شعر ونثر

مختارات شعرية للشاعر الكبير جميل منصور حاجب

مختارات شعرية للشاعر الكبير جميل منصور حاجب
مختارات شعرية للشاعر الكبير جميل منصور حاجب

الصعود والهبوط يمتلكان

نفس القيمة

في عالم

لانرى اعاليه بوضوح

إلا عندما نسقط!

(١)

ملعقة سكر

تركوا أحصنتهم على المرج

ما من أحد

ما من أحصنة

إنما أغنية الرجال العظام تصدح فوق المروج

تركوا أحصنتهم..

إنه يوم عادي جدا

لولا أن الاشجار تحتك بي

كلما خطوت هنا وهناك

فالماضي مازال عالقا بيننا.

أسمع الأخبار الصباحية

وأضيف ملعقة سكر

فتاة القشطة..

(٢)

أوراق الليل

من باب التخمين

اقول إن إسمه نوح

وربما رافع

مرة تلو مرة

يلتصق الإسم بالظل

ويصبح إنسانا،

أكثر لطفا..

(٣)

في النافذة

حشرة معتمة

حشرة مضيئة

لإنه ما من سبب لعدم وجود إإتلاف

بين الظلام والنور.

(٤)

قصيدة ضائعة

عادت لي

أنا فيها

أدع لقبلاتي أن تنضج في شفتيك

مثل خبز

أليس هذا أقصى ما يتمناه رجل.

(٥)

أنا لست سعيدا

حقا لست سعيدا

وماذا يعني أن أكون سعيدا

إن لم أت

وقبل فمك

غمزت الريح قنديلا في البعيد

وخفق

ذلك الحزن المضيء

سيظل يرافقني الي أخر العمر

إن لم أت

واقبل فمك

مع ذلك

واصل النبع جريانه

وفوق السقيفة المكشوفة

وأنياب البرد الحادة تنهش عظامي

ظليت أقرأ أشعار ( يي لي ) الى مطلع الفجر

” أنت لاتأتي وتقبل فمي ”

(٦)

انا لا احب البحر

إنما حفلة القناديل المضيئة تبهرني

الغراب ايضا

ليس محبوبا مرة

وبينما اقيس المسافة بين الغواية وكوب الشاي

أسقط الغراب علبة الالوان

فخرج منها حفنة من الهنود الحمر

كنت أراهم يسيرون نحو الجبل

قضموا الجبل( قضيت تلك الليلة وحيدا )

الغراب في جانب ما عميق

لا احب العجلات

فهي متملقة

القرنفل يقذني مثل حجر في حضن أزبيلا

النجوم تمرر ضوءها الخافت

عبر ثقوب الباب

الافلام المحتشمة الحظ يغفل طفل الميتم

مرة اخرى

انا وحيد.

(٧)

قصة غرق

بعثوا قارب او قاربين

الة عرض المحيط

في القرية المجاورة

تحدث الناس عن رواية اخري

قالوا انه ابتاع قيثارة ليغني :

القمر شباك حبيبي

فلتطر يا حمام

ولكن الحب قاد العثرات اليه

وانكسر قلبه

رموا

النبيذ

والسلا

وانطلقوا في الضباب

وهم يصرخون

الازرق في كلمة

لاتجهشي بالبعيد

يا نوارس

في القرية الابعد

الخبر القديم امتزج ب

رائحة الخبز

بعد قليل _ ينضج الخبز

ويوضع في سلال الخزف

ثم يؤخذ الي مدخل القرية

تنتظر النسوة

تنتظر

بينما أغرق انا في الشعر عميقا

دون ان ينتبه احد.

(٨)

من يدخن لفافة الشك

ويستوقفك لبرهه

وانت تعبر

في اضواء العربات

في الحقيقة

وفي الخداع

فيقول

كنت سيد الحياة

وسيد موتي

انا ليخونيس

لكن الابدية

اعادتني الي الحياة

لاجرب هذه المرة

العيش كعبد

من يستعير انف كلب

ليشتم رائحة الغرباء

حين يقطنون الكلام

فيما تجلب لهم الماء

الطعام

والنزهات المجانية

من يصرخ

فيما تقول

الصراخ لا يجعلني متوازنا

الصراخ ليس علاجا

سيوران يكذب

من يمشي هنا

سيوران يكذب

من يمشي هنا

وهناك

ليعرف فقط ما اذا كان مرئيا

ليس سواك

ألست متعددا

لا واحد.

