئاسية في هذا التوقيت يعكس نوعًا من الخلاف الداخلي في مجلس القيادة الرئاسي، وربما يكون البحسني يسعى لتوسيع نفوذه أو الضغط على القيادة لاتخاذ قرارات تتماشى مع مصالحه أو مصالح من يدعمهم. هناك تساؤلات حول حقيقة اهتمامه بمصالح حضرموت أو استخدامه هذه القضية كورقة ضغط.
كما أن ظهوره في الولايات المتحدة واستقباله من قبل المسؤولين هناك يعزز فكرة أن هناك أبعادا سياسية أكبر وراء هذا الخلاف. ربما يسعى البحسني إلى إعادة ترتيب أوراقه أو تعزيز مكانته داخليا أو خارجيا، مستغلا التوترات الحالية في حضرموت وتداعيات الأزمة التمويلية بسبب هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية.
بالتالي، قد تكون مزايداته السياسية تهدف إلى تحسين موقفه السياسي وإظهار نفسه كمدافع عن قضايا حضرموت، بينما الحقيقة قد تكون أكثر تعقيدا من ذلك، وقد تتعلق بتحقيق مكاسب سياسية شخصية أكثر من الحرص على مصالح المحافظة.