تقارير وتغطيات

الناصية: هموم نسوية و البردوني و جرادة، تعز، اليمن التاريخ و الهوية..!

كان إصدر العدد الخامس يونيو من مجلة الناصية وهي فصلية تُعنىَ بقضايا الفكِر و الثقافة ، تصُدر مؤقتًا كل سِتة أشهُر عن مؤسسة أمجد الثقافية و الحقوقية – عدن. 

تضمَّن العدد ملفًا خاصًا جُزء أول عن شاعر اليمن الكبير الأستاذ عبد الله البردَّوني، من إعداد الشاعر فاروق السامعي و القاص عز الدين العامري. وفي الملف الثقافي تضمّـن العدد ملفًا عن الشاعر اليمني الكبير الأستاذ محمد سعيد جرادة للباحث رئيس تحرير الناصية

 أ. د. يحيى قاسم سهل.

وفي الدراسات والبحوث والمقالات:

” الحُرّية المُتخيّلة والعدالة الغائبة للدكتور قاسم عبده المحبشي ، اليمن التاريخ و الهوية الجزء الاول للأستاذ قادري أحمد حيدر ،أُسس التوزيع لعائدات الثروة الوطنية في الدولة الاتحادية صعوبة المسار وصواب الخيار في اليمن الجزء الثاني للمُحلّلِْ عبد الجبار عبداللَّه سعيد.

سلَّطت مواد الملفين الضوء عن تجربة الشاعرين المؤثرة يمنيًا وعربيًا.

كما تضمَّن العدد ملفًا خاصا “عن قضايا السلام في اليمن ” حوى مادتين قيَّمتين للباحث في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية الأستاذ وليد الحريري، تضمَّن أيضًا تقرير المركز المرموق والموثوق عن المسارات السياسية لإرساء السلام في اليمن أصدره المركز عام ٢٠٢٣م، بِما يشمله عن رؤيته للتعافي الإقتصادي ، وخارطة طريق لارساء العدالة الإنتقالية ، و نهج يتمحور حول مركزية الضحايا ، وكذا التعهدات المتجددة بالتصّدي للإقصاء الممنهج لدور المرأة ، وحماية الأقليَّات ، و ردع الجماعات المُسلَّحة ، ودمج آليات الوساطة المحلية، والهدنة الاقتصادية ، وتعزبز دور القطاع الخاص في التعافي الاقتصادي، إضافة إلى معالجة أزمة الماء و تعزيز القدرة على الصمود في آثار تغيُّر المناخ ، فضلا عن تضامن و حوار حول الملف الجنوبي.

ويؤكِّد المركز في تقييمه لا سلام بدون عدالة ولا عدالة بدون مساءلة .

و أعرب المركز في تقريره عن رفضه لأي سياسية تتجاهل دعوتهم للعدالة أو تسعى إلى المساومة على مطالب المركز مقابل ما يسمى بالاستقرار السياسي.

وقال المركز أنه مع إعلان اليمن للعدالة والمصالحة ، مُشددا على أهمية نهج يُركِّزُ على معاناة الضحايا من الأقليَّات في اليمن.

مع ضرورة إصلاح القطاع الأمني وإدماج آليات الوساطة.

وأشار المركز إلى أنه بدون مياه ” لن يبقى هناك يمن”. كما دعا المركز في تقريره لتوفير مزيد من الدعم للفنانين اليمنيين ، الذين صاروا للأسف يتعرضون للاعتقالات والتكفير، ويؤكد المركز على السلام أن يكون عادلاً ومستدامًا.

أما في مادتها القيّمة بعنوان ” حرب تَمُرُّ على أجساد النساء” أوردت الصحفية والباحثة القديرة ثُريا دماج ، جملة حقائق تعانيها النساء اليمنيات زادت من فداحتها الحرب المستمرة. و تحت عنوان فرعي” المرأة ” جسد متخاصِم مع السياسة ” دانت ثريا دماج إتفاق الجهات الفاعلة السياسية في اليمن ، إهمال حقوق المرأة والتغاضي عن حمايتها ، مما عزَّز من أشكال الإساءة التي تتعرض لها النساء باستمرار.

وبتأكيد الصحفية والباحثة ثريا دماج ” تعرضت النساء اليمنيات منذ عام ٢٠١٤ ، للقتل والتعذيب والاختفاء والاعتداء الجسدي والاعتقال التعسفي ، وتقييد حركتهِنَّ، واستبعادهِنَّ من المناصب العامة.

وترى الباحثة والصحفية ثريا دماج ، أنه” في مناطق سيطرة الحوثيين تحديداً ، يرتبط المذهب الديني إرتباطًا وثيقاً بسياسات السلطة ، وهو ما دفع مجموعة من الناشطات والقيادات النسائية وموظفات في المؤسسات التي تتخذ من صنعاء مقرا لها إلى التوقيع على عريضة موجهة إلى رئيس حكومة صنعاء التي يديرها الحوثيون يشتكينَ من حملة ممنهجة ضد النساء بهدف استبعادهِنَّ من الوظائف العامة ،وتقييد انشطتهِنَّ وعزلهِنَّ بطريقة لا ينبغي التسامح معها “

تضمنت الرسالة بحسب الباحثة والصحفية ثريا دماج” رفع بعض الجهات في صنعاء رؤى تقضي بالغاء قطاعات المراه في بعض الوزارات” وأنَّ خطب الجمعه تركز على النساء اليمنيات وتخويف الأهالي وتحذريهم من دراستهِن الجامعية أو التحقاهِن بالعمل أو الخوف على حشمتهِن “. وقالت الباحثة والصحفية ثريا دماج: ” بعد بضعة أشهر على تقديم العريضة من قِبَلْ الجهات ظهر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في خطاب بث على قناة المسيرة الناطقة باسم الجماعة قائلا: ” إنَّ دور المرأة يقتصر في هذه الحياه على الحنان و الرقة والعاطفة ، وإذا كان لها من إسهام فيكون بما يتناسب مع خصوصيتها وظروفها” في إشارة واضحة كما تؤكد ثريا دماج إلى التشدد في أن طبيعة وظيفة المرأة هي كربة منزل ” حنونة” فقط حد وصف الحوثي.

