لا وقت في الأوقات إلا القات
كم نمشي على طرقات عقلنة الهواجس
نبتني الأحلام بالميقات كي نسمو قليلا
ثم تنهمر الظنون
شجني يعذبني كأني طائر من دون أوكار
كأن مساحة الأحلام تصغر كالسجون
القات يعرفني وأعرفه
فيدخل في شراييني
وأدخل ساعة الصمت المموسق
ثم أخلد للشجون
*
القات باب البوح
نافذة التأمل في المدى
شباكنا اليومي
درب الذكريات
كأنه السحر الملحن في الفنون
القات أعقل ما أقول عليه عكاز التردد بين صحو لا جنون
القات في اليمن الحزين كنقطة في حضن نون
**
القات لا يغوي العقول
فلن نقول سوى التحرك في السكون
القات ليس محرما
سيكون دينا آخرا لو قيل فيه الإثم
ديدنه البراءة كالتمايل في الغصون
للقات نشوته
كخضرة بلدتي في العمق من جوف العيون
**
القات بوح الطين في الأعشاب
ملح الوقت
زاد الروح
يعشقه المدى والسالكون
والقات خمرتنا الحلال هنا هنا
يقسو قليلا كي نطيل الوقت كي نحصي تفاصيل الحياة
وكي نكون
*
(أنا “في” بلاد القات)
أمضغه ويمضغني
ويجلد ظهر أسئلتي
ويرعبني بقائمة الديون
القات حزب الحزب
ناس الناس جن الجن
بل جمر الأتون
**
القات تنظيم الجميع
هو القرار
هو التقدم والتأخر والفرار
هو المسار
هو الديالكتيك والألق المحاصر بالجفون
القات يهوى أن يغازل غابة من زيزفون
**
القات نصف الوقت
والنصف الأخير مساؤنا المطلي كثور عقله وهم يفتش عن قرون
أهي السنون نشيدنا الممتد بين الصمت والأوجاع
غيماتي من الدمع الهتون
يا قاتنا المزروع في أثلام كركرة المقيل
ألا تقيل الغيهب الرسمي
قافيتي ظهور أم بطون؟
**
القات خمرتنا الوحيدة
القات أسرار السماء على غصون الأرض والطين التليدة
القات نرجسة الحقول
ووشوشات العشب للأوقات باللغة الفريدة
والقات يجعلني أفكر في حبيباتي البعيدة
أبكي على ورقي
ويحملني على أرقي
ومن قلقي أرى دنيا جديدة
والقات غصتنا اللذيذة والحرون
*
القات توراة وانجيل وفرقان الدقائق
القات أجمل ما تجود به الحقول كما الحدائق
القات قالوا القات عائق
ما كان (أفيون الشعوب)
ولم يكن إبليس ذائق
ما كان نيرون الحرائق
لن يفلح الآتون من أوهامهم
فالقات واقعنا وعشب لن يخون
*
(ليدين من “تبغ” و”قات”)
هذا المدى المشحون بالتأويل
هذي الرحلة اليومية التجري كما نهر
وتجذب ما يود الجاذبون
صوفية الأعشاب والأعواد حاضرة
وفلسفة السياسة
والقصيدة حين نحرسها تدندن كي تصون
دقي على أبوابنا يا ساعة الأنغام
زيدينا لحون
**
والقات يهدى للأحبة
والقات ملفوف طري أخضر ندعوه (زربة)
كل الجماجم تستحيل كأنها في شكل قبة
والوقت من شبق
ومن عبق
ومن ألق
ومن فخذ
وركبة
والقات يدخل في الطقوس فيمرحون ويسرحون
**
والقات ليلى من غصون راقصة
خضراء
ضاحكة الجوانب
قلبها أطرى من الماء المبخر
تكمل الأوقات لو كانت سويعات الدنا متناقصة
والقات أجفان وكم رمش كحيل في عيون شاخصة
والقات لو تدرون أعواد وأوتار
ويا ليلى وقرقرة المداعة همس ناي خالصة
والقات خيل يمتطيها الفاتحون
والقات رايات يراها الفالحون
والقات دون القات (رازم)
تتعقد الكتب الجديدة والملازم
ويخاف منها الناجحون
**
القات ناقوس من الأحلام والحب المعتق والمعلق كالفراغ
القات أشبه ما يكون بشمس ليل لا تجيد سوى الخديعة والرواغ
والقات مثل الحب أوجاع بقلبي والدماغ
الحب صوت حمامة
والحب همس غمامة
وحبيبتي أقوى من القهر المدجج بالوشاة
حبيبتي قلب حنون
**
القات سيد وقتنا
هذا زمان المضغ
تمضغنا البلاد بفكها المصقول في زمن القبائل والولاء اللاولاء
جديدة كالأمس أوجاع الرصيف
وسورة الشعراء
والعلم المرفرف كالغبار
الذاهبون تكدسوا كالحزن
وانسدت شرايين النهار
الآيبون تقلدوا الفوضى وأسموا المفردات بعكسها وتطيروا بالوهم في بعض الغضون
**
لي في طقوس القات متكأ
ولي ألا أبوح برؤيتي
هل كوننا هذا الذي يرتد في ماء العيون
**
والقات من شجر
ومن ضجر
ومن قلق كثيف
تتأوه الساعات في وجع
وفي حزن شفيف
والصمت نقرأه ويقرأنا
وينبت في رؤوس الليل شيء كالقرون
**
والقات مظلوم كظلم القلب للقلب الشغوف
والقات أوله ابتهاج ثم آخره كسوف
ويلاه يا حبي المشتت في معالجة الظروف
سأطوف حولي كي أحج لكعبة الدمع الرؤوف
قاس هو الوقت
الوشاية مقتلي
إياك يا حبي حذار أن تهوني
أو أهون
**
والقات حاضرة وريف
والقات صيف في الخريف
والقات يمضعه الأسى
والمتعبون العاشقون
**
والقات سيد وقتنا
لا وقت في الأوقات إلا القات
أوله مناكفة
وأوسطه مجادلة
وآخره “شنون”
شني إذن يا دمعتي غيما
ورشي القاع
صبي مثلما النبع الحنون
23 يوليو 2007