(٩)

بجوار النافذة

كل ليلة

كل ليلة

ولا تتذكر ماقالت ايملي ديكسون ذات مرة

أن ( ليس للريح أي نفع..)

هكذا انت

هكذا انت

تتأخر دوما

ايها البوذي

انت ايضا

أليس من اللطف

ان تعلمني شيئا

او

ترشدني الي ارض الاسرار.

(١٠)

الجند يحتضنون جبل عال

الريح كشفت عن مزاج سيء

الجند يختفون

لتحل مكانهم الغابة

الجند ينامون في أغنية

لم يتبق لشعاع الفجر

سوى رصاصة

اطبق جفنيا

الصباح يد ترسم بالاحمر

قوس فرح

بباب المدينة

بوجه القرى

الاسود دماغ عاثر

الصباح ريشة تعتنق

مذهب رومنسي

وفضيحة لذيذة

اصابعي تلتقط حبات المطر

اصابعي تعمل دون نقصان

جوانب الوعاء

لا فراغ عالق

لا ألهة مبتكرة

انا بخير

انا فقط نسيت قلبي

في حقيبة مسافر

على الطريق السريع

الحرب تندلع

في مكان اخر

عندما يخفق الحب.

(١١)

لكي تكون صديقي ايها الظل

ضع افكارك في السلة

اسمك

الوصايا التي تطوق عنقك كقلادة

الاسطوانه القديمة

تلك التي تنعق

النهار وغيومه

المساء وعقدة أوديب

النساء اللاتي عشقت

واللاتى لم تعشق بعد

لكي تكون صديقي

كن فارغا

أنقل اليك كل الاشياء

كل الاشياء التي افسدت حياتي

………

الشجار

كل شجار يبدأ بين نساء الحارة

يكتمل في رأسي

فأنا أنسى لساني بفم احداهن

……….

لا أقدر أن أدير حانة

يكفي أن تدلف امرأة يائسة

تضع يدها على قلبي

وتسقط الكؤوس

وربما لأنني اريد أن اغدو غصنا

اختبر صبر العاصفة.

(١٢)

انثى العقاب

حين بنت عشها

في اعلا الجرف

هل ظنت أنني ساحمل طبق السعادة

واصعد اليها

فيما عمود الدخان

يتراقص فوق رأسي

ورماح الامس

…………….

القارب الخشبي

تصعد به الامواج وتهبط

بينما تتساقط النجمات

عن يمنه وشماله

غير انه لايصل

ذلك القارب

كحلم ضاع مني

………….

لن أثخن بابي بالغياب

هذه المرة

سأحمله معي

……….

ايتها المرأة

دعى نهديك العارمين

يسقطان على صدري

ببطء ببطء

فأنا خسرت الحرب.

(١٣)

مرة لمعت المتاهة بعيني الظل

وفي طريق العودة

تعثرت بالوحدة

……….

ليس طائر الرفراف

من ضرب نافذتك بجناحيه

انه حبي

………

شجرة البلوط لاتعرف

كيف اخذت من ارضها البعيدة

ووصلت الى هنا

لكنهاتتوجع

و تحن

كأنت

…………

ضع التاج رأس المعرفة

وأبتسم كطفل صغير

………….

لا تطلقي العواء ايتها الرغبة

فحبيبي كمسيح مصلوب.

(١٤)

لا استطيع مجاراتك في الرقص

قلبي يضطرب

قدمي تثقل

ربما اجد في ذاتي

مايشبه الطائر الوحيد

حين يبلله المطر

وينفض جناحيه

كي يطير مجددا

في سماء لا متناهية

ودونما امل

يراع

أمتلاء

وربما صلبني افلاطون

بباب مدينته الفاضلة

وصرت كما انا عليه

بلا شفتين صالحتين للقبل

وبلا لسان

وماذا لو استطيع مجاراتك

هل يثخن العش

بقليل مناجاة

انحناءة غير مقصودة

انيري مصباحا في عقلي

كي اعرف لماذا انا هنا.

(١٥)

الماضي يهبط

من اعلى المستقبل

بلا عربة

بلا أحصنة

ليقول لي

أنت أحد أجدادك

يالك من رجل مكرر !!

ماذا أقول للمرأة

المرأة التي وعدتها

بداية جديدة

ورجل حداثي

الماضي يعبر عن امتنانه لنا

المستقبل ماض

نحن نسير اليه

بخطى حثيثة

المرأة تصرخ اعجابا

يالك من رجل جميل

عدا عيناك البراقتان.