تشهد مدينة عدن في جنوب اليمن أزمة كهرباء خانقة، مما يزيد من معاناة سكانها وسط ارتفاع شديد في درجات الحرارة. أدى خروج محطة “الرئيس” عن الخدمة إلى تفاقم هذه الأزمة، وذلك بسبب نفاد وقود النفط الخام، مما أدى إلى زيادة ساعات انقطاع الكهرباء بشكل كبير.
تعاني مدينة عدن من أزمة كهرباء حادة نتيجة لتضافر عدة عوامل من الفساد وسوء الإدارة إلى الأوضاع الأمنية المتردية. وفي ظل هذه الظروف، يجب على الجهات المعنية اتخاذ خطوات جدية وعملية لمعالجة هذه المشكلة وضمان توفير الكهرباء لسكان المدينة. يمكن أن تسهم الجهود المشتركة بين الحكومة والمجتمع الدولي في تحسين الوضع الحالي وتخفيف معاناة المواطنين في عدن.
تعود الأسباب الرئيسية لأزمة الكهرباء في عدن إلى عدة عوامل، أبرزها:
نفاد وقود النفط الخام، حيث تعتمد محطة “الرئيس” على النفط الخام المستورد من محافظة حضرموت لتشغيلها. ومع احتجاز قطاع قبلي في محافظة أبين لقاطرات الوقود، توقفت المحطة عن العمل .هذا فضلا عن الأوضاع الأمنية المتردية، فاللنزاعات القبلية واختطاف شيوخ القبائل تسببت في انقطاع إمدادات الوقود، مما أدى إلى شلل تام في محطة الكهرباء.
فوق ذلك يأتي الفساد الإداري حيث تعتبر سوء الإدارة والفساد من أبرز المشاكل التي تواجه قطاع الكهرباء في عدن. فبالرغم من التكلفة العالية لإنشاء المحطة والتي بلغت 500 مليون دولار، إلا أنها لا تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية.
إن توقف محطة “الرئيس” أدى إلى زيادة ساعات انقطاع الكهرباء، حيث وصلت إلى أكثر من 20 ساعة في اليوم، مما أثر سلبا على الحياة اليومية للسكان.
هكذا تتفاقم معاناة المواطنين، إذ يعاني سكان عدن من درجات حرارة مرتفعة تصل أحيانا إلى 40 درجة مئوية، مما يجعل الحياة بدون كهرباء لا تطاق.
-والأنكى توقف الأعمال التجارية، إذ تعاني الشركات والمحلات التجارية من خسائر مالية كبيرة نتيجة انقطاع الكهرباء، مما يؤثر على الاقتصاد المحلي.
يزيد الطين بلة تدهور الخدمات الصحية ، لأن معظم المستشفيات والمراكز الصحية يعتمدون على الكهرباء لتشغيل الأجهزة الطبية، مما يعرض حياة المرضى للخطر.
لكن لمواجهة هذه الأزمة، يمكن اتباع مجموعة من الحلول العملية: مثل تحسين البنية التحتية، إذ يجب العمل على تحسين البنية التحتية لشبكة الكهرباء وضمان استدامة إمدادات الوقود للمحطات.
وبالتأكيد لافائدة دون مكافحة الفساد ، بحيث يتعين على الحكومة اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة الفساد في قطاع الكهرباء، وضمان استغلال الموارد بشكل فعال.
أما تنويع مصادر الطاقة فيمكن التفكير في تنويع مصادر الطاقة، بما في ذلك الطاقة الشمسية والرياح، لتخفيف الاعتماد على النفط الخام.
ولتأمين الطرقات، يجب توفير حماية أمنية للقوافل التي تنقل الوقود لضمان وصولها إلى محطات الكهرباء بدون تعطل.
وعليه ..يجب زيادة الوعي المجتمعي..نعم.. يجب تنظيم حملات توعية لتعريف المواطنين بأهمية ترشيد استهلاك الكهرباء واستخدامها بطرق مستدامة.
يمكن الاستفادة من خبرات الدول الأخرى والمنظمات الدولية لتحسين قطاع الكهرباء في اليمن. لأن اليمن بأشد حاجة للتعاون الدولي الآن.