شعر ونثر

طيش

طيش فخر العزب
طيش فخر العزب

أنا طائشٌ

لم أفكر قديماً

بيومي الذي سوف يأتي من الغيب

أو بالطريق التي قد أطأها

ولم أتدثر بأوشحةٍ من خيوط الأملْ

لم أفكر بقوتي

وقاتي

ووقتي

وقهر العناء

وبؤس الشقاء

وجهد العملْ

عشت في اللامبالاة

وأنا أطير إلى حيث ما عدت أدري وأدري

على كل سفحْ

تسلحت بالطيش في كل أمرٍ

وقلت لنفسي

“عش حياتك وخلها تحبل بربحْ”

وهأنذا اليوم

ألقى جروحي

تحيط بروحي – لتغرقها – من جميع الجهاتْ

وألقى همومي

تحيط بيومي لتسلب منه جميع الصفاتْ

*

تفاجأت بالقدر المر

يعصف بي

ينزع نفسي من الصدر

يخلعها

ثم يرمي بها في أتون الجحيمْ

وحين رميت عيوني لصدري

رأيت الأسى فوق صدري مقيمْ

*

أنا طائشٌ

أتهوك في فلوات البلاد

كطيرٍ ذبيحْ

روحي معلقةٌ في يد الغيب

عيني موزعةٌ بين كل القبائل

نصفي يعيش

ونصفي يسيح دماً أبيض اللون

يسبح فوق صليب المسيحْ

وإني أموت

وما لي من الأرض متكأٌ أو ضريحْ

*

تفاجأت بالليل

يجثو على ركبتي

ويواعدني أن يظل رفيقي

وحين أردت المسير لفجري

أضعت طريقي

وسامرت حزني

وحيدين كنا

وما كان من نجمةٍ أو قمرْ

وما كان من همسةٍ تقتل الصمت في صدرنا

أو خبرْ

وما كان إلا عيون الشبحْ

تخيف الفؤاد

وترسم في خوفنا مفتتحْ

 

فخر..