تقارير وتغطيات

بين المقالح والجنيد.. والجرائم الثقافية في الجامعات

بين المقالح والجنيد.. والجرائم الثقافية في الجامعات

مؤخراً قامت الميلشيات بحذف قصيدة شاعر اليمن الراحل الجمهوري الجليل؛  يمنياً وعربياً واستبدالها بأخرى لشاعر يمجد حركة أنصار الله التي لديها موقف من الجمهورية..انها من الجرائم الثقافية والأدبية التي اصطدم اليمنيون بها؛ إذ كيف يعقل ان الجمهورية التي تتيح المواطنة المتساوية لكل الشعب يتم تحقيرها بتمجيد سلالة ترى نفسها فوق الشعب بل ترى أن قدر الشعب هو تمجيدها وبالاكراه؛ أما من يعترض على ذلك أما يسلم شرها ولايعترض أو إذا رفض أولياء أمور الطلاب تدريس هذه العنصرية وكأنها دين أستغفر الله فإنه يتعرض للاعتقال هذه الحادثة أعادت لذاكرة الشعب التمييز الذي كان يقترفه نظام الإمامة سيء الصيت بينما اهم مبدأ من مبادئ الجمهورية العظيمة إزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات والحقيقة انه لاتوجد طبقية في اليمن إلا في أذهان وأوهام من يستغلون الدين.

 

ثمة شاعر جليل كبير كالدكتور المقالح وبين معاذ الجنيد الطائفي.

وبالتأكيد هذه القضية تسلط الضوء على النزاع الثقافي والأيديولوجي العميق الذي يمر به اليمن في الوقت الراهن. يمثّل الشاعر اليمني الراحل الدكتور عبد العزيز المقالح رمزًا للفكر الجمهوري والقيم الوطنية التي تسعى لإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات الاجتماعية وتعزيز المواطنة المتساوية. في المقابل، يمثل معاذ الجنيد، بشعره الذي يمجد حركة أنصار الله (الحوثيين)، نهجا يروج لأفكار سلالية تفرق بين أفراد الشعب.

 

الدكتور عبدالعزيز المقالح:

عبد العزيز المقالح، الشاعر والأديب اليمني الراحل، يعتبر من أبرز الشخصيات الأدبية في اليمن والوطن العربي. كانت قصائده تدعو إلى الوحدة الوطنية وتعبّر عن تطلعات الشعب اليمني للحرية والمساواة. يعرف المقالح بكتاباته التي تتسم بالعمق الفكري والنضج الأدبي، وهو أحد الأصوات التي كانت تدعو إلى بناء دولة مدنية حديثة تقوم على أسس المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية.

 

معاذ الجنيد :

هو شاعر يمني اشتهر بقصائده التي تعبر عن تأييده لحركة أنصار الله (الحوثيين). يميل شعر الجنيد إلى تمجيد القيادة الحوثية وتقديم رؤية تفرق بين الطبقات على أسس سلالية ودينية. يعكس هذا التوجه الأيديولوجي للحوثيين الذين يرون أنفسهم كقيادة شرعية تملك الحق في حكم البلاد بناء على سلالتهم وادعاءاتهم الدينية.

 

المقارنة بين الشاعرين

 

1. المضمون الفكري: 

المقالح:

يُعبر عن الوحدة، المواطنة المتساوية، والعدالة الاجتماعية.

الجنيد:

يمجد قيادة معينة ويدعو إلى أفكار سلالية تفرق بين أفراد الشعب.

2. الأسلوب الأدبي: 

المقالح:

يُعرف بأسلوبه الأدبي الرفيع، والمتأثر بالتراث اليمني والعربي، ويتميز بالعمق والبلاغة.

الجنيد:

يستخدم أسلوبًا مباشرًا يهدف إلى الدعاية والترويج لأفكار حركة أنصار الله.

3. الأثر الثقافي: 

المقالح: أثره الإيجابي يمتد ليشمل تعزيز الهوية الوطنية والشعور بالانتماء المشترك وتعزيز قيم الثورة و الجمهورية والمواطنة المتساوية والديمقراطية والتمدن.

الجنيد: يُعتبر مثيرًا للجدل بسبب دعوته إلى أفكار تفرق بين الشعب على أسس سلالية وتمجيد التخلف والعنصرية وجوب ولاية مايسمى آل البيت وفرضها على الشعب كعقيدة.

لذلك فإن استبدال قصيدة المقالح بقصيدة الجنيد يعد إهانة للقيم الجمهورية والمبادئ التي بنيت عليها الدولة اليمنية الحديثة. إن هذا الفعل ليس مجرد تغيير في المناهج الدراسية، بل هو جريمة ثقافية تستهدف النيل من الهوية الوطنية والشعور بالانتماء المشترك. تظل قيم الجمهورية اليمنية، التي تدعو إلى المساواة والعدالة بين جميع أفراد الشعب، هي الأساس الذي يجب أن يُبنى عليه مستقبل اليمن.

***

كذلك في الجامعات بصنعاء، تفرض الميليشيات الحوثية ضغوطاً على طلاب الماجستير والدكتوراه لتقديم رسائل بحثية حول موضوعات تنطوي على شعاراتهم المتطرفة، مثل “الصرخة” التي تحتوي عبارات خطيرة من قبيل “الموت لأمريكا” و”الموت لإسرائيل” و” على اليهود” مع إنه دين سماوي توحيدي بغض النظر عن خلافنا وممارسات الكيان الصهيوني.

هذه الممارسات ليست مجرد توجيه أكاديمي بل هي محاولات ممنهجة لغرس الفكر المتطرف في عقول الطلاب وتوجيههم نحو تبني أيديولوجية الميليشيا.

تتعدى هذه السياسات حدود التعليم إلى تحويل الجامعات إلى منصات للدعاية والترويج السياسي.

يُجبر الطلاب على الكتابة عن مؤسس الميليشيا، حسين الحوثي، بوصفه “قرين القرآن الكريم”، وهو تعبير يهدف إلى ترسيخ فكرة ولاية “آل البيت” وفرضها على الشعب اليمني.

هذه الجريمة الثقافية تقتل روح الفكر النقدي والحوار الأكاديمي في الجامعات، وتستبدلها بنظام قائم على التلقين والإذعان. تؤدي هذه السياسات إلى تدمير التعليم العالي في اليمن، وتحويل الجامعات إلى أدوات لخدمة أجندة سياسية ضيقة، بدلاً من أن تكون مؤسسات للعلم والبحث والمعرفة.

يتطلب الوضع تدخلاً عاجلاً لإنقاذ التعليم في اليمن من هذه الهيمنة الثقافية والسياسية، وضمان أن تبقى الجامعات فضاءات حرة للتفكير والتعبير والبحث العلمي.