في مأساة جديدة تعكس الوضع المأساوي الذي وصل إليه اليمنيون في ظل سيطرة جماعة الحوثيين، أقدم المواطن عبد الله العتمي، البالغ من العمر 40 عامًا، على ارتكاب جريمة هزت الأوساط اليمنية. العتمي، الذي يعمل بائعًا للتفاح في سوق ريدة بمحافظة عمران، قتل زوجته وأطفاله الأربعة قبل أن ينتحر.
ظروف العتمي كانت غير مستقرة ومعاناته المالية والمعيشية ازدادت تعقيدًا مع مرور الوقت. لم يعد قادرًا على توفير المتطلبات الضرورية لأطفاله، سواء الغذائية أو الدراسية. هذه الضغوط أثرت بشدة على نفسيته، وجعلته غير قادر على تحمل المزيد من الصعوبات التي يواجهها يوميًا.
ما يزيد من فظاعة هذه المأساة هو أن العتمي كان يعبر عن معاناته بوضوح على صفحته في الفيسبوك، محاولًا البحث عن أي بصيص أمل في هذا الظلام الدامس. تعكس هذه المأساة حجم البؤس واليأس الذي يعيشه اليمنيون تحت وطأة الحصار والانتهاكات المستمرة.
إن الأوضاع الصعبة التي يعاني منها العتمي وأمثاله ليست ناتجة عن فشل شخصي، بل هي نتيجة مباشرة للظروف السياسية والاقتصادية القاسية التي فرضتها الجماعة الحوثية على الشعب اليمني. يعيش الآلاف من اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين ظروفًا مشابهة، حيث يُحرمون من أبسط حقوقهم الإنسانية ويُعانون من نقص شديد في الغذاء والرعاية الصحية والتعليم.
في هذه اللحظة المأساوية، يجب أن نوجه دعوة إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتحمل مسؤولياتها والعمل على إنهاء معاناة الشعب اليمني.
الحل ليس فقط في تقديم المساعدات الطارئة، بل في إيجاد حل سياسي ينهي الصراع ويعيد لليمنيين حياتهم الكريمة.
نتمنى أن تكون هذه المأساة تذكيرًا للجميع بضرورة العمل الجاد لإيقاف هذا النزيف المستمر وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مستقبل اليمنيين.