ريشة

ايميليا الحميري.. فنانة ولدت كبيرة جداً

 

نعم، يجب أن نحتفي بإيميليا الحميري ونعتبرها إضافة رائعة لمشهد الفن التشكيلي اليمني والعربي والعالمي.. ولا أبالغ..إنها فنانة ولدت كبيرة، وستظل كبيرة بفضل إبداعها وإحساسها الفني العميق.
وفي عالم الفن التشكيلي، تبرز أسماء عديدة من الفنانين والفنانات الذين تركوا بصمة مميزة في هذا المجال. إلا أن هناك فنانة واحدة تتفرد بإحساسها العميق وقدرتها الفريدة على التعبير من خلال لوحاتها الزيتية، تلك الفنانة هي إيميليا الحميري.رغم إحساسها الرفيع ظلت غير معروفة.

وإيميليا الحميري فنانة تشكيلية يمنية، بدأت رحلتها مع الرسم قبل 15 عاما، ومع مرور الزمن، أصبحت تُعتبر من أبرز الفنانات في الساحة التشكيلية اليمنية ،. رغم أنها غير معروفة.!؟ تستخدم خامة الزيت كوسيلة تعبيرية أساسية في أعمالها، وهي وسيلة تتطلب دقة وبراعة في التعامل مع الألوان والطبقات المختلفة. وقد استطاعت إيميليا أن توظف هذه الخامة لتخلق أعمالًا تتسم بالعمق والروحانية.

طوال مسيرتها الفنية، شاركت إيميليا في معارض محلية عدة، ونجحت في جذب الأنظار إلى موهبتها اخيرا..لم يقتصر تأثيرها على المستوى المحلي فقط، بل امتد ليصل إلى الساحة الدولية حيث شاركت في معرضين دوليين في الولايات المتحدة الأمريكية ،مما أكد على أنها فنانة قادرة على المنافسة في أي مكان في العالم. هذا الإنجاز جعلها تستحق بجدارة جائزة عبدالاله البعداني، وهي جائزة مرموقة تُمنح للفنانين الذين يظهرون إبداعا استثنائيا في مجال الفن التشكيلي.

الأمر المدهش أن إيميليا، رغم هذه الإنجازات، قد ظلت غير معروفة لدى الكثيرين حتى وقت قريب. ربما يكون ذلك بسبب عدم حصول بعض معارضها على التغطية الإعلامية المناسبة، كما حدث في معرضها الأخير الذي أقامته في مدينة إب في أواخر أغسطس. هذا المعرض، الذي لم يحظَ بالتغطية الإعلامية اللائقة، كشف عن إبداع لا يُضاهى وروحانية نادرة في عالم الفن التشكيلي. فإيميليا، ومن خلال أعمالها، تستطيع أن تناجي الروح وتلتحم في عذابات النساء. تعكس لوحاتها قصصًا خفية من الألم والأمل، حيث تتجلى مشاعر إنسانية عميقة تتجاوز السطح وتصل إلى جوهر الإنسان.
حمل معرضها الاخير اسم ” حاملات الشريم”.. تعتز انزياحات بعرض لوحاتها للجمهور اليمني والعربي الكبير.

عندما شاهدت أعمال إيميليا لأول مرة، كنت مذهولا بمدى قدرتها على التعبير عن تلك المشاعر الإنسانية من خلال الألوان والخطوط. لقد رسمت كما لو كانت تناجي الروح، كما لو كانت تُخرج من داخلها عذابات النساء وتحوّلها إلى أشكال وألوان على القماش. كان لأعمالها تأثير عميق على نفسي، جعلني أشعر بالزهو والفخر بأن لدينا في اليمن فنانة بهذا المستوى.

إن إيميليا الحميري تستحق كل دعم وتشجيع. إنها ليست فقط فنانة موهوبة، بل هي فنانة ولدت كبيرة، كبيرة جدا. إنها تُقدم لنا تجربة فنية استثنائية، تجعلنا نرى العالم بعيون مختلفة وتُحلق بنا إلى آفاق جديدة من الجمال والفن.

فإيميليا، بهذا الإبداع والتفاني في عملها، لا تقدم لنا فقط لوحات فنية، بل تقدم لنا رؤى وإحساسا عميقا بالحياة ومعانيها. إنها فنانة استطاعت أن تحول الألم إلى جمال، وأن تنقل لنا عذابات النساء وأحلامهن في لوحات خالدة.