تقارير وتغطيات

انزياحات تطرح مقترحاً للحكومة السعودية لحل معضلة كهرباء عدن

 

تحقيق الطاقة المستدامة لعدن: كيف يمكن لمئة ألف برميل نفط يومياً أن تغير واقع الكهرباء في اليمن؟

رئيس التحرير

لا يخفى على أحد أن أزمة الكهرباء في اليمن، وخاصة في العاصمة المؤقتة عدن، أصبحت معضلة تؤثر على الحياة اليومية للمواطنين وتعيق عجلة التنمية. في الوقت الذي تشهد فيه البلاد أزمات سياسية وعسكرية مستمرة، تظل الأزمات الخدمية، مثل أزمة الكهرباء، ذات تأثير مباشر على حياة الناس. على الرغم من فشل العديد من الحكومات المتعاقبة في معالجة هذه القضية، يمكن طرح حل بسيط ولكنه قد يكون فعالًا. ماذا لو قدمت المملكة العربية السعودية لليمن مئة ألف برميل نفط يومياً؟ هذا التصور يطرح تساؤلات حول مدى إمكانية تحقيقه وجدواه في تحسين خدمات الكهرباء في اليمن.

تعد أزمة الكهرباء في عدن من أبرز القضايا التي تؤرق اليمنيين، حيث تعاني المدينة من انقطاعات مستمرة في التيار الكهربائي، مما يؤثر سلباً على كافة جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية. هذا الوضع يعود إلى أسباب متعددة، منها الدمار الناتج عن الحرب، وغياب التخطيط الاستراتيجي، والفساد المستشري، بالإضافة إلى نقص التمويل. على الرغم من المحاولات المستمرة من الحكومة لحل هذه الأزمة، إلا أن التقدم كان بطيئاً.

تعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم، حيث تنتج ما يقرب من تسعة ملايين برميل يومياً. إذا تم توجيه جزء صغير من هذه الكمية، مثل مئة ألف برميل يومياً، لدعم الطاقة في اليمن، يمكن أن يكون لهذا تأثير كبير على تحسين البنية التحتية الكهربائية. يمكن استخدام هذا النفط لتشغيل محطات الكهرباء الحالية أو لتمويل مشاريع جديدة للطاقة.

يمكن استخدام مئة ألف برميل من النفط لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية في عدن وبقية المحافظات اليمنية أيضا .فإذا تم تحويل النفط إلى مشتقات بترولية مثل الديزل والمازوت، يمكن تشغيل المحطات التي تعتمد على الوقود الأحفوري لتوفير الكهرباء بشكل مستدام. بناءً على الأسعار العالمية للنفط، يمكن أن يُقدر دعم المملكة لليمن بهذه الكمية من النفط بمليارات الدولارات سنوياً. هذا الدعم سيكون بمثابة دفعة قوية لتحسين قطاع الكهرباء في البلاد.
من الناحية السياسية، يمكن أن يساهم هذا الحل في تعزيز العلاقات اليمنية السعودية بشكل أكبر. المملكة العربية السعودية تعتبر شريكاً استراتيجياً لليمن، ودورها في تقديم مثل هذا الدعم سيعزز من نفوذها وتأثيرها في اليمن. كما أن هذا الحل سيظهر التزام المملكة بدعم استقرار اليمن وتنميته.

تحسين الكهرباء سيؤدي بشكل مباشر إلى تحسين جودة الحياة في اليمن، وخاصة في عدن. تشغيل المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تعتمد على الكهرباء بشكل كبير سيؤدي إلى انتعاش الاقتصاد المحلي. كما أن تحسين الكهرباء سيؤدي إلى تحسين الخدمات الصحية والتعليمية، مما سينعكس إيجابياً على حياة اليمنيين بشكل عام.
ففي ظل الأزمات المتعددة التي تمر بها اليمن، قد يبدو حل أزمة الكهرباء بسيطاً إذا تضافرت الجهود المحلية والإقليمية. الدعم السعودي المقترح يمكن أن يكون الخطوة الأولى نحو حل أزمة طويلة الأمد أرهقت اليمنيين. إذا تم تنفيذ هذا الحل بشكل صحيح، فإنه لن يساهم فقط في تحسين الكهرباء في عدن وبقية المحافظات، بل سيعزز من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، ويفتح الباب أمام مستقبل أفضل لليمنيين جميعاً.

على الرغم من الفوائد الواضحة لهذا الحل، إلا أن هناك بعض التحديات التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار. أولاً، مسألة التوزيع العادل للنفط بين مختلف المحافظات، خاصة مع استمرار الصراع بين الحكومة الشرعية والحوثيين. ثانياً، الفساد المتفشي في مؤسسات الدولة قد يشكل عائقاً في تنفيذ هذا الحل بالشكل المطلوب. ثالثاً، البنية التحتية المهترئة قد تعوق الاستفادة المثلى من هذه الكميات من النفط.

بناءً على ما سبق، يمكن لهذا الحل أن يكون بداية حقيقية لحل أزمة الكهرباء في اليمن إذا تم تنفيذه بطريقة صحيحة وبالتعاون بين الحكومة اليمنية والمملكة العربية السعودية. ومن أجل تحقيق ذلك، يجب اتخاذ الخطوات التالي بين اليمن والمملكة تضمن استمرارية تزويد اليمن بمئة ألف برميل من النفط يومياً.
ومن التحديات إصلاح البنية التحتية للكهرباء في عدن والمحافظات الأخرى لضمان استخدام النفط بكفاءة.
تتوجب المراقبة الصارمة على توزيع واستخدام النفط لضمان عدم وقوعه في أيدي الفاسدين أو الحوثيين.
فإذا تحقق الحلم يفترض اشراك المجتمع الدولي في دعم هذا الحل لضمان استمراريته واستدامته.