وهكذا تورد الباحثة والصحفية ثريا دماج ” لم يمضِ على خطابه وقتا طويلا حتى عادت الجماعة لممارسة سياسات تنتهك حقوق المرأة ففي يوليو ٢٠٢٣ أقالت إدارة جامعة صنعاء الأكاديمية الدكتورة سامية عبد المجيد الأغبري عن منصبها كرئيس لقسم الصحافة في كلية الإعلام واستبدلتها بزميلها الدكتور علي البريهي ، على خلفية رفضها الصريح لسياسة جديدة للفصل بين الطالبات والطلاب في بعض الكليات الحكومية.

واردفت الباحثة والصحفية ثريا دماج ” وفي أغسطس من نفس العام اتهمت عمادة كلية الشريعة والقانون إحدى طالباتها المناهضات للجماعة بالمثلية وتم فصلها نهائيا من الجامعة”.

كذلك قالت الباحثة والصحفية ثريا دماج ‘ حتى أقدمت عمادة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة صنعاء في سبتمبر وبدون تقديم مبررات على أبعاد الأكاديميات الدكتورة خديجة الهيصمي والدكتورة اشواق مغلس.واستبدالهم بمحاضرين غير مؤهلين من اختيار مسؤولين حوثيين ولايمتلكون الدرجة الأكاديمية.

وتخلص ثريا دماج بالقول ” للأسف وضع النساء في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا لا يختلف كثيرا عن وضعهن في مناطق سيطرة جماعة الحوثيين” ففي محافظة تعز الواقعة ضمن نفوذ الحكومة ، قاد رجال دين وأكاديميون وسياسيون وناشطون متشددون في يونيو حملة تحريض واسعة ضد جامعة تعز على خلفية تبني مجلس الجامعة الحكومية قرارا بإدراج قضايا تنمية المرأة في إطار النوع الاجتماعي ضمن برنامج الدراسات العليا لنيل الماجيستير. تزعَّم الحملة البرلماني عن حزب الإصلاح ورجل الدين المتشدد عبد الله أحمد علي العديني الذي دعا إلى إغلاق مركز بحوث ودراسات تنمية المرأة بسبب تبنَّيه

قضايا النوع الاجتماعي المتحررة. وهو ماشجَّع – حسب زعمه – على ” إباحة اللواط والزنا والشذوذ الجنسي والانحلال الأخلاقي والتمرد الأسري” وقال : ” إن تصويت مجلس الجامعة لصالح ادراج النوع الاجتماعي هو جريمة عظمى؛ بل أبشع جريمة عرفها اليمن عبر تاريخه”

وفي ظل توجه الاهتمام إلى سياسة المحارم المفروضة على تنقل المرأة ، تتجلى في مناطق سيطرة الحوثيين ، تضيف الباحثة والصحفية ثريا دماج : تتجلى في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة قيود وانتهاكات.

فيما تقول الصحفية والناشطة وداد البدوي أنَّه تم إيقافها في نوفمبر ٢٠٢٢ عند نقطة أمنية تديرها عناصر تابعة للحكومة في مأرب ، وفي طريق عودتها إلى صنعاء بذريعة عدم وجود محرم رغم استصدارها تصريحا وبلاغ من سلطات صنعاء “.

رئيسة تحرير موقع” يمن فويتشر ” ثريا دماج تشدد في مقالتها البحثية، أن: أي محاولات لقمع المرأة وإخضاعها من أي سلطة في طرفي النزاع يجب أن يواجه بجبهة متحدة تضم المجتمع المدني داخل اليمن والمنظمات ذات الصلة خارجها للنهوض بها.

لكن تحقيق ذلك كما ترى” يتطلب أولا تكثيف الرقابة الدولية وتنظيم حوارات بناءة لتعزيز التوافق بين جميع الأطراف المعنية مع ضرورة إشراك النساء في كافة هذه الجهود وأعمال حقوقها وتوفير الحماية القانونية الواجبة لها وتعزيز مكانتها المستحقة داخل المجتمع “.

تضمن العدد قراءة أيضا لدور النساء لتحقيق السلام والأمن المجتمعي للمحامية عفراء خالد حريري

وفي الادب :

” شعرية السخرية في ديوان الخروج من منفضة السجائر لعمرو الارياني للناقد سعيد بايونس ، قصيدة انتماء للشاعر اليمني الكبير احمد قاسم دماج ،سراب قصيدة للشاعر عادل الصياد ا، حديث الشوق للشاعر محمد عبده افلح، على ناصية الدهشة للشاعر عبد الكريم الشميري ، تين شوكي للقاصة سهير السمان، ماتيسر من الحلم للقاص والروائي سمير عبد الفتاح.

 

لتحميل العدد pdf : اضغط هنا